الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تقصير غريب!

2 سبتمبر 2015 23:20
أحمد مصطفى العملة من دون مبالغة، خسرت الصحافة العربية كل مواجهة خاضتها ضد الصحافة الغربية على أرض أو حول قضية عربية، 10/‏‏‏‏‏ صفر على الأقل. حدث ذلك مرات عديدة في قضايا كثيرة، آخرها قضية اللاجئين العرب الذين يتدفقون على أوروبا بالآلاف. اهتمت الميديا الغربية، بالقضية وسلطت أضواء ساطعة عليها، ومنحتها مساحات كبيرة في الصفحات الأولى ومقدمات نشرات الأخبار، واستضافت خبراء ومسؤولين ومهاجرين ومحللين عرباً وأجانب من كل جنس ولون.. كتبت التحقيقات والتقارير، نشرت الصور، بثت أفلام الفيديو، بل وصاحبت مهاجرين وهم يبدؤون رحلة الهروب في ظلمة الليل من نقطة الانطلاق على البحر المتوسط حتى وصولهم للشواطىء الأوروبية. صحيح أن القضية تهم الغرب، لكن حجم التغطية لديهم لا يمكن مقارنته أبداً بحجم اهتمام الإعلام العربي، ولا بحجم المكون العربي في المشكلة. تعاملت صحفنا ومحطاتنا مع القضية، وكأنها «شؤون دولية»، فتناولتها بحياد بارد. وفيما توفد الصحافة الغربية المراسلين لكل مكان لمتابعة القضية، ولو في عرض البحر وسط الظلام مع اللاجئين، وعلى وداخل الحدود الأوروبية، تكتفي الميديا العربية، بترجمة بعض التغطية الغربية. صحيح أن العالم العربي مليء بأخبار مأساوية كثيرة ومشغول بما يحدث في اليمن والعراق وسوريا وليبيا، لكن ألا يشفع للاجئين أنهم عرب حلت بهم الكوارث، كي يهتم بهم إعلامنا أكثر؟! ألم يستحقوا مساحات أكبر في الصفحات الأولى ونشرات الأخبار العربية، على الأقل، باعتبارهم يمثلون أكبر موجة هجرة جماعية في تاريخ البشرية منذ الحرب العالمية الثانية؟! للأسف الشديد ليس الأمر جديداً.فنظرة سريعة للحضور العربي بالصحافة الغربية منذ هجمات 11 سبتمبر قبل 14 عاما، تكشف كيف أن الإعلام هناك، يكاد لم يترك كومة تراب في العالم العربي، من دون أن يحللها ويدرس خصائصها ومكوناتها وتاريخها!. فالخبراء والمحللون وجيش بلا حصر من الصحفيين لمصورين تدفقوا على بغداد والقاهرة وبيروت وذهبوا إلى صحاري ليبيا والصومال وأفريقيا وباكستان، ورافقوا القوات الأميركية في كل مكان دخلت إليه بالمنطقة، واستعانوا بعلماء التاريخ والأديان لشرح وتحليل الثقافة والتاريخ العربي والإسلامي، كي يفهم الجمهور الغربي ما يجري بالضبط. ولمعرفة الفارق الكبير هنا وهناك، حاول أن تحصي عدد مراسلي الصحف العربية في مناطق الصراعات بالمنطقة وعدد المراسلين الأجانب، أو قارن بين عدد الكتب الصادرة عن المنطقة بلغات العالم ، وبين عدد الكتب الصادرة بالعربية. حينها ستعرف كيف غابت صحافتنا عن قضايانا، وتركت الميكرفون والكاميرا للغرب كي يتحدث عنا.. لنا وللعالم. amustafa2@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©