الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: القضايا العصرية أهم ملامح الخطاب الديني

العلماء: القضايا العصرية أهم ملامح الخطاب الديني
22 يناير 2015 23:21
حسام محمد (القاهرة) في ظل الظروف التي تعيشها الأمة الإسلامية حيث تسفك الدماء وتشعل نيران الفتنة تحت غطاء الدين يتجدد الحديث عن تجديد الخطاب الديني على نحو ينتشل الأمة من التشدد والتشتت الذي يكاد يعصف بالعديد من المجتمعات الإسلامية، لم يعد الأمر بحاجة إلى تأكيد ضرورة هذا التجديد، وإنما أصبح ينصب حول كيفيته وآياته. خطأ المتحدثين يقول الدكتور عبد الله النجار عضو هيئة كبار العلماء: لابد من أن نعترف أن الخطاب الديني الموجه للمسلمين تعرض للفشل في الفترة الأخيرة ولذلك أسباب عدة يأتي في مقدمتها أن المتحدثين في معظم الأحيان ليسوا مؤهلين وبعضهم ينتمون إلى أحزاب معينة ويحاولون الترويج لها ومن هنا يقدمون صورة مشوهة عن الإسلام، كما أن بعض الذين يتحدثون عن الإسلام يخالف سلوكهم أقوالهم فيؤدي ذلك إلى تشويه الصورة وفضلاً عن ذلك فإن بعض المسلمين الذين يسيحون في الأرض ويتجولون هنا وهناك يشوهون صورة الإسلام بما يفعلون من سلوكيات نهى عنها الشارع الحكيم وإذا أضفنا ذلك إلى الصورة الموجودة الآن عن الشعوب الإسلامية وما يتخللها من ضعف وتفكك وقلة انتاج وتخلف فإننا نشعر بأن من يرغب في الإسلام تنفره هذه الصور المتعددة عن المسلمين ولهذا فالخطاب الإسلامي في العصر الحديث ضعيف إلى حد كبير ولابد لكي ينهض أن يتولى ذلك المتخصصون من أهل العلم وأن تتطابق أفعالهم وأقوالهم وأن يمثلوا صورة الإسلام من القرآن الكريم والسنة النبوية وليس صورة المذاهب أو الأحزاب التي ينتمون إليها أو يتعصبون لها، كما يجب الرد على الشبهات بالصحيح من السنة والقرآن. ويضيف أن الخطاب الديني المطلوب هو أن يقدم الإسلام الصحيح بعيداً عن الإفراط والتفريط ولابد من الاهتمام بالقضايا الجديدة في حياة الناس في الطب والاقتصاد والاجتماع وغيرها من القضايا التي يريد الناس التعرف على أحكامها الشرعية حتى لا نمنح المتشددين والتكفيريين فرصة خداع الناس وتقديم تفسير مغلوط لرأي الدين في تلك القضايا فيجب على علماء الدين البيان المبني على صحيح الفهم لمصادر التشريع الإسلامي من القرآن والسنة الثابتة وغيرهما من مصادر التشريع، وكل ذلك يحوطه التيسير الذي لا يبعد عن قواعد الدين ومقاصده وأصوله ولابد في هذا الإطار من العمل على وضع آليات التجديد في علوم الفقه والاجتهاد على أن يقوم بذلك علماءالمجامع الفقهية ومن هم مؤهلون بالاجتهاد لأن الفقه بطبيعته يشتمل على مبادئ وخصائص تجعله مرناً يلبي حاجات الناس المنطقية والمقبولة كزرع الأعضاء والقضايا الخاصة بالمعاملات ولابد ألا نترك تطوير الخطاب الديني والاجتهاد للفوضى أو لغير المتخصصين فهذا الأمر يؤدي لاضطراب الأحكام ومزيد من البلبلة بين الناس والتجديد مكفول ولكنه في المتغيرات وليس في الثوابت ومطلوب من العلماء والمجامع الفقهية وليس من عوام الناس. المعنى الحقيقي ويقول الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري الأسبق إن مصطلح تجديد الخطاب الديني تم تداوله بشكل مكثف الأمر الذي أفقده معناه الحقيقي وهو تقديم الخطاب الذي يعبر تعبيراً صادقاً وصحيحاً عن الإسلام كما دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وحرص أصحابه والتابعون على اتباع خطاه وهو ما أدى بالتالي إلى انتشار الإسلام ودخول أمم بأكملها فيه