يلتقي في السابعة والثلث من مساء اليوم، فريقا الجزيرة والوحدة على ستاد الشامخة في بني ياس في مباراة السوبر المحلي التي تعد الانطلاقة الحقيقية للموسم الكروي الجديد.
وإذا كان اللقب الذي يطلقونه علي ملعب المباراة هو لقب «ملعب النار» كونه يقع في منطقة أم النار، فإن كل الجماهير وعشاق كرة القدم في الدولة يتوقعون أن تكون المباراة من نار أيضا لأنها تجمع ما بين بطل الثنائية في الموسم الماضي وهو الفورمولا الجزراوي المنتشي بعد أن حطم الكثير من الأرقام القياسية، وبين الوحدة بطل الموسم قبل الماضي، والذي حصل على لقب «العالمي» بعد مشاركته في الموسم الماضي ببطولة كأس العالم للأندية والزاخر بالنجوم التي ترصع قوائم المنتخبات الوطنية في كافة المراحل السنية.
وإذا كانت مشاركة الجزيرة في تلك المباراة معروفة الأسباب، كونه بطل الدوري وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، فإن مشاركة الوحدة تأتي من منطلق تأهله لنهائي الكأس، حيث كان الطرف الثاني فيها برغم أنه لم يحصل على لقبها.
وبرغم الظروف المعاكسة التي تحيط بالفريقين، إلا أن كل عوامل الإثارة تبقى حاضرة في هذا اللقاء كونه ديربي أبوظبي الذي تعشقه الجماهير في كل أنحاء الدولة، والمحك الأول للفريقين بعد فترات الإعداد الطويلة في الصيف، فضلا عن أنه الاختبار الأول للطرفين بعد مراجعة الموقف، والدخول في حالة جديدة مختلفة بالتأكيد عن الحالة التي كانا عليها في الموسم الماضي على ضوء التغييرات الفنية والانتدابات التي تمت في أعقاب نهاية الموسم الماضي.
ويشارك الفورمولا الجزراوي لأول مرة في تاريخه في مباراة البطولة للسوبر المحلي، وإن شارك مرة من قبل، ولكن في ظل نظام آخر للبطولة، غير أنه لم يصل للنهائي فيها، أما الوحدة فهو يشارك للمرة الثانية على التوالي بعد أن كانت مشاركته الأولى في الموسم الماضي أمام الإمارات بطل كأس صاحب السمو رئيس الدولة والتي خسر فيها العنابي علي يد «الصقور».
ويدخل الجزيرة المباراة في ظل وجود نقص عددي يتمثل في حارسه الذي اختير الموسم الماضي كأفضل حارس وهو علي خصيف، وظهيره الأيسر الدولي عبد الله موسى الذي أسهم بشكل واضح في تحقيق إنجازات الفورمولا وكانت له بصمة واضحة في تنشيط الجبهة اليسرى وتسجيل العديد من الأهداف المؤثرة، وياسر مطر الذي كان آخر اكتشافات المدير الفني البرازيلي السابق، آبل براجا، والذي كان قد اختير أفضل لاعب في ديربي الفريقين بالدور الأول من الدوري في الموسم الماضي. كما يغيب أيضا لاعبا المنتخب الأولمبي علي مبخوت وعلي سالم العامري نظرا لسفرهما مع الأبيض إلى معسكر أستراليا أمس استعدادا للقاء الكنجارو في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات أولمبياد لندن 2012، وبالإضافة إلى ذلك فإن فرص مشاركة ثلاثي المنتخب الأول، سبيت خاطر، وخالد سبيل، وأحمد جمعه من أول اللقاء شبه معدومة.
وجوه جديدة
أما عن الوجوه الجديدة في الجزيرة التي من المنتظر أن تشارك لأول مرة فسيكون على رأسها المدرب البلجيكي فركوترن الذي يقود الفورمولا في أول ديربيات العاصمة، والذي هو على موعد مع مباراة بطولة في أول اختبار له، وقد عكف في الأيام الأخيرة علي جمع المعلومات عن فريق الوحدة، جنبا إلى جنب مع تجهيز فريقه.
ومن اللاعبين الجدد المنتظر مشاركتهم مع الجزيرة في تلك المباراة أيضا الأسترالي لوكاس نيل الذي انضم للعنكبوت منذ أكثر من شهر، ودخل في استعدادات الفريق باعتباره اللاعب الآسيوي، وعبدالرحيم جمعة المنضم هو الآخر للجزيرة من الوحدة بعد نهاية الموسم الماضي، وهو الذي يكتسب اللقاء بالنسبة له خصوصية استثنائية كونه سيلعب لأول مرة ضد ناديه الذي كان يرتدي شعاره على مدار أكثر من 15 عاما.
