الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفائزون في الانتخابات الباكستانية··· وتغليب الحوار

الفائزون في الانتخابات الباكستانية··· وتغليب الحوار
21 فبراير 2008 01:04
قال الفائزون بالانتخابات البرلمانية الباكستانية أمس الأول إنهم سوف يتخذون أسلوباً جديداً في مكافحة الإسلاميين المتطرفين، وذلك بحفز الحوار السلمي معهم أكثر من الاعتماد على المواجهة العسكرية، إلى جانب تعهدهم بوقف الهجمة الحكومية على الصحافة واستعادة استقلال القضاء؛ وعلى إثر فوز حزبه -حزب الشعب الباكستاني- بغالبية المقاعد البرلمانية في الانتخابات العامة التي أجريت يوم الاثنين الماضي، قال ''عاصف زرداري'' -الذي ورث قيادة الحزب من قرينته القتيلة بينظير بوتو- إن نظاماً سياسياً جديداً سيسود في البلاد عقب هذه الانتخابات، وإن البرلمان الجديد سوف يحدث تغييراً سياسياً شاملاً بتجاوزه لكافة السياسات المستفزة التي اتسم بها عهد الرئيس الحالي ''برويز مشرف'' وحزبه الحاكم، وهي التي كانت وراء الغضب الشعبي الذي عبّر عن نفسه من خلال صناديق الاقتراع التي كان الخاسر الأعظم فيها الحزب الحاكم· من جانبها لا تزال إدارة ''بوش'' ترغب في توصل قادة المعارضة الباكستانية إلى صيغة ما للتعاون مع الرئيس ''برويز مشرف''، الذي ظل حليفاَ قوياً لها طوال ما يزيد على الست سنوات، على رغم إقرار الإدارة نفسها بضعف احتمال كهذا، والسبب أن ''زرداري'' أعرب عن رغبته في تشكيل حكومة إجماع وطني، إلا أنه كان واضحاً في رفضه العمل مع أي من رموز حكومة ''مشرّف'' الحالية، وبدلاً من ذلك، قال ''زرداري'' إنه أجرى حواراً مع نظيره ''نواز شريف'' قائد الحزب المعارض الآخر الذي حصل على المركز الثاني في انتخابات يوم الاثنين الماضي، على أمل تشكيل حكومة ائتلافية معه· وعلى رغم الترحيب الكبير الذي حظي به فوز هذين الحزبين المعارضين، إلا أنه جاء مصحوباً بالكثير من ذكريات فشل الحكومات المدنية السابقة خلال عقد التسعينيات؛ وفي مقدمة المتشككين في مدى احتمال نجاح ''زرداري'' هذه المرة، المسؤولون الأميركيون الذين يأخذون عليه إثارة اتهامات بالفساد ضده في الداخل والخارج، إضافة إلى أنه لم يصل إلى منصب زعامة حزب الشعب الباكستاني، إلا بسبب مصرع زوجته· أما نظيره المعارض ''نواز شريف''، الذي تولى منصب رئيس الوزراء مرتين في عقد التسعينيات، فقد واجه هو الآخر عدداً من اتهامات الفساد، قبل أن يطاح به أخيراً عبر انقلاب عسكري قاده الجنرال ''برويز مشرف''، غير أن ''نواز شريف'' حدد جملة من الشروط المسبقة لمشاركته في أي حكومة ائتلافية، في مقدمتها محاكمة ''برويز مشرف'' وإعادة كبار القضاة وأعضاء المحكمة الدستورية الذين علّق مهامهم ''برويز مشرف'' في شهر نوفمبر من العام الماضي· أما ''زرداري'' فقد بدا أكثر حذراً إذ لم تبدر منه أي مطالبة بمحاكمة ''مشرّف'' على سبيل المثال، وقال إن الصراع من أجل وضع حد للحكم العسكري والعودة مجدداً إلى النظام الديمقراطي هما جزء من معركة مستمرة وطويلة الأمد