مصطفى عبد العظيم (دبي) - واصل سوق دبي المالي نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي مدفوعاً بحالة الخوف التي تسيطر على قرارات المستثمرين في ظل تصاعد المخاوف بشأن الأحداث في سوريا، الأمر الذي كبد الأسهم المتداولة أمس خسائر زادت عن 5,2 مليار درهم، وتراجع المؤشر العام للسوق بأكثر من 3,7% ليهوى دون مستوى 2400 عند 2396,79 نقطة.
وتسببت هذه التطورات الجيوسياسية في حالة من الهلع والبيع العشوائي بدأت في الساعة الأخيرة من جلسة أمس الأول وتواصلت خلال تعاملات الأمس، ليخسر معها المؤشر 7,4% جراء فقدانه نحو 188,8 نقطة، وتتكبد الأسهم خسائر تزيد عن 11 مليار درهم.
ويرى محللون أن حدة التذبذبات التي يشهدها السوق منذ نهاية تعاملات شهر أغسطس الماضي بمثابة مؤشر على دخول السوق دائرة “التقلبات الحادة”، لافتين إلى أن معدلات تراجع السوق وصعوده خلال الجلسات السابقة تفوق بقية الأسواق الإقليمية الأخرى، وذلك نتيجة المكاسب القوية التي سجلها السوق منذ بداية العام والتي تحفز المستثمرين على الدخول في عمليات بيع كثيفة لجني الأرباح من جهة وتقليص المخاطر من جهة أخرى في حال تصاعد الأحداث في الشأن السوري.
لكن هؤلاء يتوقعون أن تتماسك السوق بسرعة مع وضوح الرؤية بشأن الأوضاع السياسية الخارجية، وذلك لأن الثقة التي تتمتع بها الأسواق المحلية بين أوساط المستثمرين والعوامل الداعمة للسوق مازالت مستقرة ولم يطرأ عليها أي تغيير، وهو الأمر الذي تعكسه التقارير العالمية الخاصة بالتنافسية والتي تظهر قوة القطاع المالي في الإمارات وجاذبية الأسواق المالية بالدولة.
وبالعودة لجلسة الأمس، شهد السوق عمليات بيع عنيفة طالت كافة الأسهم المتداولة أمس مما دفع المؤشر للهبوط إلى أدنى مستوياته عند 2369,85 نقطة، وذلك قبل أن يغلق عن مستوى 2396,79 نقطة، بانخفاض قدره 3,72% عن إغلاقه في الجلسة السابقة، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية 692 مليون درهم.
وعلى صعيد الأسهم المتداولة والقيادية، واصلت تراجعها الجماعي، حيث غاب اللون الأخضر تماما على شاشات التداول، حيث سجل العديد من الاسهم تراجعا حادا ابرزها أسهم تبريد وسوق دبي المالي والعربية للطيران التي هبطت بنسبة زادت عن 6%، فيما ضغطت أسهم قيادية أخرى بتراجعاتها المتفاوتة على السوق بشكل أوسع كسهم إعمار العقارية المتراجع بنسبة 3% وسهم ارابتك المنخفض بنسبة 5% وسهم دبي الاسلامي بنسبة 4.8% وسهم دبي للاستثمار بنسبة 5%.
وعلى صعيد حركة التداول أمس، انعكست حالة البيع الاحترازي على الحركة حيث انخفضت الأحجام والقيم والصفقات بشكل لافت، مع تراجع الأحجام إلى 628,4 مليون سهم مقارنة مع 1,4 مليار سهم في جلسة الثلاثاء، فيما هبطت قيم التداول إلى 691,87 مليون درهم، مقارنة مع 1,4 مليار درهم في الجلسة السابقة، بالتزامن مع تراجع عدد الصفقات المبرمة أمس إلى 7511 صفقة مقابل 10793 صفقة سابقة.
وفيما يتعلق بأداء المؤشرات الفرعية، ساد اللون الأحمر كافة قطاعات السوق وسط اختفاء تام للون الأخضر عن الشاشات، مع إغلاق 7 قطاعات من أصل 9 على تراجع، واستقرار البقية عند مستوى الإغلاق السابق دون تغيير.
وتصدر مؤشر قطاع الخدمات، المؤشرات الهابطة أمس مسجلا تراجعاً نسبته 6,2%، تلاه مؤشر قطاع النقل بهبوط قدره 5,58%، ثم مؤشر قطاع الاستثمار بتراجع 5,5%، ومؤشر قطاع العقارات بنسبة 3,85% ومؤشر قطاع البنوك بنسبة 2,8%، ومؤشر قطاع الاتصالات بانخفاض قدره 1,7%، ثم مؤشر قطاع التأمين بتراجع نسبته 1,6%.
ووفقاً لبيانات سوق دبي المالي، شهد التداول هبوط 28 شركة وثبات أسعار 3 شركات، حيث تصدر سهم اكتتاب القابضة قائمة الشركات ارتفاعاً من حيث التغير في أسعارها بإغلاقه عند 0,82 درهم بنسبة هبوط بلغت 9,2%، ثم تكافل الإمارات بإغلاق 0,57 درهم بانخفاض 7%، والشركة الخليجية للاستثمارات العامة بإغلاق 0,53 درهم بنسبة تغير بلغت 6,4%، والشركة الوطنية للتبريد المركزي (تبريد) بإغلاق 2,09 درهم بتراجع مقداره 6%، والعربية للطيران بإغلاق 1,2 درهم بنسبة تغير بلغت 6%.
وتصدرت شركة الاتحاد العقارية الشركات الأكثر من حيث قيمة التداول بعد أن حققت تداولات بقيمـة 91,44 مليون درهم، اعمار العقارية بتداولات بلغت 90,1 مليون درهم وشركة ارابتك القابضة وتداولات زادت عن 84,64 مليون درهم، والشركة الوطنية للتبريد المركزي (تبريد) بتداولات بلغت 67,02 مليون درهم، وديار للتطوير تداولات بقيمـة 61,85 مليون درهم.
وفيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي في سوق دبي المالي، بلغت قيمة مشتريات الأجانب، غير العرب، من الأسهم جلسة الأمس نحو 103 ملايين درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 109,6 مليون درهم. كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب، غير الخليجيين، نحو 153,4 مليون درهم وقيمة مبيعاتهم نحو 156 مليون درهم. أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين فقد بلغت قيمة مشترياتهم 46,3 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 76,9مليون درهم خلال نفس الفترة. ونتيجة لهذه التطورات فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب، غير الإماراتيين، من الأسهم أمس نحو 303,5 مليون درهم لتشكل ما نسبته 43,87% من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 342,6 مليون درهم لتشكل ما نسبته 49,5% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 39,13 مليون درهم كمحصلة بيع.
عدد اليوم
