الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الأبيض» خدمه جدول المباريات ولكنه لم يخدم نفسه

8 سبتمبر 2011 22:49
ما أشبه اليوم بالبارحة، فما حدث في تصفيات مونديال جنوب أفريقيا 2010، يتكرر بكل حذافيره في تصفيات القارة الصفراء لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بالبرازيل عام 2014، وكأننا نهوى “الألم”، ولا نريد أن نسير على خطى “جيل 90” صاحب “نوط الامتياز” بالظهور الوحيد لكرتنا في مونديال إيطاليا. وفي الدور الأخير “الرابع” للتصفيات الماضية، تعرض “الأبيض” لخيبة قوية في أول مباراتين، وكانت البداية أمام كوريا الشمالية، على ملعبنا وبين جماهيرنا يوم 6 سبتمبر 2008، عندما خسر المنتخب بهدفين مقابل هدف، وبعدها بأربعة أيام فقط، تكرر نفس السيناريو على ملعبنا بالخسارة أمام السعودية بنفس النتيجة يوم 10 سبتمبر من نفس العام، وبالطبع كانت محصلة “البداية الكارثية” أن منتخبنا لم يستطع المنافسة على التأهل لمونديال جنوب أفريقيا، حيث جاء في المركز الأخير برصيد نقطة واحدة، عقب نهاية المشوار، بعد كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية والسعودية وإيران. وفي الدور الثالث لتصفيات آسيا لمونديال البرازيل، جاءت البداية “قاتمة”، وتعرض “الأبيض” لضربتين موجعتين، بالخسارة على ملعبه وبين جماهيره أمام الكويت بثلاثة أهداف مقابل هدفين يوم 2 سبتمبر الحالي، ثم السقوط أمام لبنان بثلاثة أهداف مقابل هدف في بيروت يوم 6 سبتمبر “الثلاثاء الماضي”، وبذلك يكون “الأبيض” قد كرر سيناريو الألم في تصفيات المونديال بعد 1126 يوماً، وهي الفارق بين خسارة الجولة الثانية أمام السعودية في التصفيات الماضية، والخسارة أمام لبنان في التصفيات الحالية. وما يدعو إلى الحسرة، أن ترتيب مباريات منافسات الدور الثالث، ضمن المجموعة الثانية، خدمنا إلى درجة كبيرة، ولكن يبدو أننا لا نريد أن نخدم أنفسنا!! بالمقارنة مع باقي منتخبات المجموعة، كوريا الجنوبية والكويت ولبنان، نجد أن منتخبنا كان صاحب الفرصة الذهبية، لإنهاء الجولة الثانية وهو في الصدارة برصيد 6 نقاط كاملة، وهي الأحلام التي راودتنا بالفعل، ولكن “الآية” انقلبت رأساً على عقب، وضاعت النقاط الكاملة، ولم يتوقع أحد أن يخسر “الأبيض” أمام الكويت، مع كل التقدير لـ”الأزرق”، يكفي أن المباراة على ملعبنا في القطارة، وفي حضور جماهير غفيرة، ولكن ما حدث كان بمثابة “طعنة في القلب”، وتمسكنا بالفرصة في مباراة الجولة الثانية أمام لبنان، وبالطبع كانت التوقعات قبل المباراة تشير إلى أفضلية “الأبيض”، خاصة أن منتخب “الأرز” عاد من كوريا الجنوبية مثقلاً بأوجاع خسارة قوامها نصف “درزن” من الأهداف، ومرة أخرى، تأتي الرياح بما لا يشتهي منتخبنا الذي يجد نفسه على حافة الخروج من السباق، لأن تذكرتي المجموعة إلى الدور الرابع أقرب إلى كوريا الجنوبية والكويت، ما لم تحدث معجزة، وذلك بفوز منتخبنا بالمباريات الأربع المتبقية، ومنها مباراتان مع كوريا الجنوبية ذهاباً وإياباً، ومباراة مع الكويت في الكويت، ولقاء لبنان في الإمارات، ومن الممكن أن يتأهل “الأبيض” برصيد أقل من 12 نقطة، بشرط أن تتراجع نتائج كوريا الجنوبية أو الكويت. وبالطبع كانت خسارة منتخبنا أمام لبنان من المفاجآت الكبيرة ضمن الجولة الثانية، بجانب الخسارة التاريخية التي مني بها الأحمر العُماني أمام تايلاند بثلاثية نظيفة، كما كانت الجولة على موعد مواصلة بعض المنتخبات لعروضها القوية، خاصة الثنائي الأردن وأستراليا، وكلاهما حقق العلامة الكاملة، بفوز “الكانجارو” على “الأخضر” و”النشامى” على “التنين”، فيما استمرت خيبة أمل منتخبات السعودية وعُمان وسنغافورة طاجيكستان وإندونيسيا، وشهدت الجولة الثانية نجاح منتخبات العراق ولبنان وكوريا الشمالية وتايلاند والبحرين في توفيق أوضاعها لتعود إلى دائرة