على حد وصفه، ''وربما يتطلب الأمر منا القيام بخطوات محدودة وخفيفة في الوقت الحالي''، وقد جاءت هذه التصريحات خلال اجتماع عقده مع نحو 50 مسؤولاً من كبار مسؤولي حزبه في منزله بالعاصمة إسلام أباد، والأرجح -والحديث لا يزال لزرداري- أن تتحدد هذه الخطوات برفع القيود المفروضة حالياً على حرية الصحافة واستعادة استقلال الجهاز القضائي، بيد أن ''زرداري'' لم يطالب صراحة بإعادة رئيس القضاء وزملائه الموقوفين إلى مزاولة عملهم، يذكر أن اتهامات الفساد لا تزال تطال السيد ''زرداري''؛ وعلى رغم ضعف خبرته في هذا المجال، إلا أنه مضى لانتقاد سياسات مكافحة الإرهاب التي اتبعها الرئيس ''مشرف''، ووصف هذا الأخير بأنه لعب لعبة مزدوجة كان لها دور واضح في إذكاء نار التطرف الإسلامي: ''فقد ظل شعورنا الدائم إزاء أعضاء الحكومة الحالية، أنهم كانوا يركضون مع الأرانب، بينما يشاركون كلاب الصيد الهجوم والانقضاض عليها في ذات الوقت''· يذكر أن كلا الحزبين المعارضين الفائزين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، يشاطران بعضهما بعضاً من ناحية كيفية التصدي لمشكلة الإرهاب والتطرف في البلاد، والأرجح أن تكون السياسة الجديدة في التصدي لهذه المشكلة، أكثر تعبيراً عن إجماع الشارع الباكستاني، وأن تعتمد على الحوار مع المتطرفين، وليس على العصا العسكرية الغليظة التي كان يدير بها مشرّف النزاع مع المتطرفين· وأعرب حزب الشعب الباكستاني عن عزمه إجراء محادثات مع المتطرفين على امتداد المنطقة الحدودية الفاصلة بين باكستان وأفغانستان، وهي المنطقة التي تمكن مقاتلو حركة طالبان وتنظيم القاعدة من تحويلها إلى قلعة حصينة لهم، بمؤازرة المقاتلين الباكستانيين الذين خاضوا المعارك ضد الجيش الحكومي في محافظة بلوشستان؛ يذكر أن الكثير من أعضاء وقادة الأحزاب الأخرى التي قاطعت الانتخابات الأخيرة، يبدون معارضة قوية لاستخدام مشرّف للمؤسسة العسكرية في منطقة القبائل هذه، وشن المعارك ضدها باسم حملة مكافحة الإرهاب، التي طالما نظر إليها الشارع الباكستاني على أنها خدمة للأجندة الأميركية· هذا ويرى بعض المحللين والمراقبين، أنه ربما لا تزال الفرص متاحة أمام واشنطن، في حال تمكُن الحكومة المدنية الجديدة من إقناع الشعب في الالتفاف حولها في مساعي مكافحة المتشددين، ومما يلاحظ أيضاً أن كافة المساعي السابقة التي بذلت في مكافحة هؤلاء، لم تزدهم إلا قوة وعزماً، بينما يرجح أن يثير تبني سياسات سلمية مرنة معهم من قبل الحكومة الجديدة هواجس مسؤولي واشنطن وتخوفاتهم· من رأي الجنرال ''جيهانجر كرامات'' -رئيس أركان الحرب السابق بالجيش الباكستاني-: ''إن انتخاب حكومة مدنية باكستانية جديدة يفترض له أن يكون عوناً للولايات المتحدة الأميركية، إن كانت تسعى واشنطن فعلاً للعمل والتعاون مع المعتدلين كما يقول مسؤولوها· كارلوتا جال وجين برويز- لاهور ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''نيويورك تايمز''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©