الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نافذة على القلب

25 نوفمبر 2006 01:17
ثقافتنا إلى أين؟! حارب الظاهري جرحنا الثقافي لاشك يرسم خاصية الخلل، ويباعدنا عن وهج العطاء، ويبدي كلَّ ما يدل على الشعور بالانحسار الثقافي مقابل التشكل الاقتصادي! فالفتور الثقافي يتنامى، وينحشر وسط التداعيات الحياتية المختلفة، مما يحدو بالإشارة الى مدى أهمية المعالجة والاستنفار نحو تحديد مسارات الخلل! لأن جرحنا الثقافي عميق ودفين! فلا تكفي لغة المجاملات الأمر أصبح مرعباً ومروعاً ومخيفاً! فما كان من اجتماع وزارة الثقافة وتنمية المجتمع الأخير لأمر طموح نحو إثارة الجرح الثقافي! ولكن البحث مابين مسامات الجرح وعلى خاصية الشفقة لا ينتصر على خلل الثقافة البارز والمتنامي، ليحال الجرح برمته على محمل السراب! فما الحوارات المستمرة سوى نقش على حجر الزمن فما تطويه الأيام القليلة تلك من الاجتماعات حتى تبقى ثقافتنا تحت ضغط المجاملات والرؤى الثقافية العابثة فالوزارة أمرها أصبح غير مؤسس لمرحلة قادمة بل عقدها الثقافي محير ومنحاها التجمل مابين فنية وأخرى وعلى حساب الوضع الثقافي الراهن بجروحة النازفة! فما يثير الهموم أكثر بأنهم جاءوا ببعض الأوفياء للثقافة فتكلموا بحرارة وجدية وحددوا معالم الخلل ولكن ما علها تفعل وزارة مقيدة بالروتين! فلا إصدارات دورية لها ولاخطة ثقافية تتفاعل مع الشأن الثقافي وتتعاون مع المؤسسات الثقافية المختلفة كما يحدث تماماً من قبل وزارات العالم المشابهة والتي بلغت من الشفافية في العمل الثقافي مبلغا! إذاً الوزارة تفتقد الكثير من المعايير الثقافية وتنام وتصحو على اجتماع، فكم من اللجان الثقافية التي شكلتها الوزارة ولم تفرز منها شيئاً يذكر! فمن الفعل الحسن أنها قدمت جائزة الإمارات للآداب لكن أين دور الاهتمام بالكتاب والمثقف على نحو داعم لأنشطتهم الثقافية! أن هذا ينصب على كاهل الوزارة كما من واجبها تفعيل دور الثقافة وسط الحالة الإعلامية ونحن نعلم أن صحفنا الصادرة باتت تنأى عن الملاحق الثقافية فالاتجاه نحو الملاحق الاقتصادية والفنية! كما هي وسائل الإعلام المختلفة ليست ذات اهتمام بالجانب الثقافي المحلي ! فالفجوة مماثلة ما بين الإعلام والثقافة وهذا وضع خطير! فهل البيئة الإعلامية لتفخيم دور البرجوازية الاقتصادية على حساب الهم الثقافي وكل ما شأنه ثقافيا كمؤسسات وهيئات ومثقفين الا يدعو الوزارة ذلك للقيام بمهمتها الثقافية الذي من أولويتها التنسيق مع المؤسسات ذات الاعتبار الوطني! فكم من مؤسسة احالت أدباء لها على الهامش واستدعت حارسا عسكريا على الثقافة والكلمة الحرة! فلا الإعلام بمختلف وسائله تناول هذه الحالة التي الجانب الكبير منها إنساني والآخر مهني! إذاً نحن أمام تداعيات وأشكاليات كبيرة فلا يمكن أن تكون للنقاش بعيداً عن الأرضية المشتركة فلا يمكن أن نستمع للحصيلة الفكرية والثقافية مالم تقدم الوزارة بالعمل على أهدافها الحقيقية وأن يكون دورها مختلفا عن سائر الوزارات الأخرى لأنها تتخذ من الحروف المضيئة أنها تنمي المجتمع ثقافياً فكيف يكون الجرح ينزف من مساماتها وهي غير قادرة على فعل شيء يذكر سوى الاجتماعات وفض الجلسات! هل الأجندة الثقافية للعام القادم مدروسة ووفق خطط ورؤى نيرة أما هي مسار آخر لسنوات خالية من الوفاق الثقافي وغير قادرة على الاستيعاب من أجل منتج باهر ورصين! إنها مجرد تساؤلات لا أكثر!!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©