الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التمويل القطري للمدارس البريطانية تحت المراقبة

4 فبراير 2018 00:12
شادي صلاح الدين (لندن) كشف مصدر داخل هيئة تقييم المدارس البريطانية لـ «الاتحاد»، أن موضوع انتشار الفكر المتطرف داخل المدارس البريطانية، أمر مثير للقلق بشكل كبير، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن عدداً من المدارس، خاصة التي تتلقى تمويلاً خارجياً تخضع للمراقبة. وفيما يتعلق بالمدارس التي تتلقى تمويلاً قطرياً، أوضح المصدر أن قطر تمول عدداً من المدارس في المملكة المتحدة، بينها ثلاث مدارس في إسكس، وواحدة في برادفورد، وأخرى في كارديف، بجانب أربع مدارس في أيرلندا الشمالية، موضحاً أن مؤسسة «قطر الدولية» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، تتولى مسؤولية تمويل هذه المدارس تحت ذريعة تدريس اللغة العربية. وأضاف المصدر أن الإمارة الصغيرة قدمت مبلغ 400 ألف إسترليني لبرنامج في المجلس الثقافي البريطاني، منها 70 ألف استرليني لتدريس اللغة العربية، بينما لا يعلم ما الهدف من بقية المبلغ، مشيراً إلى أن أكاديمية «شيمنا» في نيوكاسل بأيرلندا الشمالية من بين المدارس التي تلقت هذا التمويل. ومن بين الأمور الأخرى المقلقة للمملكة المتحدة، ضلوع «صندوق المنتدى» الذي تموله قطر في العملية التعليمية، خاصة أن هذا الصندوق المشبوه كان مرتبطاً بعدد من المساجد التي شجعت الشباب على التطرف، ومن بينهم مجموعة من الشباب البريطانيين من كارديف، الذين قرروا الذهاب إلى سوريا للانضمام إلى «داعش». ومن بين المدارس التي يمولها الصندوق، «مدرسة المنتدى الإسلامية» في غرب لندن، والتي يرأسها «أمجد مالك». مؤامرة حصان طروادة وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مطلعة في العاصمة البريطانية لـ «الاتحاد»، أن مشكلة انتشار الفكر المتطرف بدأت تتكشف في عام 2014 عندما كشف تحقيق حول مخطط يحمل اسم «حصان طروادة»، أعده متطرفون بهدف نشر الفكر المتطرف داخل المدارس في مدينة برمنجهام البريطانية، لتلقين الطلاب أفكاراً لا صلة لها بالإسلام. وتوصل التحقيق إلى أن هناك أدلة استهدفت 13 مدرسة في المدينة، سيطر المتطرفون على مجالس إداراتها وهيئاتها التدريسية، محاولين فرض تفسير للإسلام بطريقة مغلوطة، ونشر وتلقين الطلاب تعاليم بعيدة عن صحيح الدين. كما كشف تحقيق «حصان طروادة» حول تغلغل الفكر المتطرف داخل المدارس، عن محاولة تعيين مديرين ومدرسين يحملون الفكر المتطرف، إضافة إلى نشر ثقافة الفصل العنصري وتطبيق مواقف تمييزية، وممارسة الفصل بين الجنسين في إطار شكل متشدد ومسيس من الإسلام. وتسببت الواقعة في تقديم رئيس مجلس مدينة برمنجهام وقتها، السير ألبرت بور، اعتذاراً عن الواقعة، مشيراً إلى أن «أعمال قلة من الأفراد بينهم أعضاء في المجلس، نالت من سمعة مدينتنا العظيمة». تحذيرات مراقبة التعليم على صعيد آخر، حذرت رئيسة هيئة مراقبة التعليم في بريطانيا «أوفستيد»، أماندا سبيلمان، من أن المتطرفين يعملون على إفساد وتحريف التعليم في البلاد باستخدام المدارس لتضييق آفاق الأطفال وغلق عقولهم وعزلهم عن المجتمع. وأوضحت أماندا سبيلمان أن الآباء وقيادات الجاليات يرون المدارس كوسيلة «لتلقين وتعليم العقول الشابة سريعة التأثر بالأيديولوجية المتطرفة»، داعية في كلمة ألقتها، مديري المدارس إلى «التعامل مع أولئك الذين يقوضون القيم البريطانية الأساسية». وأعربت المسؤولة عن التعليم