جرت دراسة جادة خلال العقود الثلاثة الأخيرة في مجال المنمنمات أولت اهتماماً خاصاً لمسألة خصوصيات المدارس الناشئة إبان فترة حكم السلاطين في الهند. وذهبت إلى تأكيد حرص المسلمين الذين أمسكوا بزمام السلطة في شمال الهند وغربها، في أثناء القرن الخامس عشر، على العناية بالآداب والفنون. فقد ساد بين مختلف الأوساط الحاكمة شغف بالمخطوطات المصوَّرة المورَّدة، علاوة على ذلك تم إنشاء مخابر محلية للإنتاج الفني أيضاً.
وإلى حدود تاريخنا الحالي لا يزال الاحتفاظ بنماذج من المخطوطات، مثل مخطوط «الكنوز الخمسة» لنظامي وهو مخطوط يعود تاريخه إلى (1439-1440م)، مودع في المكتبة الجامعية في أوبسالا. في حين يوجد صنفٌ من المنمنمات يتميز بعناصر محددة، يُجمِع الدارسون على انتسابها إلى شمال الهند. لا تزال منها حتى الراهن الحالي أربعة مخطوطات، تُميز منمنماتها الخاصيات التالية: صغر الحجم ومدمجة في فراغ تُرِك في الصفحة للغرض، مناظر لمشاهد داخلية وأناس بملامح جلية، ألوان زاهية تغطي الرسوم، على خلفيات مطلية بألوان متنافرة. وتعرض صفحات المخطوطات الثلاثة غير التامة خاصيات نصادفها أيضاً في مخطوط مكتمل من «الكنوز الخمسة» لنظامي، محفوظ في مكتبة أكاديمية لينشيه في روما.
كليلة ودمنة
![]() |
|
![]() |
وقد أولى عدد من المخابر الفنية التابعة إلى مختلف السلطنات كتاب «لاور شاندا» (قصة شاندا) عناية خاصة، وهو كتاب من تأليف مولانا داوود بين (1377 و1378). بَلَغْتنا منه قرابة خمس نسخ مصوَّرة تتضمن ثماني وستين منمنمة واردة من بوبال، تم اقتناؤها سنة 1957 من قبل متحف أمير بلاد الغال في بومباي، في حين يقبع مخطوط شبه مكتمل في مكتبة جون ريلاند في مانشستر.
![]() |
|
![]() |