الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصرية تستأنس بالقطط وتستعيض بها عن الدفء الأسري

مصرية تستأنس بالقطط وتستعيض بها عن الدفء الأسري
10 سبتمبر 2011 00:41
إخلاص حلمي سيدة مصرية في السبعين من العمر، وقعت في غرام تربية القطط منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما، وسخرت وقتها وإمكانياتها لرعاية هذه الحيوانات الوديعة وتشعر في العيش والتعامل معها بمتعة تنسيها آلام الوحدة، التي كانت تئن منها بعد وفاة زوجها، حتى أصبحت هذه القطط أولادها الذين لم تنجبهم بعد أن نشأت بينهم صحبة جميلة وعلاقة مودة. تعيش إخلاص حلمي في عوامتها على نيل القاهرة، مع قططها التي يتجاوز عددها نحو 50 قطا وقطة. إلى ذلك، تقول «ذات مرة وأنا في المنزل سمعت صوت مواء قطة في «منور» العمارة التي أسكنها في حي الزمالك، وعرفت من البواب أن أصحابها استغنوا عنها بعد أن تعرضت للإصابة بكسر في رجلها، وكانت القطة من نوع «السيامي» وتتمتع بوداعة وجمال وهدوء فقررت أن آخذها معي وذهبت بها إلى الطبيب البيطري لعلاجها، وتوليت رعايتها بنفسي وبمرور الوقت أحببت اقتناء القطط لتربيتها حتى بلغ عددها أكثر من 50 قطا وقطة، احتفظ بعدد منها في غرفة المعيشة داخل العوامة، أما العدد الأكبر فيقضي معظم الوقت في الحديقة المجاورة للعوامة». علاقة صداقة تشير حلمي إلى أنها تربي حوالي 50 قطاً منها 30 إناثاً و20 ذكوراً من معظم الأصناف مثل السيامي والشيرازي والبلدي والبورمي، وتربي أيضا ببغاء اشترته من سوق الجمعة بمنطقة السيدة عائشة في القاهرة، ونشأت بينها وبينه علاقة صداقة ودائما تتبادل معه الحديث. وعن مصادر حصولها على القطط التي تربيها، تقول «معظم هذه القطط كنت أجدها ملقاة في الشارع أثناء ذهابي للتسوق، ولا أتردد في التقاطها وآخذها معي إلى العوامة لتربيتها مع بقية القطط، وأحيانا أعثر على بعض الصغار في صناديق القمامة في الشوارع، وأحضرها إلى العوامة لتربيتها بعد أن تخلص منها أصاحبها لعدم قدرتهم على تربيتها، كما يحضر لي بعض أصدقائي بعض القطط لعدم احتياجهم إليها خشية عدم القدرة على تربيتها». وتؤكد أنها لا تشتري أو تبيع أي قط لأن هذه الكائنات ليست للتجارة والاستغلال من أجل الحصول على المال. وعن الغذاء الذي تقدمه للقطط، توضح أنها تقدم لها فضلات وهياكل الدجاج التي تحضرها يوميا من السوق وتضع لها الماء، وتقدم لها الخضراوات مثل الجزر والكوسا لصنع شوربة تضاف إليها بعض قطع الخبز البلدي لصنع «فتة»، وهي وجبة شهية ومحببة للقطط، كما تشتري الأطعمة المستوردة وهي عبارة عن معلبات تعتبر «تحلية» للقطط بعد تناول الفتة، ويصل ثمن العلبة الواحدة إلى 25 جنيها تكفي قطين وتقدمها لها كل يومين. وعن سمات الأنواع التي تربيها، تقول حلمي «القط البورمي ودود وحنون، والبلدي خفيف الظل ويحب اللهو ومداعبة صاحبه، والبلدي ذو اللون الأسود أكثر شراسة، والشيرازي ذكي ومخلص، والسيامي أليف ووديع». وتضيف «كانت لدي قطة أطلقت عليها اسم «أنيسة» نوعها بلدي ولكنها نفقت قبل عدة سنوات، وقد عثرت عليها ملقاة على الأرض أمام مسرح البالون، وكانت مولودة منذ أيام قليلة وخشيت أن أتركها فتدهسها سيارة عابرة، وأحضرتها إلى العوامة لتربيتها مع بقية القطط، وفي لمسة حانية قامت قطة «سيامي» وهي واحدة من القطط التي أربيها باطعامها حتى كبرت». العناية والاهتمام تشير حلمي إلى أنها تستعين بطبيب بيطري في حالة مرض قط لعلاجه، وإجراء التطعيمات اللازمة للقطط لحمايتها من الإصابة ببعض الأوبئة والأمراض، وإعطائها الأمصال اللازمة ضد الحشرات، وتدريبها على استخدام مكان محدد للإخراج فيه، كما يتم تقليم مخالبها لأنها قد تتلف الأثاث