الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اغتيالات··· كارتلات المخدرات

4 مارس 2009 01:24
الاغتيالان اللذان وقعا في غينيا بيساو تما بأسلوب العصابات: قنبلة تزرع في بئر سلم بناية، وتبادل سريع للنيران بالأسلحة الرشاشة، وهو أسلوب قد لا يكون مفاجئاً في دولة تحولت بشكل حثيث إلى محور عبور رئيسي للمخدرات المتجهة إلى أوروبا· ولكن حادثي الاغتيال اللذين تما بدافع الانتقام، وبطريقة هذه مقابل تلك، واللذين أوديا بحياة قائد الجيش ورئيس البلاد، أديا إلى ترك هذه الدولة الفقيرة دون قيادة، وأمام احتمال استمرار الحكم العسكري· وبحلول مساء الاثنين، كانت عناصر من جيش هذه الدولة الصغيرة قد أغلقت محطتي إذاعة خاصتين، ورافقت أرملة الرئيس وأطفاله إلى منزل ممثل الأمم المتحدة في غينيا بيساو· في الوقت نفسه طمأنت القوات المسلحة المواطنين عبر محطة الإذاعة الرسمية بأنه ليس هناك انقلاب يجري تنفيذه، وأن الجيش سيحترم الدستور، ويدع رئيس البرلمان يخلف الرئيس القتيل في منصبه· والاغتيال المزدوج لرئيس الجيش ورئيس البلاد، والذي حدث بعد مرور شهر واحد على الانقلاب الذي وقع في دولة غينيا المجاورة، يُعد علامة مزعجة بالنسبة لدولة ذات مؤسسات حكم ضعيفة وحوافز قوية للفساد وتقع في منطقة غير مستقرة· يقول ''ريتشارد مونكرايف'' المحلل الرئيسي لمجموعة الأزمات الدولية، ومقرها داكار: ''هذه أنباء سيئة لهذا البلد، وهناك خطر حقيقي يتمثل في احتمال وقوع قتال فصائلي داخل القوات المسلحة''· ويضيف''مونكرايف'':''ولكن السؤال الذي يتردد الآن هو: ما هي الوجهة التي ستتخذها تدخلات الجيش؟ حسب اعتقادي، ستأتي المخاطر من ناحية الضباط متوسطي الرتبة، غير المتعودين على إدارة شؤون الدولة، والذين يميلون إلى التصرف بخشونة إزاء المشكلات التي تبرز''· ومع ضعف اقتصادها، ومؤسسات حكمها، لم يكن من المستغرب أن يتم النظر إلى غينيا بيساو كملاذ للمشاريع الإجرامية· فخلال السنوات الأخيرة، بدأت كارتلات المخدرات الكولومبية، ترسل طائرات صغيرة عبر المحيط الأطلسي للهبوط في مطارات مقامة على العديد من الجزر الصغيرة المتناثرة قبالة ساحل غينيا بيساو· ونظرا لأن هذه الدولة لم تكن تمتلك قوات بحرية خاصة لحراسة مياهها الإقليمية، فإن كارتلات المخدرات، تمتعت بحرية تامة في تفريغ أطنان من الكوكايين المتجهة إلى أوروبا، كان يتم توزيعها بعد ذلك على المهاجرين الأفارقة الفقراء الذين كانوا يحملونها بالقوارب شمالاً إلى سواحل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا· والفساد الحكومي، الذي تشجع عليه الرواتب الهزيلة في القاع، والقيادة السياسية المتقلبة في القمة، تعني أن غينيا بيساو لا تمتلك سوى أدوات محدودة لإيقاف تجارة المخدرات· وعلى الرغم من أن الضغينة التي كانت قائمة بين قائد الجيش الجنرال ''تاجمي نا وايي'' ورئيس الجمهورية ''جواو برناردو فييرا'' تعود إلى عقود خلت، فإن التوتر بينهما ازداد حدة خلال الانتخابات التي جرت في البلاد خلال شهر نوفمبر الماضي، وذلك عندما وجه الجنرال ''وايي'' اتهاماً صريحاً للرئيس''فييرا'' بالتورط في تجارة المخدرات· وبعد أن نجا بأعجوبة من محاولة اغتيال جرت في نوفمبر الماضي، أعلن''وايي'' أن الرئيس قد أراد التخلص منه، وأنه يستخدم ميليشياته الخاصة المكونة من 400 رجل لمطاردته· يعلق الدكتور ''ديفيد زومينو''، الباحث الرئيسي بمعهد الدراسات الأمنية في ''تشوين'' المعروفة سابقاً باسم بريتوريا على الأحداث الأخيرة في غينيا بيساو بقوله:'' يمكن إرجاع سبب السلسلة الأخيرة من حوادث القتل في غينيا بيساو إلى مهربي المخدرات، الذين لا يسمحون لأي شيء مهما كان بالوقوف في طريقهم، أو التأثير على صلاتهم مع أوروبا''· ''الأفارقة لا يرغبون مطلقاً في طلب تدخلات خارجية''، هذا ما يضيفه الدكتور''زمينو'' لافتاً النظر إلى أن العديد من الدول الأفريقية لا تزال تتشكك في الدول الغربية التي كان بعضها مستعمرا ( بكسر الميم) لأفريقيا منذ أقل من خمسين عاما· سكوت بالداوف- جوهانسبيرج ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©