الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبدالله أحمد: التمويل العقبة الأساسية أمام مشاريع الأفلام الطويلة

عبدالله أحمد: التمويل العقبة الأساسية أمام مشاريع الأفلام الطويلة
10 سبتمبر 2011 00:49
يسعى المخرج والمنتج عبدالله حسن أحمد إلى التعامل مجددا مع أجواء وفضاءات الإخراج، و إعادة الحساسية السينمائية والوهج الإبداعي المختلف والخاص إلى مشاريعه الفنية بعد فترة من الانشغال الإداري المنصب على إنشاء وحدة إنتاج متخصصة في الفنون البصرية يكون مقرها إمارة رأس الخيمة بمشاركة مجموعة من السينمائيين الشبان المتحمسين لتطوير وإثراء هذا الجانب الفني المتنامي في المكان. وتأتي عودة عبدالله للإخراج من خلال تصديه لفيلمين جديدين في الفترة القادمة أحدهما فيلم قصير بعنوان “ميسي” ــ في إشارة إلى اللاعب الأرجنتيني الشهير ــ ، والآخر روائي طويل بعنوان “الغرشة” وسيكون هذا الفيلم هو العمل الطويل الأول له من أجل خوض تجربة جديدة تنطوي على معالجات وانتباهات فنية مغايرة مقارنة بالفيلم الروائي القصير الذي اعتاد عبدالله أحمد التعامل معه، خصوصا وأنه قدم للساحة السينمائية المحلية والخليجية مجموعة من الأفلام الملفتة والمميزة على صعيد الفكرة أو على صعيد الصياغة الفيلمية المرهفة والأمينة لاتجاهها الجمالي، ومنها: “المريحانة” و “آمين” و “سماء صغيرة” و”الفستان” و”عصافير القيظ” و”تنباك” والتي انطلق معظمها مع البدايات الزاهية والمبشرة لولادة السينما في الإمارات. “الاتحاد” التقت عبدالله حسن أحمد للتعرف على تفاصيل فيلميه الجديدين ولاستكشاف الخبرات الجديدة التي اكتسبها من انشغالاته بعالم الإنتاج الفني وما يتضمنه هذا الاتجاه الاحترافي من تحديات شخصية وأخرى مرتبطة بشروط التسويق والترويج. فعن فيلمه القصير “ميسي” يقول عبدالله حسن إنه فيلم يتناول حياة طفل صغير عاشق ومهووس بفريق برشلونة وخصوصا باللاعب الأرجنتيني الشهير ميسي الذي يلعب ضمن صفوف الفريق. مضيفا “وهذا الفيلم الذي كتبه شقيقي محمد حسن أحمد بنوع من الانجذاب الذاتي للمواقف الكوميدية العفوية التي تتخلق وتنشأ بخفة عالية في عالم الأطفال، يتضمن خطوطا سردية محببة وأليفة ومتماسة مع ذاكراتنا الشخصية، حيث نرى الطفل الشخصية الرئيسية في الفيلم ــ وهو ينتظر بلهفة عارمة إحدى المباريات المصيرية لفريقه المفضل برشلونة، ويشاركه هذا الشغف عائلته التي يتسبب وجودها معه في ذات المكان أثناء مشاهدة المباراة على التلفاز، في خلق حالة من الشد والجذب والمفارقات المضحكة المتماسة مع أحاسيس البراءة والشغب والانكسار والانتصار، وهي أحاسيس تلخص في النهاية تفاصيل يوم خاص في حياة طفل مرتبط وبشكل جنوني مع عالم كرة القدم”. وفي سؤال عن عودته إلى مجال الإخراج بعد فترة توقف تعتبر طويلة نوعا ما، من خلال تعامله مع هذا الفيلم بالذات والذي يختلف في فكرته وموضوعه عن الأفلام ذات المضامين الرمزية المكثفة والصعبة التي قدمها في أعمال سابقة. أشار