عواصم (وكالات) - سقط 41 قتيلاً بنيران القوات النظامية في سوريا أمس، في حين استمر القصف بالأسلحة الثقيلة وسلاح الطيران على العديد من المناطق في ريف دمشق ودرعا وإدلب وحمص التي هزها صاروخ طراز أرض- أرض سقط في حي القرابيص بالمدينة القديمة. من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن «مجموعة إرهابية مسلحة» استهدفت في عملية تخريبية فجر أمس خط غاز الجبسة في منطقة السفيرة التي تبعد 25 كم شمال مدينة دير الزور، مشيرة إلى أن الهجوم أدى إلى «تفجير الخط واندلاع النيران فيه». في حين أكد المرصد السوري الحقوقي أن القوات النظامية استعادت السيطرة أمس، على مدينة أريحا الاستراتيجية في محافظة إدلب، بعد قصف واشتباكات عنيفة مع المقاتلين المعارضين الذين سيطروا على المدينة في 24 أغسطس الماضي.
وقالت الهيئة العامة للثورة والتنسيقيات المحلية إن سلاح الطيران استهدف مدينة جيرود بمنطقة القلمون في ريف دمشق متسبباً بتدمير بناية كاملة تتألف من 6 طبقات، موقعاً 4 قتلى في الحال و12 جريحاً إضافة إلى 4 مفقودين. وشهدت منطقة الزبداني بالريف العاصمي اشتباكات عنيفة بين عناصر الجيش الحر وقوات النظام وذلك إثر هجوم شنه مقاتلو المعارضة على حواجز أمنية على أطراف المدينة، أعقبه شن غارتين للطيران الحربي على المدينة، وسط استمرار القصف المدفعي العنيف. وحصدت غارة جوية أخرى 4 قتلى وعددا من الجرحى في مدينة الرحيبة بريف دمشق، تزامناً مع قصف مدفعي شرس واشتباكات في معضمية الشام. كما قصفت القوات النظامية بلدة ببيلا، وأطلقت حملة دهم واعتقالات في الصالحية، مع انتشار أمني كثيف عند مداخل مسجد الأكرم في حي المزة وإغلاق الحارة ومنع دخول أو خروج السيارات فيها.
بالتوازي، قالت وكالة الأنباء السورية إن «مجموعة إرهابية مسلحة» استهدفوا في عملية تخريبية فجر أمس، خط غاز الجبسة بمنطقة السفيرة شمال مدينة دير الزور مشيرة الى تفجير الخط واندلاع النيران فيه. ويستخدم نظام الأسد والإعلام الرسمي عبارة «المجموعات الإرهابية المسلحة» للإشارة إلى المجموعات المقاتلة ضد القوات النظامية. ونقلت الوكالة عن مصدر في وزارة النفط قوله إن «العمل التخريبي» ادى إلى توقف معمل غاز الجبسة «الذي ينتج يومياً نحو 1,5 مليون متر مكعب من الغاز النظيف». وأوضحت الوكالة أن هذا المعمل يغذي محطات توليد الكهرباء في بعض مناطق شرق البلاد، مما سيؤدي إلى نقص في كميات الغاز المستخدمة كوقود وبالتالي انخفاض في انتاج الطاقة الكهربائية.
كما كشفت الوكالة الحكومية أمس، أن حريقاً شب مساء الأحد الماضي، في بئر نفطية بمنطقة الرميلان بمحافظة الحسكة «نتيجة قيام (المجموعات الإرهابية المسلحة) بتكرار الاعتداء على البئر بهدف سرقة النفط»، مشيرة إلى أن انتاجها يقارب 3 آلاف برميل يومياً. وتقع غالبية الحقول النفطية في البلاد، والمتمركزة في الشمال والشرق، تحت سيطرة مقاتلي المعارضة أو المقاتلين الأكراد.
وفي تطور متصل، أعلن المرصد الحقوقي في بريد الكتروني أن القوات النظامية مدعمة بقوات من جيش الدفاع الوطني الموالية لها، استعادت السيطرة على أريحا بريف إدلب بعد 10 أيام من القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة منذ أن سيطرت عليها كتائب «أحرار الشام» و«صقور الشام» و«جبهة النصرة» المرتبطة بـ«القاعدة» وكتائب مقاتلة عدة في 24 أغسطس الماضي».
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المدينة «استراتيجية لوقوعها على الطريق الدولية بين حلب (شمال) واللاذقية (غرب)» مما يفتح خط الامدادات بين هذا المعقل الساحلي والجيوب التي يسيطر عليها الجيش النظامي في منطقة تسيطر المعارضة على أغلبها. وأشار إلى أن المدينة «تعرضت خلال الأسبوع الماضي لقصف متواصل من الطيران الحربي والمدفعية، إضافة إلى اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني». لكن نشطاء آخرين قالوا إن المعركة لم تنته بعد وإن المعارضين مازالوا يقاتلون النظام في أريحا.
وذكر أحمد وهو ناشط مقيم بالمنطقة عبر سكايب «لم يسيطروا عليها بعد. لكنهم سيفعلون. سيطروا على منطقة كبيرة سيواصلون التقدم ببطء إذا استمر الوضع على ما هو عليه». وتابع «كانوا يستخدمون الغارات الجوية وحولوا أغلب أجزاء البلدة إلى أنقاض». ونقل المرصد عن ناشطين أن المدينة «التي نزح عنها معظم سكانها، تشهد حالات سلب ونهب تقوم بها القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني». في غضون ذلك، واصلت القوات النظامية قصفها على جبل الأربعين المجاور لأريحا في محاولة للسيطرة عليه، في حين قصف الطيران المروحي بلدة سرجة المجاورة. ويسيطر النظام السوري على غالبية أحياء مدينة إدلب، في حين يسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة من المحافظة.
عدد اليوم
