غزة - علاء المشهراوي والوكالات:
سحب جيش الاحتلال الإسرائيلي كل قواته من قطاع غزة صباح أمس، بموجب اتفاق تهدئة تم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تم التوصل اليه الليلة قبل الماضية· ونقلت الإذاعة الاسرائيلية عن إفراييم سنيه نائب وزير الحرب قوله: ''إن وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة سيبقى هشاً طالما أن الظروف الأساسية في القطاع لم تتغير''· وأوضح أن وقف إطلاق النار ينص ليس فقط على الانسحاب الكامل للقوات الاسرائيلية من قطاع غزة، وإنما على وقف عمليات التصفية محددة الأهداف أيضاً، وفي إشارة للاغتيالات ضد النشطاء الفلسطينيين·
وطالب نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز بعدم تضخيم أهمية وقف إطلاق النار لكن من دون التقليل من أهميته أيضاً، موضحاً أنه يشكل ''انتصاراً'' للحكومة الاسرائيلية لأن ''الفلسطينيين بدأوا يدركون أن ليس بإمكانهم الاستمرار في رفض التفاوض ورفض الاعتراف بإسرائيل''·وكان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة قد أعلن الليلة قبل الماضية، خلال مؤتمر صحافي في غزة أن ''الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفق مع رئيس الوزراء اسماعيل هنية وكل الفصائل الفلسطينية على التهدئة ووقف إطلاق الصواريخ المحلية الصنع (على اسرائيل)'' اعتباراً من الساعة الثامنة صباح امس بتوقيت الإمارات·وأضاف ابو ردينة ان الرئيس محمود عباس اجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت أبلغه خلاله ''استعداد الجانب الفلسطيني الالتزام بالتهدئة اعتباراً من التاريخ المذكور، ولقد وافق أولمرت على وقف العمليات العسكرية وبدء الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة في نفس الوقت''·وتابع ''لقد وافقت جميع الفصائل وكافة الأجنحة المسلحة على الالتزام بهذا الاتفاق مقابل وقف كافة العمليات العسكرية الاسرائيلية، بما في ذلك الانسحاب من غزة وإنهاء الوضع القائم''·
وقال أبو ردينة إن عباس ''طلب من أولمرت وقف العمليات العسكرية في الضفة الغربية للحفاظ على مناخ التهدئة المتزامنة والمتبادلة التي تم الإجماع عليها''·
وأعلنت اسرائيل من جهتها انها سترد بـ''ايجابية'' على وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة، بعدما كانت قد رفضت العرض الفلسطيني في بادئ الأمر، مطالبة بوقف جميع الهجمات الفلسطينية وليس فقط إطلاق الصواريخ·
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي انه ''تحدث مع وزراء اسرائيليين رفيعي المستوى ومسؤولين أمنيين وابلغ عباس بأن اسرائيل سترد بإيجابية''·
وكانت قد سقطت الاف الصواريخ اليدوية الصنع في جنوب اسرائيل لا سيما في مستوطنة ''سديروت'' رداً على الاعتداءات الاسرائيلية بعد اندلاع الانتفاضة في سبتمبر 2000 ما ادى الى سقوط عشرة قتلى اسرائيليين والتسبب بردود من قبل الجيش الاسرائيلي·
وشيعت الجماهير الفلسطينية الغاضبة في قطاع غزة أمس خمسة شهداء سقطوا خلال اليوم الخامس للعدوان الذي خلف وراءه 22 من الشهداء وعشرات الجرحى·
وكانت طائرات الاحتلال قد شنت الليلة قبل الماضية ثلاث عمليات قصف متتابعة استهدفت سيارات مقاومين من ''كتائب القسام'' في الشجاعية وحي الزيتون ما أدى إلى استشهاد 3 مقاومين ·فقد استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية سيارة مدنية كان يستقلها أيمن محيسن من كتائب القسام ووليد أبو القمبز (27) عاماً بصاروخ واحد على الأقل شرق الشجاعية ، ما أدى إلى استشهادهما على الفور ووصلا إلى مستشفى دار الشفاء عبارة عن أشلاء متفحمة·
وقبل ذلك استشهد مسؤول وحدة التصنيع العسكري في كتائب القسام خالد إبراهيم عبد الله (29عاماً) وأصيب أربعة مواطنين آخرين جروحهم فوق المتوسطة، وجميعهم من عناصر القسام نتيجة قيام طائرات الاحتلال الإسرائيلي بقصف سيارة مدنية شرق حي الزيتون إلى الشرق من مدينة غزة·وبالتزامن مع القصف الإسرائيلي للسيارة المدنية سمع دوي انفجار قوي في مدينة غزة ناتج عن انفجار سيارة ''جيب'' مدنية بالقرب من جامعة الأزهر وسط المدينة كان يستقلها عدد من المقاومين خرجوا من السيارة قبل ثوان قليلة من وقوع الانفجار، وأعربت مصادر عن اعتقادها بأن الانفجار داخلي بينما أشار شهود عيان إلى أن طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت السيارة بصاروخ واحد·
ومن جانب آخر،أصيب ثلاثة شبان فلسطينيين بجروح نتيجة انهيار نفق أرضي قيد الإنشاء في حي السلام شرق مدينة رفح، على الحدود المصرية - الفلسطينية ، نتيجة ماس كهربائي ·
وفي الضفة الغربية تواصلت عمليات الاعتقال حيث اعتقلت قوات الاحتلال الليلة الماضية الشاب جعفر مصطفى خلف أبو عيشة ( 23 عاماً) بعد مداهمة منزله· فقد داهمت قوة من جنود الاحتلال منزله وقامت بتفتيش المنزل وعبثت بمحتوياته قبل أن تعتقل نجله· وذكر شهود عيان أن ما يقارب 15 آلية عسكرية إسرائيلية اقتحمت بلدة بيتونيا، وسط إطلاق نار كثيف، مستهدفة منزل الشاب محمد قدورة (30 عاماً) بعد محاصرته لما يقارب الساعة، وإخراج أفراد العائلة إلى العراء·كما اعتقلت قوات الاحتلال 4 أطفال من بلدة أبوديس·
عدد اليوم
