يصنع منه الحصير والمهفة والسلال والجيب

ظبية عتيج كل من يقترب منها في مشغل القرية التراثية يجدها تحب التراث وتعمل به، وكعادتها كل يوم تجلس في هذه الغرفة لتبدأ يومها بهمة ونشاط وسط عيون السياح التي تراقبها عن كثب كيف تمرر يدها المخضبة بالحناء والكادحة، لتصوغ تلك الأنفاس المعبقة برائحة الأرض وخضرة النخيل، فتصنع من الخوص أشكالاً مميزة به رونق الماضي العتيق· تقول عن هذه الحرفة التي مازالت تزاولها منذ 21 سنة، إن صناعة الخوص تبقى إحدى الصناعات التقليدية، وتسمى صناعة النخيل أو السعفيات، ولها العديد من الأسماء التي تعرف بها من منطقة لأخرى· وتضيف: يصنع من الخوص الكثير من الأنواع الإنتاجية حسب موقعها في النخلة، فالذي في الوسط تصنع منه السلال والسفرة والميزان، والذي يليه أخضر اللون يستعمل لصناعة الحصير وسلالة الحمالات الكبيرة والمصارف والمكانس، ومن الجريد تصنع الأقفاص والكراسي· أما عن أنواع الخوص فتقول ظبية: النوع الأول هو من بقية أوراق النخيل العادية وهي أكثر خشونة وطولاً ويتم غمرها بالماء لتطريتها حتى يسهل تشكلها، ثم تأتي مرحلة صباغة الخوص الذي يتم فيها تلوين الخوص، ولا يكتفى باللون الأبيض والحليبي، بل يتم صبغ الخوص بالألوان الطبيعية وتتوفر هذه الأصباغ في محلات العطارة· بعد ذلك تبدأ الصباغة في وعاء كبير وتوضع فيه الصبغة المطلوبة، ثم يتم إسقاط الخوص المطلوب تلوينه ويترك لمدة خمس دقائق، ثم يرفع من الماء ويوضع في الظل، وبالنسبة للخوص الأبيض والحليبي فإنه يكتسب اللون نتيجة تعرضه للشمس فيتحول لونه الأخضر إلى الأبيض· وتؤكد ظبية: عند صبغ الخوص لا بد من نقعه في الماء لتليينه، سواء كان خوصاً عادياً أو ملوناً، لأن الصبغة لا تزال بالماء، وبعد تطرية الخوص يسهل تشكيله ويبدأ التصنيع بعمل جديلة طويلة وعريضة متقنة الصنع ومتناسقة الألوان، ويختلف عرض الجديلة حسب نوع الإنتاج، وكلما زاد العرض زاد عدد أوراق الخوص المستعملة، وباتت الصناعة أصعب، فبعد صناعة الجديلة يتم تشكيل الخوص بالاستعانة بإبرة عريضة وطويلة وخيط يكون من الصوف الأسود للتزيين· وتذكر ظبية: بالنسبة لمنتوجات الخوص فهي عديدة وكثيرة، منها الحصير، وهو عبارة عن سجاد يفرش على الأرض وله أحجام مختلفة وأشكال عديدة، ثم السلال وعادة ما تكون أشكالها مستديرة وعميقة بعض الشيء وهي ذات أحجام ومساحات مختلفة وتستخدم في عدة أغراض كنقل التمر أو حفظ الملابس، أيضاً الجيب الذي يستخدم لحفظ الأطعمة حتى لا تقربها الحشرات أو الغبار، وأخيراً المهفة التي تستخدم كمروحة للتهوية وترطيب الجو