صالح الحمصي:
أحجم المستثمرون في أسواق المال المحلية عن ضخ سيولة كافية تمكن الأسهم المحلية من تنفيذ نهضة طال انتظارها مفضلين اختبار اتجاهاتها بململة أفرزت استقرارا هشا في ظل تراجع حاد لاحجام التداول التي تحركت دون مستوى نصف مليار درهم، وتعمقت حالة الترقب والحذر في أسواق المال التي فقدت أكثر من 325 مليار درهم منذ بداية العام فيما قدر خبراء ماليون نسبة التراجع في 87 شركة مدرجة من أصل 113 شركة بنحو 40,5% من قيمتها السوقية·
ويرى مراقبون أن تراجع مستويات التداول يمثل مؤشراً مهماً لوجود حالة من عدم الثقة بأداء الأسواق، وقال نبيل فرحات الرئيس التنفيذي لشركة الفجر للأوراق المالية: إن الأسواق المالية تمر حالياً بمرحلة من الاستقرار النسبي والحذر، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال إحجام التداولات المنخفضة ومحدودية النطاق السعري التي تتحرك به، وأشار فرحات الى أن الخسارة الكبيرة في القيمة السوقية للأسهم المدرجة خلال الأسابيع الماضية أثرت على سيكولوجية المستثمرين· ويعتقد فرحات أن السوق لا يزال متأثراً بالاكتتاب في سوق دبي المالي، وتوقع فرحات أن تتحسن الرؤيا حول وضع السوق مع اقتراب موعد استرداد الأموال الفائضة في شهر ديسمبر والتي من شأنها أن تدعم الأسواق المالية إلى أن يحين اقتراب موعد التوزيعات النقدية مع نهاية الربع الأول من العام القادم·
من جهته قال المحلل المالي وضاح الطه: إن ضعف التداولات وانخفاضها دون حاجز المليار درهم لم يمكن الأسواق من اجتياز حاجز التداولات التراكمي البالغ 400 مليار درهم، مشيراً الى أن ضعف التداول يخلق حالة من عدم الاستقرار إضافة الى حالة من عدم التأكد من اتجاهات السوق·
وأكد الطه أن الاستقرار النسبي الذي شهدته أسواق المال أمس لا يمكن الاعتماد علية بتوقع اتجاهات السوق، وقال: ''مازال الوضع ضبابياً''· وأوضح الطه أن معظم المؤشرات في أسواق المال المحلية أصبحت مطابقة أو قريبة من تلك المؤشرات التي يصدرها البنك الدولي لافتاً الى ان مؤشر مكرر الربحية يبغ حاليا 14 مرة وهو نفس المؤشر الذي اعتمده البنك الدولي للأسواق الناشئة إضافة الى نسبة القيمة السوقية الى القيمة الدفترية والبالغة 2,6 %·· وأشار الى ان أسواق المال المحلية تشكل فرصاً استثمارية حقيقية بكل المعايير الفنية مطالباً بإيجاد صانع سوق يعطي اشارات قوية تدفع المستثمرين للخروج من الحالة النفسية التي تسيطر عليهم
عدد اليوم
