الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عهدية أحمد: علينا عدم استعجال التغيير

25 نوفمبر 2006 01:13
المنامة - أكرم ألفي: وسط حشد الصحفيين العرب والأجانب الذين يغطون الانتخابات البحرينية، تجد دائما في بؤرة الدائرة شابة في الثلاثينيات من عمرها ذات وجه خليجي لا تخطئه العين وطراز غربي في الملابس، تتحرك كثيراً تبتسم أكثر، تعرف أنه مطلوب منها أن تتعاطى مع كافة هواجس الصحفيين وأسئلتهم التي لا تنتهي، إنها عهدية أحمد المتحدثة الرسمية باسم اللجنة التنفيذية للانتخابات البحرينية· في بداية حوارها لـ''الاتحاد''، أكدت عهديه أحمد أن الإعلام يلعب دوراً بالغ الأهمية في نقل صورة الانتخابات البحرينية، وشددت على أن الصحف البحرينية باللغتين العربية والإنجليزية التزمت إلى حد كبير بالحيادية في تغطية الانتخابات حتى الآن، مع اختلاف التوجهات وأساليب الصحف في نقل رسالة الانتخابات· وبثقة واضحة ـ يحسدها عليها الكثير من الذكور ـ تشير مهدية إلى أن الانتخابات البحرينية الثانية بعد الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني تحمل عدداً من الرسائل، فهي لم تحظ فقط باستمرار المشاركين السابقين بل شارك فيها المقاطعون للانتخابات الأولى (2002) ليكتمل ما أسمته العرس الديمقراطي البحريني· وبالنسبة لدور الإعلام، أشارت المتحدثة ـ ونبرة صوتها تشبه المتحدثات المتمرسات في الدول الغربية حتى تعتقد انك تجلس مع متحدثة باسم البيت الأبيض ـ إلى أن الإعلام ركز في البداية على المشاركة برفع شعار ''البحرين أمانة''، وقالت إن الهدف من الشعار هو تحريك المواطن البحريني بالتأكيد على أن بلده أمانة، ومشاركته الأمانة تدعوه ليلعب دوره في تشكيل المجلس النيابي· أما المرحلة الثانية فركزت على دعوة البحرينيين إلى التصويت لمن يستحق أصواتهم، ولفتت انتباهي إلى أن العديد من المرشحين اتخذوا من هذا شعاراً لحملتهم الانتخابية، أو استخدموها في دعايتهم، وعلقوها على لافتاتهم الشعار· تجربة وليدة وأوضحت عهديه أحمد إلى أن أحد رسائل الإعلام هي التأكيد على أن فترة الإصلاح أكملت عامها السابع فقط منذ تولى الأمور الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأن خلال هذه السنوات تغيرت بالإيجاب الكثير من نواحي الحياة في البلاد اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، ويجب على الجميع ألا يستعجل التغيير· واتفقت المتحدثة معي على أن للبحرين تراثا سياسيا طويلا ومستمرا يجعل البحرينيين يطالبون بالمزيد، ولكنها أشارت إلى أن التجربة النيابية (الثانية بعد حل مجلس 1974) مازالت وليدة، وعلينا أن نسير وفق منج الخطوة خطوة· وأكدت أن تجربة المجلس التشريعي (2002 ـ 2006) كانت ناجحة بكافة المقاييس، وقالت أنه يجب منح المجلس النيابي الجديد فرصة كما تعطي للزهرة فرصة للتفتح· وبالنسبة لموقف اللجنة من الهجوم العنيف من بعض الجهات على بعض المرشحات في الانتخابات بصفتهم نساء، شددت على اللجنة محايدة ولا تقف مع مرشح بصفته رجلا أو امرأة، وأن قضايا الانتهاكات التي يقوم بها البعض ضد المرشحات لها قنوات قانونية واضحة للحيلولة دونها وليس هذا من دور اللجنة· بعد هذه الإجابة الدبلوماسية امتنعت عن السؤال الخاص باتهام البعض إلى اللجنة بالانحياز إلى المرشحين القريبين من الحكومة، فقد عرفت مقدماً أن الإجابة ستكون نفسها· وجه في ا لحدث ولان الحوار كان لابد أن ينتهي لأن الكثيرين كانوا ينتظرون تصريحاً أو معلومة من دينامو الانتخابات الإعلامي، سألتها عن سبب اختيارها لهذا المنصب الحساس والدقيق، وبعد إجابات دبلوماسية مثل اعتبارها المنصب تكليفا، وانه تم اختيارها بناء على المتطلبات والمواصفات الوظيفية من إجادة اللغة والخبرة الإعلامية والتعامل مع الإعلاميين، انتهت بالقول إنها تدرك قيامها بوظيفة هي الأولى التي تقوم بها امرأة خليجية، وأنها جزء من رسالة البحرين بإعطاء المرأة كافة الفرص· وبعدها تذكرت قول زميل صحفي إن عهديه وجه جميل يخفي أشياء اخرى، وأنها ملأت مكانها بطريقة جعلت البعض يفكر مرتين قبل أن يوجه إليها نقداً لكونها امرأة· ولكن ماذا بعد الانتخابات، فعهدية الصحفية ومعدة البرامج التلفزيونية لأكثر من 14 عاماً والحاصلة على ماجستير من احدى جامعات بريطانيا تعتقد أنها سترجع لدورها الإعلامي وكذلك دورها التطوعي في جمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان، ومواصلة المعركة من أجل تعديل قانون الأحول الشخصية· هنا ابتسمت فأنا لا اعتقد أن الحكومة البحرينية ستتخلى عن عهديه بسهولة وقد نراها غداً في منصب جديد يضعها ضمن العشرات من النساء اللاتي صعدن في السنوات الأخيرة أرض اللؤلؤ · ولكن بالتأكيد فإن أجمل هدية لعهديه بعد الانتخابات هي الجلوس مع ولديها علي وأحمد اللذين لا تراهما تقريباً منذ أسابيع بسبب مشغولياتها ومتطلبات الوظيفة الصعبة· انتهى الحوار ولم تختف بعد الابتسامة من على وجه المتحدثة البحرينية لتنتقل إلى حوار آخر ومقابلات لا تنتهي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©