الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عثرات الشراكة الأميركية- اللاتينية

4 يناير 2010 23:24
بول ريشتر واشنطن قبل ثمانية أشهر فقط كان أوباما يطلق على الرئيس البرازيلي "لولا دا سيلفا" وصف "رجلنا"، مشيراً إلى أن بلده قد يتحول إلى شريك بارز للولايات المتحدة في المنطقة، ولكن منذ ذلك الوقت والبرازيل تنتقد المقاربة الأميركية لمعالجة انقلاب هندوراس، كما حذرت أميركا باستمرار من مواصلة خططها الرامية إلى توسيع تواجدها العسكري في كولومبيا. ومن جانبهم انتقد المسؤولون الأميركيون محاولات الرئيس "لولا" المتنامية لإقامة علاقات سياسية واقتصادية مع خصوم أميركا في المنطقة والعالم، والحقيقة أن استمرار الاختلافات مع البرازيل يسلط الضوء على مدى التوتر وأجواء الشك التي تشوب العلاقة بين إدارة أوباما وبين أميركا اللاتينية بصفة عامة. فعلى رغم الشعبية الكبيرة التي مازال يحظى بها أوباما في أميركا الجنوبية كما تؤكد ذلك استطلاعات الرأي، إلا أن علاقة الإدارة مع بعض الحكومات في المنطقة تعرضت لاختبارات كثيرة في العديد من المناسبات من أهمها الانقلاب الذي شهدته هندوراس في 28 يونيو الماضي وأطاح بالرئيس المنتخب "زيلايا"، فضلا عن الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة مع كولومبيا والقاضي بالسماح للبنتاجون باستخدام سبع قواعد عسكرية لمحاربة تجارة المخدرات وحركات التمرد، هذا بالإضافة إلى المشاكل المرتبطة باتفاقات التجارة الحرة المتعثرة والروابط المتنامية بين إيران من جهة وبين البرازيل وفنزويلا وبوليفيا من جهة أخرى. ومن القضايا الأخرى التي تؤجج التوتر في العلاقات الأميركية- اللاتينية مسألة محاربة المخدرات، إذ على رغم التعاون الوثيق بين أميركا والمكسيك في هذا المجال فإن دول أميركا الوسطى والكاريبي ما فتئت تشتكي من المعونات المتواضعة التي تتلقاها من الولايات المتحدة قياساً لما تحتاجه، بالإضافة إلى الدعوات التي تطلقها تلك الدول لحد أميركا من حجم تفشي تجارة المخدرات. يضاف إلى ذلك أن قادة أميركا اللاتينية الذين اعتقدوا بأن الإدارة الحالية ستضع أميركا الجنوبية على رأس أولوياتها الخارجية اكتشفوا أن إدارة أوباما، وعلى غرار الإدارة السابقة، تحصر سياستها الخارجية في العراق وأفغانستان، وهذا ما يعبر عنه "خوان كارلوس هيدالجو" من "معهد كاتو" في واشنطن قائلا: "لقد أطلقت الإدارة الحالية توقعات كبيرة ولكن تبين لاحقاً أن الواقع مختلف تماماً". ومع أنه كان متوقعاً أن تختلف الإدارة الأميركية مع الحكومات اليسارية المتحالفة مع بعضها بعضاً مثل كوبا وفنزويلا وبوليفيا والإكوادور، وهو تحالف يقوده شافيز، إلا أن الخلافات الأميركية انتقلت إلى حكومات تقترب من الوسط كانت قد تفاءلت في البداية بوعود أوباما بالتشاور مع دول المنطقة ورحبت بخطواته مثل سحب القوات الأميركية من العراق وغيرها، ولكنها انزعجت من محاولة الولايات المتحدة التوسط لعودة زيلايا إلى هندوراس، هذا فضلا عن رفض البرازيل والأرجنتين وفنزويلا وباقي الدول، على رغم الضغط الأميركي، الاعتراف بنتيجة انتخابات هندوراس في 30 نوفمبر الماضي والتي جلبت المزارع الثري "بورتفيريو لوبو" إلى الرئاسة، معتبرة أن الاعتراف بالسلطة الجديدة قد يشجع على الانقلابات في أميركا اللاتينية، بشكل عام. ثم تأتي قضية استخدام أميركا للقواعد العسكرية الكولومبية وفق اتفاق وُقع في 31 أكتوبر الماضي ويستمر لعشر سنوات، وهذا مجال آخر تفترق فيه المصالح الأميركية مع المصالح اللاتينية، ويثير قدراً من الاختلاف والتوتر. ومع أن الاتفاقية لا تنص على رفع عدد القوات الأميركية في كولومبيا، أو تكثيف التواجد العسكري على أراضيها، إلا أنها أثارت مخاوف لدى بعض حلفاء أميركا مثل البرازيل وتشيلي من أن التواجد العسكري الأميركي قد يتسرب، في النهاية، خارج الحدود الكولومبية. وفيما يتعلق بكوبا خففت إدارة أوباما من معارضتها دخول ذلك البلد إلى منظمة الدول الأميركية وقطعت خطوات محدودة في اتجاه تطبيع العلاقات مع "هافانا" من خلال رفع القيود المفروضة على الأميركيين من أصل كوبي الراغبين في السفر إلى الجزيرة، ولكن ذلك غير كافٍ بالنسبة لدول أميركا اللاتينية التي تطالب برفع كلي للحصار الاقتصادي الأميركي الذي ترزح تحته كوبا منذ زمن طويل. ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©