الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطلاق النفسي.. "القاتل الصامت" للحياة الزوجية

الطلاق النفسي.. "القاتل الصامت" للحياة الزوجية
24 يناير 2012
تمر الحياة الزوجية بمنحنيات ما بين المشاعر الفياضة والحب والملل أحياناً، لكن تسلل الطلاق العاطفي يمثل "القاتل الصامت"، الذي يفسد جو العلاقة الزوجية لكنه لاينهيها، حيث يصر بعض الأزواج على استمرار العلاقة فقط أمام الآخرين كنوع من الخداع الاجتماعي، في حين تفقد العلاقة أهم آليات التواصل والاستمرار الحقيقي. وتشير حصة سالم، إماراتية، إلى أنه عادة ما يحدث بالحياة الزوجية بعض المشكلات أو بعض الملل، لكن ترك الأمور بين الزوجين حتى تصل إلى مرحلة الطلاق العاطفي كارثة بكل المقاييس لأنه لا شيء أبشع، في وجهة نظرها، من موت الحب. وترى حصة، متزوجة منذ 13 عاماً، أن الطلاق العاطفي يؤدي إلى وقوع الكثير من المشكلات الأسرية قد تكون أثارها أقوى من الانفصال الطبيعي عن طريق الطلاق وبخاصة على الأطفال الذين يعيشون في جو لايسوده حب ومودة بين الوالدين. أما رنيم عماد، لبنانية، فتؤكد أن تراكم المشكلات بين الزوجين على مدار سنوات طويلة يؤدي شيئاً فشيئاً إلى حدوث البرود العاطفي أو الطلاق النفسي، كما يطلق عليه، بالإضافة إلى دخول أحد الطرفين في علاقة أخرى وهو ما يؤدي أيضاً إلى نفس النتيجة، حيث يفقد كل طرف احساسه بوجود الآخر وتصبح الحياة مجرد تحصيل حاصل، مشيرة إلى أنه قد لايقدم الطرفين على الطلاق بسبب الظروف الاجتماعية أو الأسرية التي تستبعد حدوث طلاق. وترى رنيم، متزوجة منذ 7 سنوات، أن هناك حالات كثيرة من الزيجات تسيطر عليها حالة من الطلاق العاطفي لكنها لاتدرك ذلك وتتعامل مع هذا الأمر على أنه طبيعة الحياة وسمة من سمات الزواج خاصة بعد مرور سنوات طويلة على هذا الزواج. وترى مايا محمود، لبنانية، أن الظروف الأقتصادية والأجتماعية المتردية للكثير من الأسر قد أصبحت سبباً رئيسياً في حدوث انفصال عاطفي بين الزوجين، فالكل يلهث، من وجهة نظرها، من أجل توفير المال طمعاً في حياة اجتماعية كريمة، لكن ما يحدث هو تبلد المشاعر وفقدان الاحساس بالحب بين الزوجين سواء حدث ذلك دون أن يشعروا به أو كانوا مدركين لهذه التغيرات. وتضيف مايا، متزوجة منذ 10 سنوات، أن وجود الكثير من الظروف المحيطة يدفع الزوجين في أحيان كثيرة إلى استمرار الحياة على هذا النحو المتبلد دون الانفصال أمام المجتمع. وتقول ليلى اسماعيل، مصرية، إنه بإمكان الزوجين مواجهة حالة الطلاق العاطفي إذا كان حريصين على استمرار علاقتهم في ظل وجود الحب والاحترام، لكن ما يحدث أن بعض الأزواج والزوجات يستسلمون لهذه الحالة لأنهم بالأساس لا يتزوجا عن حب ومن ثم فإنه لاتوجد مشاعر بينهما حتى يفقداها. وتؤكد ليلى، متزوجة منذ 18 عاماً، أنها قد مرت وزوجها بمثل هذه الحالات من البرود العاطفي لكنها لاتستمر سوى لأيام تستعيد بعدها علاقتهما حيويتها مرة أخرى، مشيرة إلى أن المرأة يقع عليها العبء الأكبر في استمرار العاطفة طوال سنوات الزواج واتاحة مساحة دائماً للتجديد في الحياة الزوجية التي قد يصيبها بعض الملل. وتشير د. بهيجة اسماعيل، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر المصرية، إلى أن تراكم الخلافات بين الزوجين لفترات طويلة تحدث حالة أشبه بـ"كرة الثلج" التي تظل تتدحرج وتكبر حتى تصبح جبل من الجليد في حين لايبذل الطرفين مجهوداً من أجل انقاذ علاقتهما، مشيرة إلى أن الكثير من الزيجات تحرص في المقام الأول على الشكل الاجتماعي اللائق أمام الآخرين دون الاهتمام بحقيقة العلاقة، وهو ما يطلق عليه الطلاق العاطفي أو النفسي حيث يعيش الطرفان تحت سقف واحد، لكن دون وجود مشاعر وإنما مجرد الرغبة في استمرار الحياة أمام المجتمع فقط. وتقول إن هناك حالة أخرى من الطلاق العاطفي يعانيها طرف واحد دون أن يدرك الآخر ولايصرح بمشاعره تلك خشية تطور الامور وحدوث طلاق فعلي وهو ما قد لايقوى عليه سواء لاعتبارات أسرية، ووجود أطفال قد يدفعون ثمن ذلك الانفصال أو بسبب نظرة المجتمع. وتضيف د. بهيجة أن هناك مؤشرات أولية لحدوث الانفصال العاطفي قد يسهم اكتشافها مبكراً فى احتواء الأزمة مثل التزام الصمت وعدم التحدث مع الطرف الأخر فيما يتعلق بحياتهما الزوجية والمشاعر، وعدم الأكتراث بالآخر وكأنما أصبح غير موجود أو يصبح شخصاً غريباً مثله مثل الآخرون، وعدم الاهتمام بالظهور بالمظهر الائق أمام الطرف الآخر وهو ما يؤدي شيئاً فشيئاً للانفصال العاطفي، حيث يصير كل طرف غير راض عن حياته الزوجية لكنه يفضل الصمت خشية افساد العلاقة أمام المجتمع وحدوث الطلاق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©