المنافسة بكل قوة، ولكن الحقيقة المؤكدة تكمل في الأداء الرائع لمنتخب الأردن، الذي يطمح إلى التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، وهو الأفضل بين “الثماني العربي”، ومن بعده الكويت والبحرين، ومن المرجح جداً أن يواصل المنتخب الأردني مسيرته الناجحة، ليس في الدور الثالث فقط، ولكن في المرحلة الحاسمة أيضاً، ويعد الأزرق الكويتي مرشحاً للمرور إلى الدور الرابع، وفرصة كبيرة للبحرين والعراق وقطر، وفي الوقت نفسه تبدو فرصة الرباعي “الإمارات والسعودية وعُمان ولبنان ضعيفة للغاية، وبالتالي فهي مرشحة للوداع من الدور الثالث. وبالنظر إلى نتائج الجولتين الأولى والثانية، نجد أن منتخبي الأردن وأستراليا حققا العلامة الكاملة من بين 20 منتخباً تقود منافسات الدور الثالث من التصفيات، مما يرشحهما ويضاعف من حظوظهما لبلوغ الدور الأخير من السباق إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وتأتي بعد ذلك منتخبات كل من كوريا الجنوبية والكويت من المجموعة الثانية، وأيضاً اليابان وأوزبكستان من المجموعة الثالثة، وكذلك إيران والبحرين من المجموعة الخامسة ولكل منها 4 نقاط وهي الفرق المرشحة كذلك لمواصلة المشوار، مقابل 3 نقاط فقط لمنتخبات الصين والعراق من المجموعة الأولى ولبنان من المجموعة الثانية، وكوريا الشمالية من المجموعة الثالثة، وتايلاند من المجموعة الرابعة، وأغلب هذه المنتخبات عادت بقوة في الجولة الثانية بعد أن تعرضت لكبوة في ضربة البداية، فيما يعتبر العنابي القطري صاحب النقطتين هو المنتخب الوحيد الذي يتعادل في مباراتين متتاليتين ويعتبر المنافس الوحيد على تذكرتي المجموعة الخامسة لمنتخبي إيران والبحرين. فيما حصلت السعودية وعُمان على نقطة يتيمة نتيجة تعادلهما معاً في مسقط ضمن منافسات الجولة الأولى قبل أن يسقط المنتخبان في دوّامة الخسارة الثقيلة أمام أستراليا وتايلاند على الترتيب، ويملك المنتخبان فرصة كبيرة للحاق بأستراليا من أجل التأهل، نظراً لعدم قوة منتخب تايلاند رغم فوزه الكبير على المنتخب العُماني، ولكن الأمر يشير إلى حقيقة مرة، وهي أن اللحاق بالكانجارو يعني التضحية بفريق من بين الأخضر والأحمر. ويأتي منتخبنا الوطني من بين الفرق التي لم تحصل على أي نقطة إلى الآن بعد الخسارة في جولتين متتاليتين، وهو ما ينطبق على سنغافورة في المجموعة الأولى، وطاجيكستان في المجموعة الثالثة، وإندونيسيا في المجموعة الخامسة. وكانت الجولة الثانية على موعد مع غزارة الأهداف، حيث شهدت المباريات العشر 25 هدفاً بمعدل 2.5 في المباراة الواحدة، وكان الشوط الثاني في المباريات هو الأغزر أهدافاً “16 هدفاً مقابل 9 أهداف في الشوط الأول”، وهو ما يعني أن المنتخبات رفعت شعار الهجوم من أجل بلوغ الفوز أو تعديل النتيجة، وكانت الجولة أيضاً على موعد مع الفوز لأحد الطرفين، ومن المباريات العشر انتهت سبع منها بالفوز منها ثلاثة خارج القواعد من نصيب أستراليا على السعودية، والبحرين على إندونيسيا، والعراق على سنغافورة، أما باقي الانتصارات فكانت على أرض وبين جمهور المنتخب المنتصر، وهي الأردن على الصين، ولبنان على الإمارات، وكوريا الشمالية على طاجيكستان، وتايلاند على عُمان. “النشامى” قادمون ولمزيد من التفاصيل بشأن لعبة الاحتمالات وحظوظ كل منتخب فيما تبقى من جولات على نهاية الدور الثالث من التصفيات، نجد أن منتخب “نشامى” الأردن أصبح قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى الدور الرابع بعد أن تخطى محطتين صعبتين بداية من الفوز على العراق على ملعبه وبين جماهيره في مدينة أربيل بهدفين نظيفين، وبعد ذلك التغلب على “التنين” الصيني بهدفين لهدف في عمَّان، وبذلك يتربع الأردنيون على قمة المجموعة الأولى دون أدنى منافس، وتبقى له مباراة سهلة مع سنغافورة أضعف فرق المجموعة في الجولة