لوسطيته واعتداله أما عندما بدأ الجهلاء يتحدثون في أمر الدين ويروجون لأمور ليست فيه من شيء كتكفير الناس واستحلال دمائهم وغيرها من الأفكار والأراء الضالة فقد أدى ذلك إلى التشويه الذي تعرض له الإسلام وانتشار تلك الجماعات التي لا تؤمن إلا بسفك الدماء. الآراء الشاذة ويوضح أن من أهم الأمور التى يجب مراعاتها ونحن نضع ملامح خطاب ديني عصري هو احترام الثوابت وضرورة أن يبتعد الدعاة عن نشر الآراء الشاذة التي نقلتها كتب التراث في بعض الأحيان والمتسمة بالغلو في فهم النصوص والبعد عن مقاصد الشريعة وهي على قلتها يولع البعض بالتقاطها ويجعلونها هي الأساس في بيان الأحكام مع أنها أبعد ما تكون عن هذا الطريق شرعاً وعقلاً وفي رأيي فإن مناقشة تلك الآراء لابد أن تتوقف خاصة أنهاتناقش أموراً لا يحتاجها المسلم وهو يمارس شعائر دينه الحنيف وعلى الدعاة أيضاً ضرورة مخاطبة الناس على قدر عقولهم وأن يكون ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ويجب أن يكون الخطاب الديني موافقًا للغة وثقافة الذين يتوجه إليهم على ألا يتعدى على الثوابت أي أن التجديد في الخطاب الديني ليس معناه ترك ثوابت الإسلام والاعتداء على الأصول الشرعية المعتبرة عند العلماء ولكنه يعني إعادة طرح هذه الأصول بشكل يصل إلى عامة الناس ويتسلل إلى قلوبهم. ويشير الى أن مشكلة الأمة اليوم تكمن في تصدي بعض غير المتخصصين للخطابة والإفتاء للناس وهؤلاء للأسف الشديد لا يعلمون المقاصد الشرعية ولا الناسخ والمنسوخ ولا أسباب النزول وكذا المطلق أو المقيد ولا حتى الجمع بين الأدلة وهم مشكلة كبيرة للغاية على الفكر الإسلامي فهم يقدسون القديم فقط لأنه قديم وتربوا على ذلك ولا يريدون إعمال عقولهم وسيطرت الطاعة الفكرية عندهم على الطاعة الشرعية ولهذا لابد من مواجهة هؤلاء وتوضيح خطأ أفكارهم ومواجهتهم بالحجة الشرعية حتى يندحر. تجديد السلوك ويؤكد الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أن المجتمعات الإسلامية تحتاج إلى التجديد في كافة نواحي الحياة ومنها تجديد الفكر والفقه والعلم والسلوك فلابد من التسليم بأن التخلفوالفرقة هي أوضح السمات الآن وأن التجديد يجب أن يشمل الاجتهاد في الفقه الإسلامي وإحياء التجديد في الفكر الإسلامي من شأنه أن يحقق العديد من المزايا للمسلمين ولغير المسلمين‏، ‏ حيث يجعل المسلم يعيش العصر ويصل الماضي بالحاضر والحاضر بالمستقبل‏ ويؤدي إلى عودة الإسلام ناصعاً نقياً متخلصاً مما ران عليه من ترهات‏، ‏‏وإذا كنا بالفعل نريد خطاباً دينياً يعيد للإسلام صورته المشرقة فلابد من تأهيل الدعاة وأنهم أداة توصيل ذلك الخطاب ثم يأتي دور وضع ملامح الخطاب الجديد الذي لابد أن يناقش الرؤية الإسلامية الصحيحة للمفاهيم التي يعتمد عليها التكفيريون ويستخدمون مصطلحات مثل الخلافة والجهاد وإحياء السنن وغيرها لخداع الشباب، ونظراً لأن الخطاب الديني الذي كنا نقدمه تجاهل تلك المفاهيم والمصطلحات فقد انخدع الشباب بالتفسير المغلوط الذي قدمته تلك الجماعات التكفيرية لهذا فعلى المؤسسات الدينية تخصيص جزء من خطابها الديني لتقديم المعاني والتفسيرات الصحيحة للمفاهيم الإسلامية المختلفة. ويضيف: أيضاً من أهم أسس تجديد الخطاب الديني ضرورة الحرص على تقديم الفهم الصحيح للقرآن الكريم والمقصود من آياته البينات ومن شأن التجديد إحياء دور العقل في حياة المسلمين وتحليل الأحداث وربط الأسباب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©