الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء الدين: مسابقات الحظ «أوهام» وتخالف قيم الإسلام

علماء الدين: مسابقات الحظ «أوهام» وتخالف قيم الإسلام
5 سبتمبر 2013 20:16
تزخر شاشات الفضائيات في عالمنا العربي والإسلامي بالعديد من المسابقات، التي تطالب المشاهدين بالاتصال برقم معين للفوز بأموال ضخمة ترصدها الجهة المنظمة للمسابقة من تكلفة المكالمات التي يتحملها المتسابقون، وبمجرد الإعلان عن أي مسابقة جديدة، يتسابق الشباب العربي على المشاركة في هذه المسابقات على أمل الفوز بجائزتها وجني الأموال التي تغير مجرى حياته دون عناء ودون بذل أي مجهود. استنكر علماء الأزهر تسابق العديد من الجهات والمؤسسات في عالمنا العربي والإسلامي لتقديم ألوان شتى من مسابقات الحظ، التي تعبث بأحلام الشباب، وتولد في نفوسهم الرغبة في الثراء السهل دون العمل والإنتاج، مؤكدين أن هذا الأمر يخالف منهج الإسلام في سعيه لتشجيع النشء على العمل والإنتاج. أحمد محمد (القاهرة) - وشدد العلماء على أن الإسلام الحنيف حدد منهجاً واضحاً للحصول على المال من خلال العمل الجاد والمثابرة وبذل الجهد. أما الحصول على المال بدون عمل وبدون جهد فهو أمر لا يستقيم معه حال المجتمع، وسيجعل من أفراد المجتمع طاقات مهدرة في سبيل انتظار الفوز في إحدى هذه المسابقات العبثية. هدف جاد يقول الدكتور منصور مندور من علماء الأزهر الشريف: ليس هناك ما يمنع من إقامة المسابقات بصفة عامة، لكن لا بد أن يكون لهذه المسابقات هدف جاد وسامٍ، كالمسابقات التي تهتم بغرس القيم القرآنية والنبوية في نفوس الشباب والنشء الصغير، والمسابقات التي تشجع الشباب والنشء على حفظ كتاب الله ودراسة سنة وسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم، فمثل هذه المسابقات تتفق تماماً مع جوهر الدين الحنيف ومقاصد الشريعة الإسلامية، ولكن للأسف نجد في الواقع غير ذلك، حيث نجد أن القليل من هذه المسابقات جادة ولها أهداف سامية، بينما هناك الكثير من المسابقات غير الجادة، والتي تهدف فقط للربح والحصول على أموال المشتركين في هذه المسابقات التي تصرف الكثير من الشباب عن العمل والإنتاج، والسعي نحو الثراء السهل والسريع دون عناء. ودعا إلى أن ينصرفوا عن الانشغال بمثل هذه التوافه، وأن يستغلوا أوقات فراغهم في تحصيل مزيد من الثقافات والمعارف الإسلامية التي تعزز ارتباطهم بدينهم وتاريخ أمتهم، وأن لا ينشغلوا بمسابقات تسرق أحلامهم، وهي في الحقيقة لا تقدم لهم شيء، وإنما يستفيد منها فقط القائمون عليها، حيث يجنون من ورائها أموالاً باهظة كان من الأولى إنفاقها في سبيل الله. مسابقات المعلومات أما الدكتورة إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، فترى أن برامج المسابقات أو المسابقات بصفة عامة إذا كان الأصل فيها التسابق على المعلومة، فإن المسألة مختلف فيها بين العلماء، وعلى فرض القول بصحة المسابقات على المعلومة، فإنه يشترط لذلك شروط لصحة هذه المسابقات، ومن أهم هذه الشروط ألا يكون المتسابق قد دفع جزءاً من هذه الجائزة، ولا بد أن تكون قيمة الجائزة مدفوعة من طرف آخر لا يشترك مع المتسابقين كأن تكون مكرمة مثلاً، ولكن ما يحدث من بعض الفضائيات والقنوات التلفزيونية أن تضع هاتفاً معيناً، وتتفق مع شركة اتصالات بحيث يكون لها نسبة، ويكون للجهة المنظمة لهذه المسابقة نسبة، وللقنوات والفضائيات نسبة، وتدفع قيمة الجائزة من الأموال التي تجمع من المتسابقين، ويكون الفائز شخص واحد ويخسر بقية المتسابقين، وهذا هو القمار المحرم. تحايل على الناس وتضيف: كما أن هذا يعد من أوجه التحايل على الناس، وأكل أموال الناس بالباطل، والله تعالي نهي عن أكل أموال الناس بالباطل، فقد قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ)، ومن ثم يجب على الناس أن تتجنب هذه الأمور، لأن المال الذي منحنا الله تعالي إياه مال حلال، ولا يجوز إضاعته في أمور محرمة. وتشير إلى أن معظم المسابقات التي نراها تتم بهذا الشكل، ونادراً ما نجد مسابقات يتم التسابق فيها على معلومات جادة ومفيدة، حيث إن الكثير من هذه المسابقات تتم حول معلومات غير مفيدة وغير جادة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى حتى لو توافرت في هذه المسابقات الشروط الصحيحة، فينبغي أن يكون البرنامج الذي تذاع من خلاله المسابقة خالياً من المناظر والكلمات المحرمة. وتضيف: وإذا كانت المسابقات جادة ومفيدة وهادفة مثل مسابقات القرآن الكريم والأحاديث النبوية، فلا مانع منها، بل بالعكس فإن المطلوب تشجيعها والإكثار منها حتى تعم الفائدة قطاعاً عريضاً من أفراد المجتمع، ولكن إذا كانت هذه المسابقات ليس لها قيمة ولا قدر لها فهي تضييع للوقت ومضيعة لأموال المسلمين، لذا ننصح الشباب المسلم بأن يتقوا الله تعالي ولا ينشغلوا بمثل هذه الأمور التي لا تفيدهم في شيء، وأن لا يلهثوا وراء السراب من أجل الثراء السهل، وإذا كانوا يطمحون في الثراء، فعليهم بالعمل الجاد والشريف من أجل الوصول عليه. العمل الجاد وتؤكد أن الإسلام الحنيف حدد منهجاً واضحاً للحصول على المال من خلال العمل الجاد والمثابرة وبذل الجهد. أما الحصول على المال بدون عمل وبدون جهد فهو أمر لا يستقيم معه حال المجتمع، وسيجعل من أفراد المجتمع طاقات مهدرة في سبيل انتظار الفوز بإحدى هذه المسابقات العبثية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©