إعداد - محمد عبدالرحيم:
يبدو أن ارتفاع أسعار المواد الخام لمستويات غير مسبوقة بالاضافة الى تراجع الطلب الأميركي سيجعل من 2007 عاماً يحفل بالتحديات للشركات المنتجة للمشروبات الغازية مثل بيبسي كولا وكوكا كولا بالاضافة الى شركات التعبئة في الزجاجات، بل ان ثلاثة من أهم المواد الخام في الصناعة (الألمنيوم والبرتقال وعصير الذرة) الذي ينطوي على درجة عالية من الفركتوز ''سكر الفواكه'' شهدت زيادة حادة في الأسعار في هذا العام دون وجود مؤشرات على التراجع في المستقبل المنظور، كما ان عصير الفركتوز ظل يستخدم كبديل للسكر في معظم المشروبات الخفيفة·
وحذر بيل بيكوريلي المحلل في مورجان ستانلي في تقرير نشرته صحيفة الفاينانشيال تايمز من ان عام 2007 بدأ يتشكل بحيث يصبح الأصعب من نوعه منذ سنوات طويلة بالنسبة لصناعة المشروبات الخفيفة الأميركية بدعم من التضخم في أسعار المواد الخام والزيادة في الأسعار التي من المرجح ان تؤدي بدورها للتأثير على حجم النمو المتوقع، وتنبأت جودي هونج المحللة في جولدمان ساشز ان أسعار المواد الخام سوف تكلف الصناعة مبلغاً اضافياً بمقدار مليار دولار في العام المقبل وبشكل يعمق ويفاقم المشكلات في قطاع يعاني اصلاً من التراجع في مبيعات المشروبات الخفيفة· ويتوقع بيكوريلي ان ترتفع أسعار عصير حبوب الفركتوز بمعدل يصل الى 25 في المئة أو أكثر من ذلك بعد ارتفاع أسعار الحبوب لأعلى مستوى لها في عشر سنوات· وأحد العوامل التي تقف خلف الزيادة في هذه الأسعار يتمثل في الاستغلال المتنامي للحبوب في انتاج الايثانول· وقد حذرت شركة تايسون العملاقة الأميركية في انتاج وبيع اللحوم في هذا الاسبوع من ان التدافع الأميركي لإنتاج الايثانول كأحد مصادر الطاقة المتجددة تمخض عن تضخم أسعار اللحوم بسبب المحدودية التي باتت تشهدها الإمدادات في أغذية الحيوانات· وذكر بيكوريلو بأن شركة بيبسي كولا على وجه الخصوص عانت من ارتفاع أسعار الحبوب التي تستخدمها المجموعة في سلسلة من الأعمال التجارية الخاصة بالمشروبات والوجبات السريعة·
من جهة أخرى فإن الارتفاع الحاد ايضاً في أسعار عصير البرتقال أصبح يشكل مصدراً آخر للضغوط المالية التي تعصف بالصناعة بعد الحصاد الأسوأ من نوعه لمحصول البرتقال في فلوريدا لفترة تزيد على 15 عاماً، لذا فإن شركة بيبسي كولا أعلنت عن خطط لرفع أسعار منتجاتها من نوع تروبيكانا وعصير دولي بمعدل يتراوح ما بين 4 و8 في المئة ابتداءً من يناير المقبل بسبب النقص في البرتقال وهو الارتفاع الأخير من نوعه في سلسلة متعاقبة من الزيادات في الأسعار· أما شركة كوكا كولا فقد عمدت من جانبها الى رفع أسعار علاماتها التجارية من نوع ''مينيث ميد'' و''سيمبلي اورانج'' بمعدل 9 و11 في المئة على التوالي· ويشار الى ان بساتين الحمضيات في ولاية فلوريدا قد عانت الأمرين مؤخراً من أمراض ضربت المحصول بالاضافة الى الجفاف الذي ساد المنطقة وعدد من الأعاصير المدمرة في السنوات الأخيرة بشكل أدى الى تقليل حجم المحاصيل وشركة بيبسي كولا التي تعتبر علاقتها التجارية تروبيكانا الأكثر استخداماً لبرتقال ولاية فلوريدا اصبحت تخطط لتقليل اعتمادها على هذه الولاية عبر الدخول في أعمال التعهيد وانتاج الفواكه في دول مثل البرازيل ومناطق أخرى· وفي هذه الأثناء فقد شهدت اسعار الالمنيوم بعض التراجع منذ ان وصلت لمستوياتها القياسية المرتفعة في مايو الماضي· وأشار المحللون الى ان ارتفاع التكاليف سوف يوجه لطمة قوية الى الشركات الاميركية المتخصصة في تعبئة الزجاجات مثل كوكا كولا انتربرايز وبيبسي بوتلينج جروب اللتين تركزان على سوق اميركا الشمالية الذي اصبح يعاني من التعثر والتباطؤ· وعلى العكس من ذلك فإن بإمكان شركتي بيبسي كولا وكوكا كولا الاعتماد على الاسواق الناشئة ذات النمو المتسارع الوتيرة من أجل تعويض الضعف الذي يهدد سوق الولايات المتحدة وبشكل يمكنها من تجاوز مشكلة التكاليف العالية·
عدد اليوم
