الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأنفال قضية دنيوية والأساس هو الجهاد والنصر

الأنفال قضية دنيوية والأساس هو الجهاد والنصر
8 سبتمبر 2011 22:37
قال الله تعالى: «يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين» الأنفال 1 سميت بذلك لأنها تعني في اللغة الغنائم وكان المسلمون بعد انتصارهم في غزوة بدر قد اختلفوا كيف توزع الغنائم عليهم والله تعالى أراد ان ينبههم إلى أن الغنائم من الدنيا والاختلاف عليها خلاف دنيوي والله يريد أن يرسخ في قلوب المسلمين قوانين النصر بعيدا عن الدنيا والأنفال قضية فرعية أمام القضية المهمة فهي تقوى الله ولذلك ابتدأت السورة بالسؤال عن الأنفال. ويقول الدكتور شعبان محمد اسماعيل -أستاذ أصول الفقه بجامعة أم القرى بمكة المكرمة: الأنفال الغنائم التي يمنحها الله للأمة الإسلامية من أموال المشركين ونزلت الآيات الأول من سورة الأنفال في قصة غزوة بدر أول غنيمة كبيرة غنمها المسلمون من المشركين فحصل بين بعض المسلمين فيها نزاع فسألوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عنها فأنزل الله «يسألونك عن الأنفال» كيف وعلى من تقسم وأجاب الله على لسان نبيه أن الأنفال لله ورسوله ولا اعتراض لهم على حكم الله ورسوله بل يجب أن يرضوا بحكمهما ويسلموا الأمر لله ويمتثلوا أوامره ويجتنبوا نواهيه . ثم خاطبهم الله بأن يصلحوا ما بينهم من التشاحن والتقاطع بالتواد والتحاب حتى يجتمعوا على كلمة سواء ويزول ما يحصل بسبب التقاطع من التخاصم والتنازع. ويدخل في إصلاح ذات البين تحسين الخلق لهم والعفو عن المسيئين منهم وبذلك يزول كثير مما في القلوب من البغضاء قال تعالى: «وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين» فالإيمان يدعوا الى طاعة الله ورسوله ومن نقصت طاعته لله ورسوله فهو ضعيف الإيمان. الغنائم وأوضح أن السورة تحدثت عن الغنائم في قوله تعالى: «واعلموا أنما غنمتم من شىء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شىء قدير» سورة الأنفال آية 41 وجاء في تفسير الآية أن الله سبحانه وتعالى قسم الغنائم التي أخذت من مال المشركين لله الخمس والباقي للمسلمين كما قسمه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على خمسة أسهم الأول لله ولرسوله ويصرف في مصالح المسلمين العامة والله ورسوله غنيان عنه فإذا لم يعين الله له مصرفا دل على أنه للمصالح العامة . والسهم الثاني لذي القربى وهم قرابة النبي – صلى الله عليه وسلم – من بني هاشم وبني عبد المطلب وأضافه الله إلى القرابة دليلا على أن الغنائم يأخذ منها الغني والفقير والذكر والأنثى. والثالث لليتامى رحمة من الله بهم لعجزهم عن القيام بمصالحهم. والرابع للمساكين المحتاجين من الفقراء صغار أو كبار ذكور وإناث. والخامس لابن السبيل الغريب المنقطع عن بلده. وجعل الله تعالى أداء الخمس شرطا للإيمان فقال: «إن كنتم أمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان» أي إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وما أنزل على رسوله تأكيد لنعمة الله وإحسانه إلى خلقه بما يفرق به بين الحق والباطل في غزوة بدر. ملامح النصر وقال الدكتور شعبان محمد إسماعيل : تأتي قصة الغنائم بعد إنتهاء غزوة بدر وظهور ملامح النصر الباهر للمسلمين عندما بدأ المشركون الفرار وإلقاء الغنائم خلفهم فقسم المسلمون أنفسهم ثلاثة أقسام: الأول يحمي رسول الله خوفا عليه من محاولة اغتياله والآخر يتبع الفارين من المشركين والثالث بدأ تجميع الغنائم الموجودة على أرض المعركة وبعد انتهاء المعركة اختلف الناس في توزيع الغنائم وكان حكم الله لم ينزل في أمرها فقال الذين جمعوها: نحن جمعناها وليس لأحد فيها نصيب وقال الذين خرجوا خلف العدو: لستم أحق بها منا نحن أبعدنا عنها العدو وقال الذين أحاطوا رسول الله: خفنا أن يصيب العدو منه غرة فاشتغلنا به. فحدث الشقاق والخلاف بين المؤمنين فنزل قوله تعالى: «يسألونك عن الأنفال» يستنكر ربنا على المسلمين الذين حققوا هذا الانتصار الباهر في غزوة بدر أن يهتموا بأمر الدنيا للدرجة التي ينشأ فيها الخلاف بينهم. وذكر أن القرآن استعمل كلمة الغنائم في مواضع ومعان كثيرة ومنها: «المغنم» الذي يفوز به الإنسان وإن لم يكن بالقتال بل بطريق العمل الدنيوي أو الأخروي إذ يقول الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة» النساء 94، والمراد بالغنائم هنا أجر الآخرة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©