الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عبدالفتاح السيسي.. جنرال عنيد انتزع شعبية جارفة

عبدالفتاح السيسي.. جنرال عنيد انتزع شعبية جارفة
28 يناير 2014 11:26
القاهرة (أ ف ب) - في بضعة أشهر فقط نجح وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي، الذي يقترب من قصر الرئاسة، وتمت ترقيته أمس إلى أعلى رتبة في الجيش، في كسب شعبية واسعة لا ينازعه فيها أي سياسي آخر منذ ثورة عام 2011، التي أطاحت حسني مبارك. وأعلنت الرئاسة المصرية أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي قائد الجيش ورجل مصر القوي رقي أمس إلى مشير، أعلى رتبة في الجيش المصري. وقال مسؤولون حكوميون إن هذه الترقية هي «تكريم للسيسي قبل استقالته»، فيما أكد مسؤول كبير لوكالة فرانس برس أن ترقية السيسي إلى رتبة مشير تعني في الواقع «تحية وداع من الجيش لقائده». وخلف هدوئه الدائم الذي رأى فيه المصريون دليلاً على الثقة بالنفس، تختبئ شخصية ضابط عنيد خاض من دون أن يهتز مواجهة دامية مع جماعة الإخوان، الحركة السياسية التي ظلت لعقود طويلة الأكثر تنظيماً في البلاد. وقد عزل الرئيس المنتمي إليها محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013، مؤكداً أنه لبى بذلك «إرادة الشعب» بعد نزول ملايين المصريين إلى الشوارع يطالبونه بالتدخل لإنهاء حكم الإخوان. في الواقع كان قراره إطاحة الرئيس الإسلامي السبب الرئيسي في شعبيته إذ رأى فيه المصريون دليلاً على الشجاعة والإقدام بعد عامين ونصف العام من الاضطرابات. وخلافاً للزعامات التقليدية، لم يكتسب السيسي هذه الشعبية معتمداً على الخطب الرنانة أو اللهجة الحماسية، وإنما هو على العكس يتحدث دوماً بصوت خفيض وبنبرة هادئة ويفضل اللهجة العامية البسيطة على العربية الفصحى. وفي أحاديثه الموجهة للمصريين يفضل السيسي مخاطبة عواطفهم، ولا يمل من تكرار أن الجيش المصري «ينفذ ما يأمر به الشعب». ورغم أن الرجل أمضى معظم سنين عمره الـ59 داخل ثكنات الجيش المصري فإنه لم يكن في السنوات الأخيرة خصوصاً بعيداً تماماً عن السياسة. فعندما كان رئيساً للاستخبارات العسكرية في عهد مبارك، وضع السيسي ما بات يعرف الآن بـ»خطة استراتيجية» لتحرك محتمل لمواجهة «توريث الحكم» تحسباً لترشح جمال مبارك للرئاسة، بحسب ما قال لوكالة فرانس برس عسكري مقرب منه طلب عدم الكشف عن هويته. وبعد قيام ثورةيناير التي أطاحت مبارك وقطعت الطريق على فكرة التوريث، كان السيسي مسؤولاً عن الحوار مع القوى السياسية، بما في ذلك جماعة الإخوان، فتعرف على كل القيادات السياسية الموجودة على الساحة. والسيسي حذر ويحسب حساباته بدقة. فقبل عزل مرسي بأكثر من أسبوع، وتحديداً في السادس والعشرين من يوليو 2012 استيقظ الرئيس السابق، ومعه قادة جماعة الإخوان «ليكتشفوا أن الجيش انتشر منذ الفجر على كل النقاط الاستراتيجية في القاهرة وعند مداخلها وفرض سيطرته على الأرض» بحسب شخصية عسكرية مقربة من قائد الجيش. أما السبب، بحسب الشخصية نفسها، فهو أنه كانت لدى القوات المسلحة «معلومات عن تحرك سيقوم به الإخوان يتضمن اعتقالات لأكثر من ثلاثين شخصية سياسية وإعلامية فكان لابد من الاستباق، وتحرك الجيش من دون علم أو إذن رئيس الجمهورية». ويعرف الجنرال كيف يكسب حب المصريين. وهو لم يتحدث إليهم عندما احتشدوا بالملايين في الميادين في الثلاثين من يونيو للمطالبة برحيل مرسي، لكنه خاطبهم بشكل غير مباشر عبر مروحيات عسكرية حلقت فوقهم في سماء القاهرة ملوحة بإعلام عملاقة لمصر وراسمة قلوباً في السماء. عندما عين السيسي وزيراً للدفاع منتصف 2012 سرت تكهنات إنه «إسلامي الهوى»، لم تتبدد إلا بعد عزل مرسي والحملة الأمنية التي استهدفت الإخوان، وسقط فيها منذ قرابة ستة أشهر أكثر من ألف قتيل واعتقل آلاف آخرون. يقول المقربون من السيسي إنه لم يكن في أي وقت يميل إلى الإسلاميين لكنه مسلم متدين يحرص مثل كثير من المصريين على إداء صلاة الفجر قبل إن يبدأ عمله في الصباح الباكر، كما أن زوجته مثل الغالبية العظمي من المصريات ترتدي الحجاب. تخرج السيسي في الكلية الحربية المصرية في العام 1977، ودرس بعد ذلك في كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992 وفي كلية الحرب العليا الأميركية في العام 2006.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©