المقبلة والحصول على نقاطها كاملة يُعني أن منتخب “النشامى” يضع قدماً على أرض صلبة في الدور الرابع الذي يضم عشرة منتخبات يتم تقسيمها إلى مجموعتين وتبقى فقط القدم الثانية لتأكيد الصعود، ورغم الخسارة أمام الأردن احتفظ منتخب الصين بالمركز الثاني وله ثلاث نقاط من فوزه على سنغافورة في الجولة الأولى، وكانت الظاهرة اللافتة للنظر هي عودة فريق الرافدين بقوة إلى حلبة المنافسة وعوَّض خسارته على ملعبه وبين جماهيره أمام فريق الأردن بفوزٍ ثمين خارج القواعد على فريق سنغافورة ليحتل منتخب العراق المركز الثالث برصيد 3 نقاط أيضاً، فيما أصبح منتخب سنغافورة في حكم “المودِّع” بعد أن نال الخسارة الثانية على التوالي ليصبح أحد الفرق صاحبة رصيد “صفر” من النقاط. كوريا والكويت الأقرب وبالنظر إلى منافسات المجموعة الثانية نجد أن منتخبي كوريا الجنوبية والكويت هما الأقرب للصعود حتى الآن مع فرصة ضئيلة للبنان، وأصعب جداً لمنتخبنا الوطني، ويأتي الفريق الكوري في الصدارة برصيد 4 نقاط، وبفارق الأهداف عن الكويت، وفي الجولة المقبلة يلعب منتخب كوريا الجنوبية على ملعبه مع منتخبنا الوطني، فيما يخرج منتخب الكويت لملاقاة لبنان في بيروت، وتبدو فرصة كوريا والكويت هي الأوفر لحصد النقاط الثلاث، وبالتالي زيادة رصيدهما إلى النقطة السابعة، مما يعزز فرصتهما في الصعود إلى الدور الرابع، وفي المقابل فإن منتخب لبنان عاد إلى المنافسة من جديد، وإن كانت مهمته صعبة بعد أن أودع في رصيده ثلاث نقاط بفوزه على منتخبنا بثلاثية مقابل هدف، فيما يأتي منتخبنا في المركز الرابع والأخير دون رصيد من النقاط، وأصبحت المهمة شاقة للغاية وشبه مستحيلة في الصعود إلى الدور الرابع، رغم أن كرة القدم لا تعرف المستحيل، ولكن ليس أمام “الأبيض” إلا الفوز في المباريات الأربع المتبقية له على أمل تعثر باقي المنافسين. تحولت المنافسة إلى ثلاثية الأطراف بعد الفوز الذي حققه منتخب كوريا الشمالية على طاجيكستان، كما استفاد الفريق من التعادل بين أوزبكستان واليابان في قمة المجموعة الثالثة لتتقارب المسافات، حيث أصبح الفارق بين اليابان وأوزبكستان المتصدرين “4 نقاط”، وكوريا الشمالية الثالث “3 نقاط” نقطة واحدة، وهو مؤشر على ضراوة المنافسة في الجولات المقبلة، وتأكد من جديد أن منتخب طاجيكستان سيكون حصالة المجموعة. خسارتان عربيتان لم يكن أشد المتشائمين يتوقع السقوط المتزامن للمنتخبين العربيين “السعودي والعُماني” في الجولة الثانية لمنافسات المجموعة الرابعة، وبالتالي أصبحت مهمة المنتخبين شاقة للغاية، وإن كانت الجولات القادمة كفيلة بتحسين الموقف وتعديل الأوضاع، ولكن سوف يكون ذلك لمنتخب على حساب الآخر، لأن منتخب أستراليا المتصدر يقف على أعتاب التأهل بعد أن أصبح ثاني فريق في التصفيات يحصد العلامة الكاملة “6 من 6” بعد المنتخب الأردني في المجموعة الأولى، وتدور المنافسة على التأشيرة الثانية بين منتخبات تايلاند صاحب المركز الثاني وله ثلاث نقاط بعد المفاجأة المدوية التي حققها على حساب الأحمر العُماني، وبفوزه عليه بثلاثة أهداف نظيفة وضعته في سباق المنافسة، ويأتي منتخب السعودية الذي سقط على ملعبه وبين جمهوره أمام أستراليا بثلاثية أيضاً في المركز الثالث وله نقطة واحدة بالتساوي مع عُمان التي تراجعت إلى المركز الرابع. وفي المجموعة الخامسة تبدو فرصة الفريق الإيراني، وكذلك البحرين هي الأقرب والأقوى لبلوغ الدور الرابع مع منافسة قوية من قطر، في حين ابتعد منتخب إندونيسيا عن السباق بعد أن تعرَّض للسقوط الثاني على التوالي، ويتساوى منتخبا إيران والبحرين في رصيد 4 نقاط بفارق نقطتين عن قطر الذي يخوض مباراة سهلة أمام إندونيسيا في الجولة الثالثة، بينما يصطدم المتصدران في مباراة نارية ضمن الجولة الثالثة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©