الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«العرضيات» سلاح أستراليا للدفاع عن اللقب

«العرضيات» سلاح أستراليا للدفاع عن اللقب
31 ديسمبر 2018 00:09

عمرو عبيد (القاهرة )

يسعى الكنجارو الأسترالي للحفاظ على لقبه، الذي نجح في الظفر به في نسخة 2015، التي استضافتها بلاده، وبرغم الأداء المخيب للآمال للمنتخب في نهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا، والخروج من دور المجموعات بعدما تذيل المجموعة الثالثة بهزيمتين وتعادل واحد، فإن الكنجارو يمتلك أفضلية آسيوية حسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث يحتل الأسترالي المرتبة الثانية بعد إيران في التصنيف الخاص بمنتخبات القارة الصفراء، لكنه سيواجه منافسة شرسة من منتخبين عربيين، الأول هو المنتخب السوري العنيد، الذي قدم واحدة من أفضل الملاحم الكروية في التصفيات القارية الأخيرة المشتركة بين المونديال وكأس الأمم الآسيوية، بعدما بلغ المرحلة الرابعة من التصفيات المونديالية، وكاد يتجاوز عقبة المنتخب الأسترالي في الدور الآسيوي الفاصل، ويحتل نسور قاسيون المركز السادس في تصنيف منتخبات القارة، على حساب عدد كبير من المنتخبات العريقة.
وتضم المجموعة أيضاً المنتخب الفلسطيني، الذي ظهر بصورة رائعة في التصفيات، ويحتل الفدائي المركز 16 في التصنيف، بينما يأتي الأردن في الترتيب الـ 19 بالنسبة لمنتخبات القارة الصفراء.
الكنجارو يتمتع بقوة بدنية واضحة، ظهرت بصورة واضحة تماماً في المونديال الروسي الأخير، إذ أنه جاء ضمن قائمة أكثر المنتخبات ركضاً داخل الميدان، بمتوسط يبلغ 112 كيلومتراً في كل مباراة، ويمكن القول إن المنتخب الأسترالي يملك توازناً فنياً، سواء بسبب تسجيله الأهداف بقدر يكاد يتساوى على مدار أشواط المباريات، حيث أحرز خلال مواجهات العامين الماضيين، 52% من الأهداف في الشوط الأول، مقابل 48% في الفترة الثانية، وتشير الإحصائيات التفصيلية إلى أن الكنجارو يجيد إحراز الأهداف المبكرة وحسم نتائج المباريات، مقابل التسجيل بنسبة ضئيلة في نهاية المواجهات.
والتوازن التكتيكي الغالب على أداء أستراليا، بدا واضحاً من نسب استغلاله لجبهاته الهجومية، حيث ساهم عمقه الهجومي في إحراز 38% من الأهداف، مقابل 31% للجبهة اليمنى ومثلها للجانب الأيسر، وهو ما يعني تفوق إجمالي للأطراف على حساب العمق، لكنه يتماشى مع أسلوب أداء المنتخب الذي يميل إلى إرسال الكرات العرضية والطولية مع إجادة ألعاب الهواء، حيث استغل تمريرات الجانبين العرضية في تسجيل 45% من إجمالي أهدافه في الفترة الماضية، كما أن التسديدات الرأسية منحته 20% من الأهداف، ولا تزال الركلات الثابتة تمثل عنصر قوة للكنجارو، لاسيما الركلات الحرة غير المباشرة والركنيات، حيث ساهمت في تسجيل 27.6% من الأهداف!
