انجامينا - وكالات الأنباء: اتهمت الحكومة التشادية أمس السودان وأيضاً لأول مرة السعودية بدعم المتمردين الذين شنوا خلال اليومين الماضيين هجمات على القوات التشادية، مؤكدة أن تشاد تتعرض ''لحرب هدفها نشر الأصولية الإسلامية''·
وقال وزير الاتصالات التشادي حورماجي موسى دومجور إن ''تشاد اليوم ضحية عملية واسعة النطاق تهدف إلى زعزعة استقراره· هذه العملية تحمل بصمات السودان والسعودية''·
وأضاف المتحدث باسم الحكومة أن ''السودان والسعودية هما اللذان يجهزان ويدربان المرتزقة ويوفران لهم الوسائل اللوجستية الضرورية لمهاجمة تشاد اليوم من عدة جبهات في الشرق''· وتابع إن ''الحرب المفروضة اليوم على تشاد هي حرب هدفها نشر الأصولية الإسلامية التي تروج لها القاعدة بزعامة بن لادن، والتي لن يسلم منها أي بلد في المنطقة''·
وقال إن على ''المجتمع الدولي أن يدرك هذا الوضع وأن يعمل بحزم على التصدي لعملية زعزعة الاستقرار التي تتم بصورة منظمة وتنفذها تيارات أصولية من السودان والسعودية''·
ودعا دومجور سكان البلاد إلى التحرك ''لإحباط كافة الأطماع الأصولية والتوسعية في التشاد''·
وأعلنت الحكومة التشادية وعمال الإغاثة أن الجيش التشادي استرد بلدة أبيتشي وهي مركز عسكري في شرق البلاد أمس بعد انسحاب المتمردين الذين سيطروا على البلدة قبل يوم في أحدث تحد للرئيس التشادي إدريس ديبي·
واجتاح متمردون من ائتلاف اتحاد القوى من أجل الديمقراطية والتنمية بلدة أبيتشي التي تبعد 160 كيلومتراً عن الحدود السودانية صباح أمس الأول وأعلنت القوات الحكومية انسحابها من البلدة حفاظاً على أرواح المدنيين·
وقال وزير الدفاع بشارة عيسى جاد الله لرويترز في العاصمة انجامينا ''أبيتشي عادت بالكامل·والمتمردون فروا في الرابعة من صباح اليوم ''·
'' ولكن تقارير لعمال الاغاثة أفادت باستمرار نهب المساعدات الإنسانية في أبيتشي وهي مركز لجهود الإغاثة المكثفة لمساعدة 200 ألف سوداني فروا إلى المخيمات في شرق تشاد من العنف في غرب دارفور بالسودان·
وقال عمال الإغاثة في البلدة إن طائرة هليكوبتر تابعة للجيش التشادي حلقت فوق البلدة قبل العودة للقاعدة الجوية في البلدة والتي تقوم بتأمينها قوات فرنسية·
وذكر عمال الإغاثة أن نحو عشر مركبات تابعة للجيش تحمل جنوداً تشاديين دخلت البلدة في الساعات الأولى من الصباح·
وبعد ساعات من الهجوم الذي شنه ائتلاف اتحاد القوى من أجل الديمقراطية والتنمية على أبيتشي قالت جماعة ثانية للمتمردين إنها سيطرت على بلدة بيلتين الواقعة على بعد 60 كيلومتراً إلى الشمال بعد اشتباكات بسيطة مع القوات الحكومية·
وذكر مصدر عسكري حكومي في انجامينا أن قوات الجيش استردت السيطرة على بيلتين بعد أن غادرت قوات المتمردين البلدة أثناء الليل·
وأكد متحدث باسم تجمع القوات الديموقراطية وهو حركة متمردة يتزعمها الشقيقان توم وتيماني ايرديمي اللذان كانا من المقربين للرئيس إدريس ديبي، سيطرة قوات التجمع على بيلتين وذلك في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس· وقال يحيى ديلو جيرو ''لقد دحرنا الجيش التشادي وسيطرنا على بيلتين''·
وأضاف ''إننا نسيطر أيضاً على أم زوير (20 كلم إلى جنوب شرق بيلتين) وأن عملياتنا مستمرة''·
من جهتها أفادت سفارة فرنسا في انجامينا أن رتلاً كبيراً من المتمردين التشاديين يتقدم نحو الغرب رصد أمس على بعد أقل من 400 كلم شرق انجامينا مما ينذر باحتمال وقوع معارك في محيط العاصمة التشادية·
وأعلنت السفارة الفرنسية في بيان تسلمته وكالة فرانس برس أن ''الوضع العسكري تطور فجأة صباح اليوم وتأكد زحف رتل كبير في منطقة باتا في اتجاه غرب البلاد''·
وأضاف البيان ''أن احتمال وقوع معارك في ضواحي انجامينا ليس مستبعداً خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة·
ولذلك تدعو السفارة الرعايا الفرنسيين في انجامينا إلى عدم مغادرة منازلهم بعد غروب الشمس''· وأكد مصدر عسكري في العاصمة أن هؤلاء المتمردين ينتمون إلى تجمع قوى الديمقراطية وهي حركة استولت السبت على بلدتين في شرق تشاد قرب الحدود مع السودان هما بيلتين وأم زوير·
ورداً على سؤال فرانس برس نفى ناطق باسم ''التنسيق العسكري'' الذي يضم تجمع قوى الديمقراطية وثلاث حركات تمرد أخرى، وجود عملية تستهدف العاصمة التشادية حالياً·
وأعلن يحيى ديلو جيرو في اتصال هاتفي بالأقمار الاصطناعية أن ''هذه المعلومات ليست صحيحة''·
وقال ''ما زلنا نسيطر على بيلتين ونقوم بتأمين مواقعنا للرد على هجوم مضاد محتمل من الجيش'' مؤكداً أن ''بعض عناصرنا يقوم بدوريات يبلغ مداها حتى مئة كلم غرب بيلتين لكننا لم نحدد بعد استراتيجية لمهاجمة انجامينا''·
عدد اليوم
