الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

جميع الرسل رجال بشر .. يوحى إليهم

22 يناير 2015 23:05
أحمد محمد (القاهرة ) أنكر مشركو مكة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وقالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا، فهلا بعث إلينا ملكا، فأنزل الله تعالى: «وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون* وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين»، «سورة النحل الآيتان 7و8». يقول العلامة ابن كثير، يرد تعالى على من أنكر بعثة الرسل من البشر «وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحى إليهم» أي جميع الرسل الذين تقدموا كانوا رجالا من البشر، لم يكن فيهم أحد من الملائكة، كما قال في الآية الأخرى «وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى»، «سورة يوسف الآية 109»، وقال تعالى: «قل ما كنت بدعا من الرسل»، «سورة الأحقاف الآية 9»، وذكر تعالى حكاية عمن تقدم من الأمم أنهم أنكروا ذلك فقالوا «أبشر يهدوننا»، «سورة التغابن الآية: 6» ولهذا قال تعالى «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، اسألوا أهل العلم من الأمم كاليهود والنصارى وسائر الطوائف، هل كان الرسل الذين أتوهم بشرا أو ملائكة؟ إنما كانوا بشرا، وذلك من تمام نعم الله على خلقه، إذ بعث فيهم رسلا منهم يتمكنون من تناول البلاغ منهم والأخذ عنهم. وقال محمد الطاهر ابن عاشور في «التحرير والتنوير»، وقوله «إلا رجالا» يقتضي أن ليس في النساء رسلا وهذا مجمع عليه، ثم عرض بجهلهم وفضح خطأهم، فأمرهم أن يسألوا أهل الذكر، أي العلم بالكتب والشرائع السالفة من الأحبار والرهبان. وقال الإمام الشوكاني، أجاب سبحانه عن قولهم «هل هذا إلا بشر مثلكم» بقوله «وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم» أي لم نرسل قبلك إلى الأمم السابقة إلا رجالا من البشر، ولم نرسل إليهم ملائكة كما قال سبحانه «قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا»، «سورة الإسراء الآية: 95»، ثم أمرهم الله بأن يسألوا أهل الذكر إن كانوا يجهلون هذا، وأهل الذكر هم أهل الكتابين اليهود والنصارى. أسوة لسائر الناس ثم لما فرغ سبحانه من الجواب عن شبهتهم أكد كون الرسل من جنس البشر وأنهم أسوة لسائر أفراد بني آدم في حكم الطبيعة يأكلون كما يأكلون ويشربون، وما كانوا خالدين بل يموتون كما يموت غيرهم من البشر، وقد كانوا يعتقدون أن الرسل لا يموتون، فأجاب الله عليهم بهذا. وأشار أثير الدين الأندلسي في «التفسير الكبير المسمى البحر المحيط»، ولما تقدم من قولهم «هل هذا إلا بشر مثلكم» وأن الرسول لا يكون إلا من عند الله من جنس البشر قال تعالى راداً عليهم «وما أرسلنا قبلك إلا رجالا» أي بشرا ولم يكونوا ملائكة كما اعتقدوا، ثم أحالهم على أهل الذكر فإنهم وإن كانوا مشايعين للكفار ساعين في إخماد نور الله لا يقدرون على إنكار إرسال البشر، حيث إن قريشا لم يكن لها كتاب سابق ولا أثارة من علم. ليسوا ملائكة قال الحسين بن مسعود البغوي في تفسيره، قوله عز وجل «وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم» هذا جواب لقولهم «هل هذا إلا بشر مثلكم»، يعني إنا لم نرسل الملائكة إلى الأولين إنما أرسلنا رجالا نوحي إليهم، فاسألوا أهل التوراة والإنجيل، علماء أهل الكتاب، فإنهم لا ينكرون أن الرسل كانوا بشرا، وإن أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وأمر المشركين بمساءلتهم لأنهم إلى تصديق من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم أقرب منهم إلى تصديق من آمن به.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©