الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جيثنر و سامرز ···ثنائي الانقاذ الاقتصادي

جيثنر و سامرز ···ثنائي الانقاذ الاقتصادي
4 مارس 2009 01:22
تحمل ميزانية إدارة أوباما بصمات تحالف يتجاوز عمره عقداً من الزمن، سرعان ما بات يطغى على أكثر المواضيع إلحاحاً في أجندة الإدارة الفتية· فقد ضغط وزير الخزانة تيموثي جيثنر ورئيس المجلس الاقتصادي الوطني لورانس سامرز منذ أسابيع في اتجاه تحديد سقف لديون البلاد· وعلاوة على ذلك، ورغم أن مستشارين آخرين جادلوا بحاجة الإدارة إلى مخطط إنفاق أكثر مرونة، فإنهم لم يستطيعوا ثني الرئيس عن الاتفاق في نهاية المطاف مع الآراء التي كان يدافع عنها الثنائي ''جيثنر'' و''سامرز''· أثبتت المقاربة التي اقترحها الرجلان صوابها على اعتبار أنها تمنح المسؤولين عن الميزانية في البيت الأبيض قواعد وإرشادات بالغة الأهمية بخصوص مخطط الإنفاق برمته، كما يقول أحد مسؤولي الإدارة· وحسب مسؤول آخر، فحين يتحالف الرجلان في النقاشات السياسية، مثلما يحدث عادة، فإنهما يتحولان إلى قوة مؤثرة داخل الإدارة· ويضطلع ''جيثنر'' و''سامرز'' بدور طلائعي في ما يخص صياغة سياسات إدارة أوباما الرامية إلى خلق ملايين الوظائف من خلال مخطط تحفيز الاقتصاد، وإنقاذ النظام المصرفي، وإنعاش سوق العقارات، وإعادة هيكلة قطاع صناعة السيارات، وإصلاح التنظيمات المالية· غير أن قرار أوباما جعل ''سامرز'' و''جيثنر'' اللاعبين الأساسيين في أجندة كبيرة ومتنوعة من هذا القبيل، جعل البعض داخل الحكومة يقلق بشأن قدرتهما على التعاطي مع الكثير من المشاكل المعقدة في وقت واحد· والواقع أن ''جيثنر'' سبق أن انتُقد على نطاق واسع في ''وول ستريت'' على خلفية ما اعتبره البعض غموضاً شديداً من جانبه بخصوص حزمة الإنقاذ المالي الشهر الماضي· وحسب ''جيثنر''، فإن الأزمة لم تترك للإدارة خياراً آخر غير التعامل مع كل مشكلة بشكل مباشر· والأسبوع الماضي فقط كان ''جيثنر'' يخرج من اجتماع ليدخل إلى آخر من أجل الاتفاق حول صفقة جديدة لإنقاذ مجموعة ''سيتي بنك''، ويتحدث مع حكام الولايات حول حزمة الإنقاذ الاقتصادي، ويشارك في استضافة مؤتمر حول مشاكل البلاد المالية، ويعمل مع المشرعين على إصلاح تنظيمي، ويُعد مخططاً لمساعدة ملاك المنازل، ويحضِّر لقمة كبيرة مقبلة مع نظرائه الأجانب· وفي هذا الإطار قال ''جيثنر'' في مقابلة معه: ''الوقت ليس إلى جانبنا··· أعتقد حقاً أن هذه الأزمة ستكون أكثر ضرراً إذا نحن لم نتحرك بأسرع قدر ممكن على كل واحدة من هذه الجبهات، وهذا ما يجبرنا على القيام بأمور كثيرة وفي وقت واحد مقارنة مع ما كنا سنقوم به في الظروف العادية· وقد تحالف ''جيثنر'' و''سامرز'' لأول مرة في أواخر عقد التسعينيات بوزارة الخزانة من أجل مواجهة الأزمات المالية التي كانت تعصف بالمكسيك وعدد من البلدان الآسيوية؛ ومنذ ذلك الوقت نشأت بينهما علاقة صداقة ما فتئت تتوطد مع مرور الوقت· غالباً ما ينخرط الرجلان في نقاشات حول السياسات، ممارسة استمرت مع تقدم مشوارهما المهني ولم تكن تتوقف حتى خلال إجازاتهما في معسكر للتنس في ولاية فلوريدا· ويقول سامرز: ''إنني أندهش حقاً خلال الاجتماعات لأنه حين يقول تيم شيئاً ما، فإن ذلك بالضبط هو ما أعتقد أنه ينبغي قوله''· وأوضح أنهما يستطيعان في أحيان كثيرة إتمام جمل أحدهما الآخر والتواصل عبر نظرة واحدة، إذ يقول: ''غالباً ما ينظر أحدنا إلى الآخر نظرة تقول: ''إن ما يقوله المتحدث ليس حلاً عملياً'' أو ''كلام صائب وصحيح!''· غير أنه خلال فترة قصيرة العام الماضي خيمت غيوم داكنة على العلاقات بين ''جيثنر'' و''سامرز''، كما يروي مصدر مقرب· ففي نوفمبر كان سامرز يريد أن يصبح وزيراً للخزانة، وهي وظيفة سبق أن شغلها ضمن إدارة بيل كلينتون، في حين عرض '' جيثنر'' البقاء في منصبه كرئيس لفرع الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، كما يقول أحد المصادر· وكان مستشارو أوباما خلال المرحلة الانتقالية منقسمين حول مَن من الرجلين هو الأنسب للمنصب· وفي النهاية، قرر أوباما جلب كليهما إلى العاصمة واشنطن حيث عرض على ''سامرز'' منصب رئيس المجلس الاقتصادي الوطني، وهو ما ''شكل خيبة أمل كبرى بالنسبة للاري''، كما يقول مصدرنا، ولكنه سرعـــان ما تكيف مع الأمر بعد أن أدرك مزايا وإيجابيات العمل في البيت الأبيض والبقاء قريباً من الرئيس· كان بعض ''الديمقراطيين'' يتوقعون أن يتسبب منصب ''سامرز'' في البيت الأبيض في مشاكل لـ''جيثنر''، ولكن هذا الأخير يؤكد أن العكس تماما هو الذي حدث إذ يقول: ''من الأفضل بالنسبة لي أن يكون ثمة شخص (في المجلس الاقتصادي الوطني) سبق له أن مر من هذه الوظيفة (وزير الخزانة) لأن ثمة الكثير مما ينبغي القيام به ولأنه مدرك للأشياء التي يريد المرء أن يحافظ عليها في وزارة الخزانة''، مضيفا ''أعتقد أنني ما كنت لأقوم بما قمت به من دون وجود لاري في تلك الوظيفة في هذا الوقت''· وحسب شهادات الكثيرين، فإن أوباما بات يعتمد كثيراً على نصائح الرجلين، وبخاصة ''سامرز''· فعلى سبيل المثال، حرص أوباما قبل أن يخاطب الكونجرس الأسبوع الماضي على إعطاء ''سامرز'' و''جيثنر'' نسخة من مسودة الخطاب وطلب منهما تعليقاتهما وملاحظاتهما عليه· كما كان تأثير تحالفهما واضحاً أيضاً خلال المعركة حول الميزانية التي بدأت قبل تنصيب أوباما بأسابيع· ديفيد تشو - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©