السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اشتباكات في «الأقصى» بعد تدنيسه من قبل المستوطنين

اشتباكات في «الأقصى» بعد تدنيسه من قبل المستوطنين
4 سبتمبر 2013 23:46
عبدالرحيم حسين، علاء المشهراوي، وكالات (رام الله، القدس المحتلة، غزة) - اقتحمت عناصر من الوحدات الخاصة بالشرطة الإسرائيلية أمس المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، لملاحقة المصلين الذين تصدوا لمجموعة من المستوطنين اقتحمت الأقصى، بالحجارة وبالتكبيرات. وكانت جموع المصلين انتشرت في باحات المسجد الأقصى، وشكلت حزاما بشريا في الساحة الأمامية لبوابات المسجد القبلي لمنع المستوطنين من التجوال فيها. وقال الشيخ يوسف الباز أحد المرابطين داخل المسجد الأقصى، إن الشرطة الإسرائيلية حاصرت المصلين داخل المسجد القبلي، حيث انتشر الغاز الذي أطلقته الشرطة على المصلين داخل المسجد بكثافة، مما أدى إلى اختناق المرابطين من الرجال والنساء، مشيراً إلى أن 30 من المرابطين أصيبوا جراء استنشاق الغاز وبعضهم جراء التعرض للضرب بهراوات الشرطة. ووصف المشهد داخل المسجد القبلي بأنه يبدو ساحة حرب، حيث إن حالات إغماء وإرهاق أصابت المرابطين في ظل حصار المسجد من قبل المئات من أفراد الشرطة. وقالت مصادر فلسطينية إن عددا من المصلين أصيبوا بجروح وحروق نتيجة اعتداء عناصر الشرطة الإسرائيلية عليهم عقب اقتحام باحات المسجد الأقصى. وقامت قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية، برش غاز الفلفل بخراطيم ضخمة مما أدى إلى اختناق العديد من المصلين وتعرضهم لحالات إغماء، حيث هدفت قوات الاحتلال الإسرائيلية لإخراجهم وإجبارهم على الانسحاب من المسجد الأقصى، إلا أن المرابطين ظلوا صامدين حتى أفشلوا المخطط الاحتلالي. وأفاد شهود عيان، بأن المواجهات دارت بين سكان البلدة القديمة وقوات الجيش والشرطة الإسرائيلية المتمركزة على بوابات المسجد، التي منعت الرجال ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من دخوله. وشنت قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية حملات ملاحقة للشبان داخل ساحات المسجد، واعتقلت سبعة فلسطينيين، لم تعرف هويتهم، حيث تمركزت بالقرب من بوابات الجامع القبلي، فضلا عن انتشارها في معظم الساحات القريبة، في حين اقتصر اقتحام المستوطنين على المنطقة الممتدة من باب المغاربة إلى باب السلسلة. وتزامنت هذه الأحداث المتسارعة في الأقصى، مع إغلاق قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية أمس أبواب المسجد أمام كافة المواطنين، ولم تسمح إلا بدخول موظفيه. وقال شهود عيان من داخل الأقصى، إن المرابطين رشقوا المتطرفين بالحجارة، وقوبل ذلك باقتحام أكثر من 500 عنصر من قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية المسجد، واعتقلت سبعة فلسطينيين بحجة رشق الجيش والشرطة بالحجارة، لم تعرف هويتهم، وأغلقت أبواب المصلى القبلي الداخلية بالسلاسل الحديدية. وأفاد مواطنون من أهالي باب الأسباط، بأن قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية لم تسمح لللمصلين بدخول الأقصى من الرجال والنساء من كل الأعمار، وحتى الأطفال من طلبة المدارس والشيوخ، في حين سمحت لمجموعات من المتطرفين اليهود بدخوله. وكان مئات الفلسطينيين قد أدوا صلاة الفجر أمس في الشوارع والطرقات المتاخمة والمحاذية لأسوار القدس القديمة، بعد منع قوات الاحتلال دخول من تقل أعمارهم عن الخمسين عاما إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، تزامناً مع يوم النفير العام الذي دعت له القوى المقدسية للتصدي للمستوطنين الذين أعلنوا نيتهم اجتياح الأقصى مع بدء موسم أعيادهم الذي بدأ أمس. وقال مواطنون في المدينة إن سلطات الاحتلال وضعت متاريس وحواجز عسكرية وشرطية في كافة أنحاء المدينة المقدسة، ونشرت دوريات راجلة في شوارع وطرقات القدس القديمة المؤدية إلى المسجد الأقصى، فضلاً عن وضع متاريس حديدية على بوابات البلدة القديمة للتدقيق ببطاقات المواطنين. من ناحيتها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت، العبرية امس أن الشرطة “الإسرائيلية” أقامت حاجزاً على طريق القدس، وأوقفت عشرات الحافلات التي كان على متنها مصلون فلسطينيون كانوا في طريقهم للأقصى وتم إجبار تلك الحافلات على أن تعود أدرجاها. وأدانت شخصيات وهيئات فلسطينية الاقتحامات اليهودية المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، وحصار المرابطين داخل ساحاته، مطالبة الدول العربية والإسلامية بأخذ دورها والتدخل العاجل لوقف الاعتداءات بحق الأقصى والدفاع عنه. وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية في رام الله، دول العالم كافة، خاصة الرباعية الدولية، باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف “العدوان” الإسرائيلي على المسجد الأقصى، الذي قالت إنه “يهدد بتقويض مفاوضات السلام الجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”، ودعت الخارجية، العالمين العربي والإسلامي للتحرك العاجل من أجل حماية الأقصى والمقدسات، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في دفاعه عن القدس ومقدساتها، وهويتها السياسية والدينية والثقافية. كما دعت المنظمات الأممية المختصة إلى القيام بمسؤولياتها وواجباتها تجاه القدس والمقدسات، خاصة المسجد الأقصى المبارك، وملاحقة المسؤولين عن هذا العدوان ومحاسبتهم. واستنكر الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الوضع النهائي، بأشد العبارات، الجريمة النكراء التي ارتكبتها مجموعات من المتطرفين الإسرائيليين بحماية الجيش الإسرائيلي، وبدعم ومباركة عدد من الوزراء الإسرائيليين بمحاولة اقتحام المسجد الأقصى المبارك. وحمل عريقات الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة لنتائج وتبعات هذه الجريمة التي تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية وتكثيف عمليات القتل بدم بارد، وهدم البيوت وتهجير السكان وتكثيف النشاطات الاستيطانية. وفي السياق ذاته، حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من مواصلة السياسة الإسرائيلية القائمة على المساس بحرمة المسجد، والاعتداء على المصلين وطلاب العلم داخله، منددة باستمرار الاقتحامات اليومية الاستفزازية لباحات المسجد وتأدية الطقوس والرقصات التلمودية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©