في بريطانيا عن دعمها لمديرة مدرسة «سانت ستيفن» الابتدائية في شرق لندن التي تلقت هجوماً من بعض آباء الأطفال وواجهت انتقادات حادة بسبب قرارها بعدم السماح للأطفال أقل من سبع سنوات بالصيام خلال رمضان خلال وجودهم بالمدرسة، حرصاً عليهم، إضافة إلى مطالبتها بعدم فرض الحجاب على الفتيات الصغيرات. وفي خطوة غير اعتيادية، وصل مفتشو هيئة تقييم التعليم «أوفستد» إلى المدرسة أمس للتحقق من سلامة العاملين هناك والتلاميذ وإظهار التضامن مع مديرة المدرسة، بعد تلقيها تهديدات وانتقادات حادة. وفي خطابها التي ألقته في مؤتمر مدارس انجلترا، هاجمت سبيلمان من عارضوا الموقف الذي اتخذته مدرسة «سانت ستيفن»، قائلة إنه من «المؤسف جداً» أن المدرسة التي تعتبر واحدة من أفضل المدارس في البلاد، تتعرض إلى «حملة إساءة من جانب بعض العناصر داخل المجتمع»، مطالبة مديري المدارس بالتصدي ومواجهة أولئك الذين يشجعون السلوك المتطرف. ومنذ بدء العمل ككبيرة مفتشي هيئة تقييم التعليم في البلاد منذ عام، أعلنت سبيلمان (56 عاماً) أنها ستولي مواجهة التطرف داخل المدارس أولوية رئيسة، مشددة على أنها لن تسمح لأي متطرف للحد من التعليم والفرص بين الشباب. كما أن لمديري المدارس الحق في وضع القواعد التي يرونها مناسبة وتفيد الطلاب. وقالت «يعمل مفتشو (أوفستد) بنحو متزايد على التواصل المستمر مع أولئك الذين يرغبون في إفساد التعليم. وتحت ذريعة الاعتقاد الديني، تستخدم المؤسسات التعليمية، القانونية وغير القانونية، لتضييق آفاق الشباب، وعزلهم والفصل بينهم»، مؤكدة أن حرية الاعتقاد أمر بالغ الأهمية، «ولكن في مدارسنا تقع على عاتقنا مسؤولية مواجهة أولئك الذين يقوضون بشكل فعال القيم البريطانية الأساسية أو قانون المساواة». وكانت كبيرة المفتشين بهيئة تقييم التعليم قد اتهمت في وقت سابق متطرفين ونشطاء يساريين بمحاولة وقف حملتها على المدارس غير القانونية عن طريق شن حملة ترهيب ضدها. وكشفت أماندا سبيلمان، عن أن أحد المكاتب الإقليمية في هيئة مراقبة التعليم البريطانية، اضطر إلى اتخاذ تدابير أمنية إضافية بعدما أُرسل للمفتشون نصوص متشددة بشكل متكرر. كما تم استهدافها هي شخصياً بعد أن تلقت رسالة بريد إلكتروني تهديدية تقول إن المتشددين يعرفون أين تعيش، وذلك بعد أن فازت (أوفستد) بقضية قضائية ضد مدرسة إسلامية تفصل الفتيات عن الأولاد، وهو ما اضطرها إلى حذف عنوان منزلها الخاص في لندن من على شبكة الإنترنت كإجراء احترازي. وكان تحقيق للحكومة البريطانية قد كشف في عام 2014 عن أن «متشددين حاولوا فرض أجندة إسلامية متشددة وعدائية على بعض المدارس في مدينة برمنجهام، منها الفصل بين التلاميذ على أساس الجنس، ومنع الاحتفالات المسيحية». وجاء في تقرير لبيتر كلارك، الرئيس السابق لقيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة لندن، أن «بعض المدارس التي فيها غالبية مسلمة تدعو شخصيات معروفة بوجهات نظرها المتطرفة إلى التحدث أمام التلاميذ وتدعم منظمات متطرفة. كما حاول مسلمون متشددون إجبار المدارس على تعيين مديري مدارس ومدرسين، يتبنون آراء متطرفة، ومثيرة للجدل». كما تحدث التقرير عن وقائع منع التلاميذ من الغناء والاستماع إلى الموسيقى، ومنعهم من رسم وجوه أشخاص خلال حصة الفن. كما أورد أدلة على الفصل بين التلاميذ على أساس الجنس والتمييز ضد غير المسلمين، بل إن بعض المدارس ألغت الاحتفال بعيد الميلاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©