الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرض «الأجزاء» هل يصيب الأفلام؟!

25 يناير 2012
عندما تقدِّم لنا هوليوود عدة أجزاء رائعة من فيلم «سيد الخواتم» من بطولة هاري بوتر وإخراج بيتر جاكسون، وتحصد هذه الأجزاء حوالي 17 جائزة من «أوسكار»، لا بد وأن نرفع القبعة لهذه السلسلة التي أبهرت المشاهدين في جميع أنحاء العالم، والذين لديهم استعداد لانتظار جزء رابع وخامس أيضا من هذه السلسلة، طالما هُناك سينما مبدعة تحقق لهم المتعة والدهشة في آن. أما إذا ابتلي المشاهد المصري والعربي، بعدة أجزاء لأحد الأفلام التي تغرق في السطحية والاستخفاف بعقله، فإن المشاهد هنا سوف يحصل على وجبة سينمائية قد تكون فاسدة، ولا تقدم له جديداً. وإذا كان هذا المشاهد قد اعتاد على مسلسلات الأجزاء، التي تعتمد على المط والتطويل، بشكل يضعه في دائرة الملل و»الزهق»، نتيجة رتابة الأحداث والغرق في التكرار، لدرجة أن بعض الحلقات يراها تسير بسرعة السلحفاة، فإنه لم يعتد على أفلام الأجزاء، التي تحمل إشارات الإفلاس الفني، والعجز عن طرح أفكار جديدة تجذب المشاهد وتحرضه على التفاعل معها، خاصة إذا كانت تلمس همومه، وتنتقل بين دروب مختلفة لتعبر عنه وتحرضه على التفكير في غده، وتتوصل أيضاً إلى حلول ناجعة من خلال رسائل قصيرة تدفعه إلى معايشة الأبطال لقصة الفيلم. أما الأفلام التي تعتمد على كوميديا الموقف بين زوج وزوجته، فإنها لا تحتمل أن يتم تقطيعها إلى أجزاء، كفيلم «عمر وسلمى» على سبيل المثال، والذي يتم عرض جزئه الثالث حالياً بدور السينما، بغض النظر عن محتواه الذي يرصد المشاكل الزوجية بمواقفها الطريفة، والتي تم طرحها مرارا من خلال أعمال تلفزيونية مصرية بطريقة الحلقات المنفصلة، مثل «عائلة مجنونة جدا» و»يوميات زوج معاصر»، وغيرها. وكذلك في أعمال خليجية عديدة، حملت نوعاً من الكوميديا، التي تضفي الابتسامة على المشاهد. فهل نرى في الأيام القادمة، دخول الأفلام موضة «الأجزاء»، مثلما حدث في عالم الدراما، التي وصلت في بعض المسلسلات إلى الاستمرار لمدة خمس سنوات متتالية، وهي تفرض وجودها على المشاهد، الذي انصرف عنها مؤخراً، بعد ظهور الدراما التركية والمكسيكية على السطح، ونجاحها في جذبه ناحيتها..؟ وفيما يبدو أن غرائب وعجائب الوسط الفني، لا تنتهي، فالأمر قد لا يقتصر على أفلام الأجزاء فحسب، فقد نرى عجائب أخرى بعد أن أصبح المطرب يلحن ويمثل ويؤلف، ولولا صعوبة الإخراج لرأيناه يقف خلف الكاميرا ويمارس دور المخرج، كذلك نرى الملحن يغني ويمثل، أيضا نري عارضات الأزياء ومقدمات البرامج يغنين ويمثلن، وغير ذلك من الظواهر التي أصابت الوسط الفني بالخلل، وكأن هؤلاء استيقظوا من نومهم فجأة واكتشفوا أنهم يمتلكون مواهب عدة، والنتيجة الطبيعية لهذا «التخبط» هو فشل البعض في إثبات وجودهم، في مجالات فنية عدة، بعد أن ساروا في الطريق الخطأ، وأوهموا أنفسهم بأنهم «عباقرة زمانهم»، والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى...! سلطان الحجار | soltan.mohamed@admedia.ae?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©