وكان الجزيرة قد استعد لانطلاقة الموسم الجديد وتلك المباراة بتجمع في نهاية شهر يوليو، أعقبه دورة ودية دولية خلال الفترة من 20 إلى 26 أغسطس التي قاد الفريق فيها الهولندي رينيه المدير الفني لأكاديمية كرة القدم والذي تولى المسؤولية في أعقاب اعتذار أليخاندرو سابيلا عن المهمة وقبل التعاقد رسميا مع البلجيكي فيركوترن وحقق الجزيرة في تلك الدورة المركز الثاني بعد الاتحاد السوري البطل.
وبعد تلك الدورة الدولية مباشرة تولى فيركوترن المسؤولية، وكانت بدايته بمعسكر خارجي في أكاديمية إسباير بالدوحة على مدار 5 أيام تم التركيز فيه على الجوانب الفنية، قبل أن يعود الجميع إلى أبوظبي الثلاثاء الماضي، للدخول في أجواء اللقاء.
استقرار وحداوي
في المقابل، يعيش الوحدة حالة من الاستقرار الفني بعكس الموسم الماضي، حيث أبقى على مدربه في الموسم السابق، لكن التغييرات طالت جهازه المعاون، إذ تعاقد النادي مع مساعدي مدرب للفريقين الأول والرديف ومدرب للياقة البدنية فيما استمر مدرب الحراس النمساوي كلاوس.
أيضا يعيش الجهاز الإداري استقرارا للموسم الثالث على التوالي، حيث بقى عبد الله صالح في موقعه مديرا للفريق وعبدالله سالم إداريا، بينما تم إلغاء الجهاز الإداري للفريق الرديف وأصبح مديره السابق عيسى المازم مديرا لأكاديمية النادي.
وبالرغم من أن الإعداد يتم للمرة الأولى منذ سنوات طويلة في الدولة خلال فصل الصيف بجانب تزامن شهر رمضان مع التحضيرات إلا أن الإعداد سار بوتيرة جيدة وكانت مشكلته الوحيدة عدم مشاركة عدد كبير من اللاعبين لتواجدهم مع المنتخبات أو للإصابة.
وتأكدت في الفترة الماضية الجاهزية الكبيرة للثنائي البرازيلي ماجراو وهوجو بجانب الوجوه الجديدة في صفوف الفريق والذين ينتظرون فرصة إثبات الذات، كما أن الفريق ظل يتدرب بدون أي ضغوطات وبصورة عادية، وهذا ما يحسب للجهازين الفني والإداري خاصة أن لقاء السوبر يعتبر أول مباراة رسمية للفريق في الموسم الجديد، والتي يرفع فيها شعار النصر وتدشين الموسم بإعلان قوي يؤكد عودته إلى ساحة المنافسة على البطولات.
وتسود أجواء من التفاؤل صفوف الفريق، لاعبين وجهازين فني وإداري، قبل المباراة التي يدخلها الفريق بمعنويات عالية وحماس كبير فقط ينتظر ترجمته داخل المستطيل الأخضر.
وكان إعداد الوحدة قد انطلق في 26 يوليو الماضي بمشاركة 17 لاعبا لظروف استعدادات المنتخبين الأول والأولمبي والإصابات وتأخر انضمام الثلاثي البرازيلي ماجراو وهوجو وبيانو، قبل أن يرتفع العدد تدريجيا خلال أول أسبوعين بعودة الدوليين وعدد من المصابين، ليشرع الفريق في خوض سلسلة من المباريات الودية مع النهضة العماني (مباراتين)، خسر الأولى (1 ـ2) وكسب الثانية بذات النتيجة، ثم أعقبها بلقاء الظفرة وتغلب عليه الوحدة (4 ـ 1)، ثم واصل انتصاراته وديا وكسب دبي (3 ـ 1) قبل أن يخسر من الجيش السوري بهدفين نظيفين في تجربة غاب عنها اللاعبون الدوليون عادل الحوسني وحمدان الكمالي وعيسى سانتو ومحمود خميس ومحمد الشحي وسالم صالح وسعيد الكثيري.
وفي التجربة الأخيرة في نهاية شهر رمضان الكريم خاض الوحدة آخر مباراة إعدادية له أمام فريق شركة شامبيون وكسبه برباعية نظيفة، وكان مقررا أن يخوض بروفة أخيرة للقاء السوبر أمام الأهلي القطري الذي يعسكر في أبوظبي لكن الأخير اعتذر لوصوله إلى الدولة قبل 24 ساعة فقط من الموعد المحدد للمباراة، وبعدها بحث الوحدة عن فريق آخر، إلا أن الأندية التي تم الاتصال بها لم يناسبها التاريخ المقترح ليتم صرف النظر عن المباراة، ويعوضها الفريق برفع وتيرة التدريبات التي تم استئنافها بعد عطلة استمرت 3 أيام خلال عيد الفطر.
