في صباحات ومساءات الأحبة والمحبة التي لا تشبهها أوقات إلا تلك الأوقات واللحظات المتميّزة التي يفيض ويتوقَدُ فيها الإحساس بجمال وروعة المحبة التي تشرق فيها أنوار القلوب والعقول بمحبتها التي تفيض على النفوس إشراقاً وبهاءً، يملأ القلوب راحة وسعادة، كما يملأ الكون جمالاً وبهجةً. إنها أنشودة الحياة التي تُغرد وتُحلق بنا بأجنحة الأشواق العذبة بأجمل وأرق معانيها التي ترتقي فيها المشاعر والأفعال والسلوكيات الجميلة بجمال تلك القلوب الطيبة. هكذا يشعرُ المحبون العاشقون للحياة، الأوفياء والمخلصون في محبتهم، وفي جميع مشاعرهم النبيلة التي يتعاملون بها مع أنفسهم والآخرين. إن المحبة الصادقة التي تنبع من المشاعر الصافية النقية، ترتقي بمشاعر وسلوكيات الإنسان، وهي التي لها الأثر الكبير المباشر على النفوس الطيبة، والعقول المتفتحة والمستضيئة، بهدي ربها سبحانه وتعالى، والقلوب العاشقة الهائمة في محبتها. هكذا، هي رحلة الحياة، يجب أن يكون فيها من الصفاء والنقاء الروحي الذي يمدنا قوة وأملاً، في رحلة الحياة بكل مظاهرها وتفاعلاتها.
لا تستقيم الحياة للبشر، إلا بتلك المشاعر الإيجابية، من الصفا والمحبة، التي تغمرنا سكينة واطمئناناً، وبهذا يسود الوئام والسلام بين بني البشر، وبهذا ترتقي الحياة، وتكبر الأمنيات، ويتحقق لنا الكثير من تلك الأمنيات بعزيمة الصبر والإيمان القوي، والإصرار على التطبيق الفعلي لمبادئ القيم والمشاعر الإنسانية الرفيعة التي أساسها السلوك القويم والإخلاص في المحبة. سلام إلى الراحلين في فضاء صباحات المحبة التي تغرد بهمسات الصفا والصدق، في أجواء من الفرح والبهجة التي تجعلهم يعايشون أجمل لحظات الحياة. فما أجمل تلك الحياة التي ننشدها جميعاً، ونحن نعايش أجواءً من التناقض والصراع البشري في الكثير من المفاهيم والقيم التي أصبحت في نظر البعض مجرد أوهام، وتلك هي معضلة بعض البشر الذين يُغيرون وٍيقلبون الحقائق إلى أوهام، والأوهام إلى حقائق، وتلك هي الطامة الكبرى التي تعاني منها البشرية عبر الزمان. ووسط هذه الأجواء المشحونة من الظلامية، في الالتباس الفكري، لا تزال هناك فسحة من الأمل في الرجوع إلى الفطرة السليمة، لنعيد لأنفسنا وقلوبنا شيئاً من الاطمئنان في الإحساس بالقيم والمبادئ السوية، وتبادلها بين البشر أفراداً وجماعات.
همسة قصيرة: رحلة المحبة أرقى وأسمى رحلات الحياة.
عدد اليوم
