الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحافلات العامةرحلة سعيدة بأجرة رخيصة

الحافلات العامةرحلة سعيدة بأجرة رخيصة
3 سبتمبر 2015 21:38
أشرف جمعة (أبوظبي) ارتسمت على وجهه علامات الارتياح وهو يرشف كوباً من الشاي، وينظر في ساعته ويتطلع إلى الأفق المفتوح في إحدى محطات الحافلات العامة في منطقة الخالدية بأبوظبي في انتظار أن يحين دوره ليستقل إحداها فتقله إلى عمله. وفور وصول الحافلة يصعد محمد حسن، الذي يعمل مهندساً مدنياً في شركة خاصة، ويرفض اقتناء سيارة رغم أن لديه رخصة قيادة. وحال محمد هي حال عشاق ركوب الحافلات العامة، التي تعد وسيلة نقل آمنة ودقيقة المواعيد للكثير من سكان أبوظبي من مختلف المستويات المادية والدرجات الوظيفية. وتغطي حافلات النقل العام كل جوانب المدينة، وهي وسيلة المواصلات الأحب للذاهبين إلى مقار عملهم في الصباح الباكر، والعائدين في ساعة الذروة، وكذلك للذين يذهبون في المساء إلى مراكز التسوق، أو التجول في العاصمة. «الاتحاد» رصدت جانباً من رحلات الذين يفضلون المواصلات العامة تخلصاً من عبء امتلاك سيارة، وانطلاقاً إلى آفاق أرحب متخففة من الأعباء والمسؤوليات. قرب النافذة بعد انتظار لم يدم طويلاً وصلت الحافلة، فصعدت إليها صالحة حاج عثمان، واتخذت لنفسها مقعداً قريباً من النافذة في الجزء المخصص للسيدات، وسرحت في الفضاء المحيط بها في الصباح الباكر. وعن انتظارها للحافلة العامة صباحا من أجل الذهاب إلى عملها، تقول: «للحافلات العامة سحر خاص فهي ذات أشكال مريحة للنظر، فضلاً عن اتساعها من الداخل واحتفاظها بخصوصية تتيح للنساء حرية أن يتجمعن مع بعضهن في الجزء الأمامي». وتقول إنها اعتادت منذ سنوات انتظار الحافلة حتى تعيش لحظات استثنائية في في الصباح الباكر، مشيرة إلى أنها تستمتع بالجلوس قرب النافذة لتتأمل المباني الشاهقة التي تتجلى لها أثناء سير الحافلة في الشوارع. أما بعد الانتهاء من العمل فهي تفضل العودة أيضاً بالحافلة فتلقى بحمولتها على أحد المقاعد، وتواصل الاسترخاء مع إرسال النظر إلى الجمال الآسر الذي تتمتع به العاصمة. وتوضح أنها لا تفضل اقتناء سيارة نظراً لأن الحافلة ذات أسعار ميسرة كما أن الاشتراك الشهري يوفر عليها الكثير من الأعباء المادية. مظهر حضاري منذ ثمانية عشر عاماً والمبروك عمر يقيم في الإمارات، ويعمل محاسباً في إحدى الشركات، ورغم أنه ميسور الحال إلا أنه يستمتع كثيراً بالذهاب والإياب إلى مقر عمله بالمواصلات العامة. ويوضح أن استقلال الحافلات مظهر حضاري، والدليل أن السياح الأجانب عندما يفدون إلى الدولة يركبونها ويستمتعون بها ويتنقلون بها لأنهم اعتادوا في بلادهم استخدامها من دون النظر إلى ارتفاع مستوى دخل الفرد أو تدنيه. ويذكر المبروك أنه يحضر كتاباً يطالعه أثناء الرحلة التي تستغرق خمسة وثلاثين دقيقة حتى يصل إلى عمله، مضيفا أن ركوب الحافلة أفضل بكثير من اقتناء سيارة لاقتناعه بأن وتيرة الحياة المتسارعة وارتفاع مستوى المعيشة لن يتيح له هذا الأمر، فضلاً عن أنه يجد متعته الشخصية في التحرر من فضاء الوقت وزحمة الشوارع وصعوبة الحصول على موقف أمام بيته، فكانت الحافلات ملاذه الآمن والمريح للتنقل. صداقة الحافلة كثيراً ما تنشأ صداقات بين رواد الحافلات العامة بحكم السفر يومياً في مواقيت متماثلة، فقد نشأت علاقة صداقة بين الباقر البدوي ومحمد زهير جراء ذلك. إذ يفضل الباقر الجلوس في المقعد الأخير من الحافلة، ويحرص على الحضور مبكراً بشكل يومي إلى محطة الحافلات في أبوظبي الرئيسة من أجل صعود الحافلة واتخاذ مكانه في المقعد العالي الأخير وهو ما يلامس هوى أيضاً لدى محمد زهير الذي يقول: «الحافلات العامة وسيلتنا الوحيدة للذهاب إلى مقر العمل في المواعيد المحددة من دون أي تأخير»، لافتاً إلى أن صداقة نشأت مع رجل كريم طيب القلب يكبره في العمر من خلال هذه الحافلات إذ يحرص على الجلوس في المقعد الخلفي العالي ومع مرور الأيام جرت الأحاديث بينهما مما وطد علاقة الأخوة بينهما. ويتنقل زهير كل صباح عبر هذه الرحلة من محطة الحافلات إلى منطقة السلع الحكمة الصافية مع الباقر، الذي يعمل منذ سنوات طويلة في الإمارات. والذي يرى أن الانتظام