والسجاد إذا تركت على حالتها فترة طويلة، وفي معظم الأحيان تتولى هي رعايتها وتربيتها وتوفير الطعام والماء النظيف للشرب، وتهيئة المكان الآمن للتحرك واللهو واللعب والنوم، وكذلك تمشيط شعرها بشكل منتظم. وعما إذا كانت تشعر بصعوبة في تربية هذا الكم الكبير من القطط، تؤكد أن تربية القطط ليست سهلة لذا حرصت على الإلمام بكل كبيرة وصغيرة عنها، وساعدها في ذلك أحد المتخصصين في تربية الحيوانات الأليفة وطريقة التعامل معها، وكانت تستشيره في كل صغيرة وكبيرة تخص القطط، وتفاديا لعدم زيادة عدد القطط حددت النسل من خلال إخصاء الذكور، وإعطاء الإناث حقن منع الحمل تحت الجلد كل 6 أشهر لأن القطط تتميز بكثرة المواليد إذ تضع الأنثى من 3 إلى 10 مواليد في المرة الواحدة، وفترة الخصوبة لديها تتراوح بين 3 إلى 4 مرات في السنة. وعن سر قصة الحب التي تربطها بالقطط، تقول «من خلال خبرتي في تربية هذه القطط اكتشفت أن لديها حواس تدرك بها ما يدور حولها، وتتعود على رفقائها ورفيقاتها. والقط يصدر أصواتا وإشارات وروائح تعتبر وسائل اتصال ذات دلالة ومعان عدة مع بعض الحيوانات الأخرى والإنسان فعلى سبيل المثال قد يعبر المواء عن الاهتمام أو الجوع أو الوحدة، أما «الكركرة» فتعبر عن الرضا والقناعة، وتدل «الهسهسة» و»الدمدمة» والصراخ على الغضب والخوف، أما عن تحية القط لصديق من البشر فيعبر عنها برفع ذيله لأعلى، وقد يمسح رأسه على ذلك الشخص، ويلمس يده الممتدة، ويلوح القط الغاضب أو الخائف بذيله من جانب لآخر، ويفرد أذنيه ويتجنب النظر المباشر في العيون». لغة الجسد تقول حلمي «قد تمر قطط غريبة بجوار القطط التي أربيها وسرعان ما يتعايشون معها وتتعارف القطط عن طريق أوضاع الجسم والذيل، وتعبيرات الوجه المختلفة، فترقد القطط القنوعة الراضية على صدرها وتكون عيناها نصف مفتوحة. ولكي تدعو إلى اللعب والألفة تدور بعض القطط على جوانبها مع التلويح بأكفها في الهواء. وعندما تكون في حالة خوف تمد مخالبها وتحفز وجذب الأذنين للخلف، فهذا دليل على الخوف الشديد والاستعداد للدفاع عن النفس». وعما إذا كانت هذه القطط نجحت في أن تؤنس وحدتها بعد وفاة زوجها، وعدم إنجاب أولاد، تؤكد أنها لا تشعر بوحدة إطلاقا في ظل وجود هذه القطط التي ملأت حياتها، وعوضتها عن كل شيء، ويصعب أن تفرط فيها فقد ولدت ألفة معها قوامها التفاهم والحب، ومن فرط حبها لها أطلقت اسما على كل قط أو قطة تناديها بها بعد أن صارت مصدر سعادتها وراحتها وهي أسرتها وأبناؤها الذين لم تنجبهم. وعن رأيها في تحذيرات البعض من تربية القطط لتسببها في الإصابة بالحساسية ونقل بعض الأمراض الخطيرة للإنسان، تقول «هذا كلام فارغ لأن مرض القطط موجود لدى كل الناس والقطط لا تسبب الحساسية والدليل أنني أربيها منذ أكثر من ثلاثين عاما ولم أصب بأذى». وعن المفارقات والمواقف الطريفة التي تعرضت لها عبر رحلتها الطويلة مع القطط، تروي «أذكر أن صديقا لزوجي حضر إلينا، وأقام عدة أيام وأثناء نومه على السرير فوجئت بـ»مشمش» يقفز لأعلى أمام باب الغرفة، ويفتح الباب بمخالبه وهو ما أصاب الضيف بحالة رعب وخوف إذ تخيل أن من فتح الباب شخص وليس القط، ومن المفارقات الأخرى التي أتذكرها عن هذه القطط أنني عندما كنت أسافر أنا وزوجي قبل وفاته للخارج ونعود تستقبلنا القطط بحفاوة بالغة، ربما لا نجدها من الأهل أو الأصدقاء، وتظل «تومئ» فترة طويلة تعبيرا عن سعادتها وسرورها بعودتنا، وأذكر أيضا أنني مرضت قبل عدة سنوات وأجريت عملية جراحية، ولاحظت على القطط التأثر الشديد وعندما عدت من المستشفى فرحت كثيراً وأحاطت بي من كل جانب وأنا طريحة الفراش».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©