عبدالله حسن إلى أن فيلم “ميسي” بأجوائه الاجتماعية الطيعة المعتمدة على كوميديا الموقف، لا يخلو أيضا من بعض المعالجات الفنية الخاصة التي يمكن أن تبرز هذا الجانب الكوميدي ومن دون مبالغات ومعالجات زائدة ومقحمة، مضيفا “وعلى العموم فإن هذا الفيلم القصير أعتبره نوعا من التدرج في اكتساب اللياقة الإخراجية قبل التصدي لفيلم “الغرشة” الطويل والمنهك على صعيد العمليات الفنية المصاحبة له والمتعلقة بأماكن التصوير المونتاج والمكساج وتشعب الأحداث السردية التي يتضمنها” وحول فيلم “الغرشة” وهو الأول له في مجال التعامل مع النمط الروائي الطويل، قال عبدالله “هو عنوان مؤقت للفيلم الذي مازلنا نبحث له عن تمويل مناسب يفي بمتطلباته المكلفة والمتعددة والمختلفة دون شك عن متطلبات الفيلم القصير الذي يمكن توفير ميزانيته ومن دون أعباء مضاعفة” مشيرا إلى الفيلم بأنه “من تأليف الشاعر والسيناريست أحمد سالمين، الذي كتب سيناريو في الأساس كي يتم تنفيذه على شكل فيلم قصير، ولكن من خلال جوانب متعلقة بقلق المبدع والشاعر أحمد سالمين حول نصه السينمائي، وبعد نقاشات وحوارات متعددة ارتأينا أن نحوله إلى نص طويل يتضمن مسارات سردية جديدة تتلاقي وتتشابك في النهاية داخل مسار واحد، يتوج ويدمج ثلاث قصص في محتوى إنساني معبر وشديد الخصوصية”. وعن توقعاته حول نجاح فيلمه الطويل الأول في ظل الشروط والمواصفات التسويقية التي تميل للفيلم التجاري الذي يقدم الإبهار والحركة والإثارة البصرية، أشار عبدالله إلى أنه يتمنى أولا تجاوز عقبة التمويل، لأن التمويل ــ كما يقول ــ “هو الهم الأساسي الذي يجابه المشاريع الفيلمية الطويلة”، مشيرا إلى أن الحكم على فيلمه الطويل الأول سيكون من خلال تأثيره الفني ومدى ملامسته لمرجعية وذاكرة المشاهد، وليس من خلال المعالجات المبهرة والاستعراضية فقط. وعن دخوله في مجال الإنتاج الفني والخبرات التي استقاها رغم الصعوبات والتحديات التسويقية المحيطة به، أشار عبدالله إلى أن دخوله في هذا المجال الصعب والشائك نوعا ما جعله يتعرف على جوانب تسويقية وإنتاجية كانت غائبة عنه، ونوه إلى أنه ورغم انشغاله ببعض المشاريع التلفزيونية والدعائية الخاصة أو المتعلقة بمناسبات وطنية معينة، إلا أنه لم يتخل تماما عن الإنتاج السينمائي واحتضان التجارب الإبداعية الشابة في محاولة منه لتفعيل وتعزيز مكانة الفيلم المحلي، لأنه ـ وكما قال ــ فإن “نجاحات الاستثمار في المواهب الفنية الشابة والمخلصة لا يكون سريعا وآنيا، كما أنه لا يؤدي إلى الخسارة، لأن نتائج هذا الاستثمار دائما ما تتحقق على المدى البعيد”! روح الواقع أوضح عبدالله حسن أحمد أنه لا يسعى لتقديم عمل خارق واستثنائي، لأن تفكيره منصب أساسا على تقديم فيلم مستقل يحمل مضامين ورسائل إنسانية عامة تنطلق من خصوصية المكان ومن القصص المحلية النابعة من روح الواقع ومن خباياه وأسراره وجمالياته أيضا.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©