الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هل تفقد المذيعات الإحساس بالأمن ؟ !

هل تفقد المذيعات الإحساس بالأمن ؟ !
2 سبتمبر 2015 23:20
أشرف جمعة هزت «المذبحة الإعلامية» التي ارتكبها صحفي أميركي أمام كاميرات التلفزيون أثناء بث حي، مختلف الأوساط الإعلامية في العالم بأسره الأسبوع الماضي. ووصلت الأصداء بالطبع إلى استوديوهات الإعلام العربي والعاملين فيها. الحادث المروع أثار الذعر حتى خارج الأوساط الإعلامية، فالقاتل صحفي، والضحايا زميلاه (مذيعة ومصور)، والمكان ليس ساحة معركة أو حرب، بل موقع تصوير تبث منه أليسون باركر، مراسلة شبكة تلفزيون محلية في فرجينيا، والمصور آدم وورد، لقاء على الهواء مباشرة. والنتيجة المذيعة والمصور قتيلان.. والضيفة جريحة في حالة خطرة، والقاتل انتحر بعد ساعات.. وباقي العالم، والصحفيون خصوصاً، يشعرون بصدمة مروعة!. فهل يعني ذلك أن المذيعين والمذيعات، في عالمنا العربي مثلًا، لن يشعروا بعد ذلك بالأمان، أثناء أداء عملهم أمام أعين آلاف المشاهدين؟ أو بكلام آخر هل سيتملكهم الخوف أمام الكاميرا من التعرض لطارئ مفاجئ ؟! ألن يتلفتوا حولهم، من الآن فصاعداً، بدلاً من النظر إلى الكاميرا مباشرة؟!. أسئلة كثيرة قد يبدو من الغريب طرحها على إعلاميين عرب، لكن بعضهم رد بشجاعة وسعة صدر، بل وطرحوا وجهات نظر قد تكون مثيرة للدهشة والجدل. مذيعة قناة العربية مهيرة عبدالعزيزتستبعد وقوع حادث من هذا النوع في الاستوديوهات العربية، وتقول إن ما حدث يظل «موقفاً فردياً له ظروف خاصة، يصعب تكرارها مستقبلاً.» وتضيف: «إنه حادث مؤسف بكل المقاييس، فالصحفيون والمذيعون هم أكثر عرضة للخطر في مواطن تغطية الحروب وأماكن الشغب والاشتباكات، أما في داخل الاستوديوهات فإنه لا يخطر على بال أحد احتمال التعرض لحوادث دامية تسال فيها الدماء أمام المشاهدين». ولا يتعدى سقف المفاجآت حالياً في الاستويودهات العربية، أموراً من نوع عراك لفظي بين ضيوف أثناء بث على الهواء، أو انسحاب ضيف أو تعرض مقدم للضرب من أحد الضيوف، وهو ما تعتبره مهيرة عبدالعزيز «شو إعلامي» غير مستساغ في النهاية. ويحدث ذلك في بعض الفضائيات العربية، التي تحاول تقليد شبكات تلفزيون غربية ذهبت إلى مدى بعيد للغاية في محاولة جذب المشاهدين بكل السبل والطرق، ولو حتى بما هو خارج عن المألوف والأخلاق في بعض الأحيان، و«برامج الواقع» خير دليل. لكن هل يمكن حقاً النظر إلى مذبحة فرجينيا، من هذه الزاوية ؟!. مذيعة قناة الشرقية العراقية رشا العزاويلديها شكوك في الحادث الذي «تحيط به علامات استفهام كثيرة، خاصة فيما يتعلق بدوافع القاتل»، على حد تعبيرها. وتقول: «المشكلات التي حدثت بين القاتل والمحطة التي كان يعمل بها انتهت به إلى أن تم فصله منها منذ عامين،لا يمكن أن تكون دوافع معقولة لارتكاب هذه الجريمة، بعد مرور كل هذا الوقت». وتضيف: «الجاني دخل أيضاً إلى مكان الحادث بمنتهى السهولة ونفذ جريمته وهو يصور حادث القتل بهاتفه النقال ثم بث الحادث على حسابه الخاص في تويتر، وهو أمر غريب للغاية». وتلمح العزاوي إلى أن هناك دوافع أخرى لارتكاب هذا الحادث. وتقول :«ربما أراد أحد الأشخاص أن يتم ارتكاب هذه الجريمة بهذا الشكل، لزيادة شهرة المحطة»، مشيرة إلى أن الجريمة تبدو مثل فيلم هوليودي تم إخراجه بمهارة لجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين. وتستبعد العزاوي وقوع مثل هذه الحوادث في العالم العربي، قائلة إنه يظل حتى «حادثاً فردياً في الإعلام الغربي»، ولا يؤشر لثقافة جديدة من العنف ضد الإعلاميين في المستقبل. ويقول المصور الرئيسي في تلفزيون أبوظبي أسامة الباسلإنه شارك في دورات عدة للتدريب على سبل التعامل مع الظروف الطارئة، مثل كيف يتفادى المصورون السقوط من مكان مرتفع أثناء التصوير أو كيف يمكن تجنب الإصابات خلال تغطية حروب أو حرائق، لكن «لم تشمل تلك الدورات أبداً تدريبات على كيف تتجنب إطلاق النار عليك أثناء تصوير برنامج مع أحد الضيوف»، حسبما يقول. ولا يخفي الباسل صدمته من مقتل المصور والمذيعة الأميركيين. ويرجع الأمر إلى انتشار حيازة السلاح في أميركا وصدمة نفسية ربما دمرت الصحفي القاتل بعد طرده من العمل. لكن البعض يحذر من إرهاصات سلبية وبوادر عنف تظهر أحياناً في الإعلام العربي بطريقة قد تتفاقم مستقبلاً لو لم يتم تداركها. تقول أستاذة الإعلام المشارك في قسم دراسات الإعلام واللغات بجامعة أبوظبي الدكتورة عزة عبد العظيم:«نشاهد الآن في بعض الفضائيات العربية مذيعاً يتحدث عن زميل له في المهنة ذاتها بكلام لا يليق، إضافة إلى حالات انسحاب واستقالات على الهواء من بعض المذيعين مقدمي البرامج،وهو ما يؤشر إلى أننا من الممكن أن نتوقع حدوث أي شيء في هذا المحيط الإعلامي.»، لكنها تستبعد وقوع حادث مماثل في الإعلام العربي. Ashraf.Elshafei2@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©