الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جزائريون يؤجلون صيام «أيام الصابرين» إلى أواخر الشهر

جزائريون يؤجلون صيام «أيام الصابرين» إلى أواخر الشهر
10 سبتمبر 2011 00:42
تعوّد الجزائريون على صيام ستة أيام من شهر شوال بعد نهاية شهر رمضان من كل سنة عملاً بالسنة الشريفة، إلا أن الكثير منهم مترددون في صيامها هذه السنة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بينما ينتظر آخرون انخفاضها في الأيام القادمة من جهة وتناقص ساعات الصيام من جهة أخرى، حتى يصوموا الأيام الستة في أحسن الظروف، ويبدو أن الفرصة المواتية لذلك هي أواخر سبتمبر الموافِقة لأواخر شوال، حيث تتراجع درجات الحرارة إلى مستويات مقبولة. سنة حميدة لم يكن صيام ستة أيام من شوال أمراً شائعاً لدى الجزائريين في العقود الماضية، فقد كانوا يكتفون برمضان من كل سنة، إلا أن الأمر بدأ يختلف منذ مطلع الثمانينيات تقريباً حيث انتشرت الصحوة الإسلامية على نطاق واسع، وبدأت الدعوات إلى إتباع رمضان بصيام ستة أيام من شوال عملاً بالأحاديث النبوية الواردة في هذا الشأن والتي تؤكد فضل صومها وفوائده، فبدأ الجزائريون يصومونها، وتوسعت هذه السُّنة الحميدة بمرور السنوات، حتى أنها تكاد تصبح فرضاً لدى كل من تعوّد عليها كل سنة، لاسيما أن رمضان في الأعوام الماضية كان يأتي في أجواء معتدلة تساعد على الصيام دون كبير مشقة. إلا أن الأمر بدأ يختلف منذ نحو سنتين إلى ثلاث سنوات، حيث بدأ الناس يصومون في سبتمبر، وهو شهرٌ ذو درجة حرارة عالية نسبياً مقارنة ببقية أشهر السنة، عدا أشهر الصيف الثلاثة، ما جعل الإقبال على صيام الستة من شوال يتراجع عما كان عليه في السنوات الماضية. يقول مصطفى بوجلال، موظف «لا شك أن شهر سبتمبر في السنوات الأخيرة أصبح أكثر سخونة منه قبل عقد واحد فقط، فلم يعد يختلف كثيراً عن بقية أشهر الصيف، ويقال إن الأمر له علاقة بالاحتباس الحراري، وأياً يكن السبب، فإن الصيام فيه أصبح مصحوباً بالمشقة، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها». ويُطلِق الجزائريون على الأيام الستة من شوال «أيام الصابرين» ولا يُعرف على وجه التحديد من أطلق هذه التسمية ومتى، ولكن المؤكد أنها تعني أن صوم هذه الأيام خاص بـ»الصابرين» المحتسبين أكثر من غيرهم، ممن يتلكؤون، أو لا يكترثون بصومها ويكتفون برمضان. انخفاض الحرارة وتتراوح درجات الحرارة في مختلف مدن شمال الجزائر في الأيام الأولى من سبتمبر، بحسب ديوان الأرصاد الجوية، بين 31 و37 درجة في شمال البلد، أما في جنوبه، أي في الصحراء الجزائرية الشاسعة (2 مليون كلم مربع) فتتراوح درجات الحرارة في هذا الشهر بين 39 و44 درجة. درجات الحرارة غالباً ما تتراجع بدرجتين إلى خمس درجات في الأيام الأخيرة من سبتمبر في مختلف أنحاء البلد، ما يشكل فرصة للكثير من المتعودين على صيام الستة من شوال، لصيامها في تلك الأيام في ظروف راحة أكبر. إلى ذلك، يقول سعدان بن خالد، تاجر مواد غذائية «الخيار أمامنا واسع، نستطيع أن نصوم يوماً ونفطر يوماً أو يومين، أو أن نفطر أياماً حتى تقوى أجسامُنا بعد صيام مضن لشهر رمضان هذا العام ثم نعود للصيام مجدداً، ليس شرطاً أن نصوم فور انتهاء شهر رمضان، فأمامنا 29 أو 30 يوماً ونحن في سِعة من الأمر ونستطيع أن نصوم فيها الستة من شوال دون اشتراط التتابع». أما فاطمة حوَّال فلها رأيٌ آخر مخالف، حيث تقول «الأفضل للصائم أن يصوم الستة من شوال بالتتابع وعقب رمضان مباشرة، أي بعد العيد بيومين أو ثلاثة، لقد تعوّدتُ على هذا الأمر كل عام، وأرى بحكم تجربة سنوات طويلة في هذا الشأن. أنه أفضل بكثير من ترك الأمر أياماً عديدة، لأن الجسم سيتعود على الإفطار وسيجد المرء أنه من العسير عليه العودة إلى أجواء الصيام مرة أخرى، وقد يكون ذلك سبباً في تكاسله وتقاعسه عن هذه السنة الحميدة وبالتالي تفوته فرصة نيل أجرها». والطريف أن موظفين كثيرين قرروا الشروع في صيام الستة من شوال عقب عيد الفطر مباشرة، ليس لأنهم لا يزالون يعيشون أجواء رمضان وأجسادهم تعوّدت على الصيام، بل لأن أغلب المطاعم والمقاهي والمخابز والمحال التجارية تُغلق بعد العيد لأيامٍ تمتد إلى أسبوع، فلا يجدون محلاً لتناول غدائهم في منتصف النهار، تقول حنان بن مرّاح «ما دامت المطاعم ستصوِّم الموظفين رغماً عنهم، فالأفضل صيام الستة من شوال في هذه الأيام، وبعدها ستتزامن نهايتها مع عودة الحياة التجارية إلى سابق عهدها». وتضيف «يجب ألا نضخم مسألة الحرارة، لقد صمنا رمضان في درجات حرارة ورطوبة عاليتين في شهر أغسطس المنقضي، وثبّتنا الله وها هو الشهر الكريم ينقضي بسرعة، ينبغي أن يلتمس الإنسان الأجر في مثل هذه الأيام ولا يبحث عن الراحة والدِّعة في العبادة، فهي مشقة ويجب إدراك الحكمة من هذا».
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©