في ركوب الحافلات يطرح المرء على بساط العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بحكم الوجوه التي تتراءى له يوميا، مؤكداً أن الاستغناء عن السيارة أمر صحي نظراً لبعض المتغيرات خصوصاً مع ارتفاع أسعار الوقود وصعوبة الحصول على مواقف فضلاً عن ارتفاع مستويات المعيشة ما يجعل المواصلات العامة الأفضل خاصة أنها تتمتع بميزات كثيرة. أوراق العمل مشهد آخر معبر في إحدى الحافلات في شارع المرور في أبوظبي حيث جلس مصطفى مسعد، الذي يعمل في بنك، وينجز مهام عمله الميداني بشكل يومي، يتنقل من مكان إلى آخر للوصول إلى العملاء وفي كل الرحلات اليومية في الصباح والمساء، يتخذ الحافلة العامة وسيلته من أجل الوصول إلى المكان الذي يريد. ويقول مصطفى، الذي كان يرتب حقيبته المحتوية على أوراق العمل، إنه جاء حديثاً إلى أبوظبي والتحق بوظيفة في أحد البنوك الشهيرة، وعلى الرغم من أنه كان يسعى إلى استخراج رخصة قيادة وشراء سيارة للتنقل بها من مكان إلى آخر للوصول إلى العملاء نظراً لطبيعة عمله الميداني، فإنه عدل عن ذلك بعد أن جرب الحافلات العامة، ووجدها فائقة في امتيازاتها، وتغطي كل العاصمة، مشيراً إلى أنها تأخذ بكل أسباب الحضارة وتحتاج إلى ثقافة حتى يستطيع أن يتعامل معها أفراد المجتمع. ويلفت إلى أنه فور صعود الحافلة يقلب النظر في أرجاء حقيبته من أجل تحضير أوراق العملاء وهو ما يستغرق منه وقتاً فلا يشعر بطول الرحلة أو قصرها. روتين يومي اعتاد عبدالله حسين الصعود إلى الحافلات العامة بشكل يومي من أجل التأكد من صحة التذاكر والبطاقات الخاصة برواد الحافلات. ويرى أن مثل هذا اللون من المواصلات الداخلية استطاع أن يحل عديدا من مشكلات الجمهور خاصة وأن سعر تذاكر الحافلات ملائم لكل فئات المجتمع، وهو ما يجعلها مفضلة لدى الناس. دعوة على «تويتر» الظروف وحدها هي التي جعلته يصعد إلى متن إحدى الحافلات العامة في أبوظبي أثناء عودته في ساعة متأخرة من الليل من مركز التسوق «المارينا مول»، إذ إن حاتم جبريل ترك سيارته منذ أيام عدة لإصلاح بعض الأعطال بها لدى الوكالة التي اشتراها منها، وعند عودته بعد أن تسوق بعض الأشياء المنزلية، قرر أن يركب الحافلة وهو في طريقه إلى البيت، ووقتها شعر بأنها وسيلة مواصلات مريحة فدعا أصدقاءه عبر «تويتر» إلى أن يتخلوا عن سياراتهم ويركبوا الحافلات العامة. طعم آخر بعد أن جرب أحمد عابد الحافلات العامة في التنقل، أصبح يستمتع كثيرا بركوب أي حافلة تمر من شارع المطار حيث البيت الذي يسكن فيه، غير عابئ بوجهتها، إذ إنه يستقلها للتنزه والاستمتاع في المساء. ويذكر أن المساء في أبوظبي له طعم وآخر، ومنذ أن سافرت أسرته في الإجازة الصيفية اعتاد التجول عبر الحافلة في أماكن كثيرة من العاصمة، نظراً لصعوبة التحرك سيراً على الأقدام مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، ويرى عابد أن المواصلات العامة الأفضل في الوقت الحاضر، لكونها تتمتع بمزايا كثيرة. أرقام ووجهات عند لوحة إحدى محطات الانتظار وقف محمود عبد الحميد يطالع أرقام الحافلات ووجهاتها حتى يعرف رقم الحافلة، التي من المفترض أن تقله إلى عمله، خصوصاً وأنه كان في زيارة أحد أصدقائه واضطر إلى المبيت هناك، ما جعله يذهب إلى أحد مواقف الحافلات الجديدة لذا راجع أرقام الحافلات حتى يعرف أن في المكان الصحيح. ويلفت إلى أنه كان يعيش في دبي وانتقل إلى فرع الشركة في أبوظبي، موضحا أنه استمتع كثيراً بالحافلات العامة ومظهرها الحضاري. ولا يجد غضاضة في أن يستقلها كلما هم للخروج على اعتبار أنها وسيلة مواصلات مريحة وتتمتع بالامتيازات كافة. متعة خاصة اعتاد إبراهيم السناوي الذهاب إلى مركز التسوق خصوصاً في المساء عبر الحافلة العامة إذ إنه كان يمتلك سيارة لكنه قرر بيعها للتخلص من أعبائها المادية، فضلا عن أنه كان يجد صعوبة في الحصول على موقف قريب من البناية التي يسكنها، مشيراً إلى أنه قرر الاستغناء عن السيارة وأصبح يجد متعة خاصة في التنقل عبر الحافلات العامة إلى الأماكن التي يحب الوصول إليها، مؤكداً أن يصطحب أسرته في أوقات كثيرة عبرها فهي وسيلة ملائمة وتخفف الأعباء المالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©