على الجانب الآخر، يمتلك المنتخب السوري عمقاً هجومياً مخيفاً، في ظل وجود الثنائي الرائع، السومة وخربين، وساهمت أهدافهما في بلوغ نسور قاسيون مرحلة متقدمة وناجحة جداً في التصفيات المونديالية الأخيرة، لاسيما خربين، الذي تصدر قائمة هدافي منتخب بلاده في تلك التصفيات، بجانب كونه الهداف الأبرز في القائمة الحالية المختارة لخوض نهائيات كأس الأمم، وساهم العمق الهجومي في تسجيل 54% من أهداف المنتخب في العامين الماضيين، كما أن جبهته اليسرى الهجومية ظهرت بصورة طيبة في ذات الفترة، وأنتجت 31% من الأهداف، وتميز المنتخب السوري بقدرته على تسجيل الأهداف الحاسمة والقاتلة في نهاية المباريات، حيث سجل 27% من إجمالي أهدافه في آخر ربع ساعة وخلال الدقائق التي تلت الـ 90، وهو الأمر الذي يبرهن على قوته الذهنية والبدنية، بجانب الحماس المعروف عن مقاتلي المنتخب السوري. واعتمد نسور قاسيون في تسجيل أهدافهم خلال الفترة الأخيرة، على الهجوم المنظم السريع، نظراً لامتلاكهم عدداً كبيراً من اللاعبين أصحاب الموهبة والسرعة، الذين يجيدون اللعب بتكتيك جماعي رائع، وهو ما أهدى المنتخب 65.4% من الأهداف، والملاحظ أن النسور لم يلجأ إلى لعب الكرات الطولية في أغلب مواجهاته، بل كان التمرير القصير وسرعة التحول من الحالة الدفاعية إلى الهجومية، هي السمات الأبرز في أداء المنتخب السوري. أما المنتخب الفلسطيني، فيعتمد بصورة أكبر على التأمين الدفاعي وإغلاق جميع المنافذ الهجومية أمام المنافسين، قبل أن يشن الهجمات العكسية التي تسفر عادة عن عدد كبير من المحاولات والتسديدات على مرمى الخصوم، وبدا ذلك واضحاً خلال المرحلة الثانية من التصفيات، خاصة أمام كبار القارة الصفراء، إذ بلغ متوسط استحواذ الفدائي على الكرة ما يقارب 40%، ومن المتوقع أن يحافظ المنتخب العربي على نسق الأداء ذاته، في ظل وجود منافسين أقوى منه نظيراً في تلك المجموعة، وغالباً ما يقدم الفدائي الأداء الأفضل له في بداية الشوط الثاني، عقب العودة من فترة الاستراحة بين الشوطين، وهي الفترة الأفضل تهديفاً للفدائي خلال التصفيات السابقة، إذ أحرز خلالها 28% من إجمالي أهدافه. وتعتبر الألعاب المتحركة العنصر الأكثر تأثيراً في صناعة أهداف فلسطين، حيث أهدت إليه 72% منها، مع الوضع في الاعتبار قدرته على التسجيل من الركلات الثابتة بنسبة 28%، وهي نسبة جيدة، تبرز فيها الركلات الركنية بصورة كبيرة، حيث ساهمت في تسجيل 57% من أهداف الكرات الثابتة، وبالطبع مالت الخطورة الفلسطينية جهة الهجوم السريع بأقل عدد من التمريرات وبتحركات مدروسة في العمق أو على الأطراف، وصنع الهجوم السريع 88% من أهداف فلسطين في التصفيات. من ناحية أخرى، سيكون على المنتخب الأردني مواجهة نظيره الأسترالي في افتتاح مباريات هذه المجموعة، وهي معركة صعبة بالتأكيد، لكن النشامى سبق له تحقيق الفوز على الكنجارو في المرحلة الثانية من التصفيات القارية، ويمتلك الثبات والقوة الكافيين لإعادة تحقيق هذا الأمر، خاصة مع إجادته تسجيل الأهداف في الأوقات الحاسمة، إذ سجل ما يقارب ثُلث أهدافه في آخر ربع ساعة من مبارياته خلال العامين الماضيين، وساهم العمق الهجومي للأردن بالنسبة الأكبر في إحراز الأهداف، وهي 58%، كما أنه يجيد التسجيل بتكتيك متنوع، بين الهجوم المنظم والمرتد، وكذلك شن الهجمات هادئة الإيقاع، بجانب تفوق نسبي للهجمات السريعة، ولا يعتمد النشامى على العرضيات أو ألعاب الهواء كثيراً في تنفيذ هجماته.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©