وفي الأيام التالية حرص الجهاز الفني على التركيز على الجانب الخططي والتكتيكي الذي بلغ ذروته في آخر تدريبين، حيث شهدا مشاركة الدوليين.
غيابات الفريق
ويفقد الوحدة جهود عدد من عناصره المؤثرة، حيث يغيب نجمه إسماعيل مطر بسبب عدم الجاهزية، إذ أدى أول تدريب له أمس الأول منذ انطلاقة الإعداد، وقائده حيدر ألو علي وطلال عبد الله وحمدان الكمالي للإصابة، وعادل الحوسني وسالم صالح لتواجدهما مع المنتخب الأولمبي.
أيضا لم تكتمل جاهزية المدافع بشير سعيد الذي خضع لبرنامج تأهيلي عقب لحاقه بالتمارين قبل أن ينتظم في التدريبات الجماعية، بينما يفوقه جاهزية المهاجم البرازيلي فيرناندو بيانو الذي خضع لبرنامج تأهيلي استمر قرابة الشهر عقب تعافيه من الإصابة التي تعرض لها مع ختام الموسم الماضي.
حضور قوي للشباب
وظهر خلال فترة الإعداد مجموعة من اللاعبين الشباب بشكل قوي خاصة مبارك المنصوري ونايف سالم وسالم جاسم وهيثم عتيق في خط الدفاع، وعامر عمر وزايد الكثيري وعبدالله الشحي في الوسط وإبراهيم مفتاح بجانب محمد أحمد القحطاني في الهجوم، وسيعول الوحدة على هذه المجموعة كثيرا هذا الموسم وعلى بعضهم خلال لقاء السوبر.
تنظيم «أوروبي» من الرابطة واتحاد الكرة
أبوظبي(الاتحاد) - ضربت رابطة المحترفين المثل الأعلى في الترتيب والإعداد للقاء السوبر المحلي، حيث عقدت اجتماعاً بمناسبة هذا الحدث الكبير منذ أكثر من شهر بعد الإعلان عن تشكيلها، حتى يخرج بصورة مميزة، وبالتنسيق مع اتحاد الكرة تم الاتفاق علي أن يجري تنظيمه وفقاً لآليات تنظيم الأحداث الكبرى في الفيفا وعلى الطريقة الأوروبية، وأخذ الجميع في الاعتبار أن مباراة السوبر سوف تكون البداية الحقيقية للموسم الجديد، وبالتالي فلا بد أن تتوافر فيها عناصر الإبهار.
من جانبه، أكد عبد الله ناصر الجنيبي نائب رئيس رابطة المحترفين أن اللجنة المنظمة المشرفة على السوبر عقدت اجتماعاً تنسيقياً مهماً أمس الأول وظلت في حالة انعقاد دائم وحتى نهاية الحدث، واعتبار اللجنة غرفة عمليات.
وأضاف أنه تم التنسيق مع كل الأجهزة المعاونة، بما فيها شرطة أبوظبي من خلال اجتماعات عدة للخروج بالحدث في أفضل صورة، وأن كل الأمور صارت على خير ما يرام ونتوقع أن يخرج السوبر في أفضل صورة كما يتمناه الجميع. وأهاب بالجماهير الحضور المبكر، وبوسائل الإعلام الالتزام بالنظام الذي وضعته الرابطة للمصورين والصحفيين وحاملي الكاميرات، حيث تم تخصيص أماكن محددة لهم، وسوف يتم توزيع البطاقات عليهم قبل بداية اللقاء عند المدخل الرئيسي الخاص بهم.
4 غائبين عن العنابي
أبوظبي (الاتحاد) - يغيب عن الوحدة منذ سنوات طويلة المخضرمان عبدالرحيم جمعة الذي انتقل إلى الجزيرة، وفهد مسعود الذي يدافع عن ألوان الوصل معارا هذا الموسم بجانب حسن أمين الذي انتقل إلى النصر ومحمد عثمان وأعير للشباب والحارس علي ربيع فيروز وأعير إلى عجمان. ولم يضم الوحدة أي لاعب من خارج النادي بالإضافة لمحافظته على الثلاثي الأجنبي، وكان النادي قد اقترب من ضم الأجنبي الرابع (اللاعب الآسيوي) لكن صفقة انتقال المدافع الأسترالي ساشا تأخر إتمامها حتى الآن وستكتمل الشهر المقبل ما لم يصرف الوحدة النظر عن اللاعب ويبحث عن بديل له.
عدد اليوم
