قتل 40 شرطيا إسرائيليا وأصيب 50 آخرون في حافلة حاصرتها الحرائق التي اجتاحت جبل الكرمل في حيفا.فيما طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من اليونان وقبرص وايطاليا وروسيا دعما جويا للسيطرة على الحرائق التي ما زالت مستعرة.
واكدت منظمة إغاثة إسرائيلية مقتل 40 من حراس السجون الإسرائيلية في حادث احتراق حافلة كانت تقل 50 شرطيا للمشاركة في عملية إخلاء سجن الدامون الذي يضم 500 أسير معظمهم من الفلسطينيين، في أعقاب الحريق الهائل، وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أنه تم استدعاء مئات الجنود للمشاركة في إخماد الحريق، لافتة إلى أن مروحيات من سلاح الجو تقوم بنقل المصابين إلى المستشفيات في إسرائيل التي أعلنت حالة تأهب قصوى في أعقاب حادث احتراق الحافلة.
وقالت ناطقة باسم مستشفى رمبام في مدينة حيفا ان “هناك اصابتين في حالة خطرة”.
وعرض التلفزيون الاسرائيلي لقطات لحافلة التهمتها النيران وسيارة أتت عليها النار ايضا في غابة الكرمل. وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان هذا أكبر حريق من نوعه في تاريخ البلاد وانه دمر حوالي سبعة آلاف فدان من الارض وان فرق الاطفاء تكافح لاحتواء الكارثة. وذكرت خدمات الانقاذ أن عشرات الناس اصيبوا وأن الشرطة امرت مئات السكان بترك منازلهم مع انضمام طائرات هليكوبتر لشاحنات اطفاء في محاولة اخماد النيران. ومن المعتقد ان الحراس القتلى كانوا يحضرون دورة تدريبية في السجن حين اجتاح الحريق المنطقة. وقال مصدر امني ان حادثا وقع للحافلة اثناء محاولة الفرار من المنطقة، الأمر الذي حرم الركاب من اي فرصة للنجاة من النيران المستعرة. وقال المتحدث باسم خدمات السجون يارون زامير “كل ما يمكننا قوله الآن ان حافلة مليئة بالحراس كانت تسير على طريق (بيت اورين) الضيق والمتعرج بصحبة قوة انقاذ من سجن دامون احاطت بها السنة اللهب وأمسكت بها النيران”.
وقال ضابط الاطفاء حازي ليفي لقناة التلفزيون الثانية والدموع في عينيه “لم نشهد منذ قيام دولة اسرائيل مثل هذه الحرائق انها مخيفة، نحن نرى عدوا كبيرا امامنا”. وتابع “تدربنا كثيرا لكننا لم نشهد مثل هذه الحرائق حيث ترتفع السنة اللهب نحو اربعين وخمسين مترا” مضيفا “ربما ستستمر لعدة ايام”. واضاف “استدعينا قوات الاطفاء من كل المدن الاسرائيلية وأخلينا قرية عسفيا وكيبوتس بيت ارون”. وقال مفوض عام مصلحة الاطفاء والانقاذ شمعون روماح في تصريح نقلته الاذاعة الاسرائيلية باللغة العربية ان “هذا الحريق لم يسبق له مثيل في السنوات الاخيرة”، موضحا ان “النيران التهمت آلاف الدونمات من الغابات الطبيعية وهي تنتشر نحو السفوح الغربية لجبل الكرمل”. واضافت الإذاعة ان “الحريق اندلع بالقرب من المدخل الشمالي لبلدة عسفيا، ربما في مكب للنفايات وقد اغلقت الشرطة الطريق المؤدي من عسفيا ودالية الكرمل الى حيفا”.
من جانبه، اكد وزير الاسرى في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع انه جرى نقل الاسيرات من سجن الدامون الاسرائيلي الى سجن الشارون بسلام بسبب الحريق الهائل الذي شب على جبل الكرمل.
واكد قراقع ان عملية نقل الأسيرات والبالغ عددهن 16 اسيرة تمت بسلام ولم تصب أي منهن بأذى.
وقال وزير الاسرى ان الحافلة التي انقلبت واسفر انقلابها عن مقتل نحو 40 شخصا لم يكن على متنها أي اسير فلسطيني وانما هي حافلة كانت تقل ضباطا ورجال شرطة اسرائيليين حضروا الى سجن الدامون للمساعدة في نقل الأسرى. واشار قراقع الى ان الحافلة التي انقلبت لم يكن فيها اي اسير فلسطيني جنائي ولا امني.
ودعت وزارتا الصحة وحماية البيئة الاسرائيليتان سكان المنطقة الى ملازمة منازلهم خشية تعرضهم لمواد سامة قد تنبعث الى الهواء عقب الحريق. واعتبر نتنياهو مقتل 40 من حراس السجون الاسرائيليين في حريق الحافلة “فاجعة” وحادثة منقطعة النظير، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله إن “الحديث يدور هنا عن حريق هائل أوقع العديد من الإصابات”، مؤكدا انه يجري تسخير جميع الطاقات والقدرات والموارد للتعامل مع هذه “الفاجعة” وإنقاذ الجرحى ومحاصرة الحريق.
عدد اليوم
