الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبد العزيز المسلم: لكل راوٍ مزاج.. ومنهاج

عبد العزيز المسلم: لكل راوٍ مزاج.. ومنهاج
3 سبتمبر 2013 23:31
نظمت إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام، صباح أمس، بمقرها في منطقة اللية الشعبية، ندوة ثقافية بعنوان «أهمية الراوي» تحدث فيها الباحث والكاتب الإماراتي عبد العزيز المسلم مدير إدارة التراث بالدائرة؛ وفي مستهل كلامه اشار المسلم إلى ان حديثه يجيء متزامنا مع الإعداد لفعالية سنوية تنظمها الشارقة بعنوان «يوم الراوي» ودورتها الجديدة تتجاوز في عمرها العقد من الزمان بثلاث سنوات؛ ولفت في هذا السياق إلى ريادة اليابان فهي أولت موضوع الرواة عناية خاصة وقطعت شوطا متقدماً فيه حتى حصلت على إقرار واعتراف «اليونسكو». كشكول الحكايات تالياً، تحدث المسلم عن تجربته الشخصية مع موضوع الرواة وقال انه تعرف أولا على خبرة والدته في هذا المجال وأضاف: كان لديّ كشكول حين كنت في الصف السادس، وكنت أكتب فيه دائما، وأول حكاية كتبتها كان عنوانها «عزيز»، وأضاف: في مسار حياتي المهنية تجربة طويلة مع الرواة و مع التراث المعنوي، تبدأ هذه التجربة عمليا عندما كلّفت وأنا طالب في مرحلة الأول ثانوي في مدرسة العروبة الثانوية بمدينة الشارقة، لجمع سير و قصائد الشعراء الذين كرمهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، و أتذكر بأني التقيت منهم، الشاعر راشد بن طناف والشاعر ربيع بن ياقوت و الشاعر علي بن رحمه الشامسي». وذكر المسلم، الذي تابع تعلقه بالتراث والمحكيات الشعبية، انه التقى في مطلع الثمانينات من القرن الماضي بعبد الله المناعي وماجد بوشليبي، وذلك عندما التحق بمسرح الشارقة الوطني وشاركاه شغله وانشغاله. في 1984 أسس مركزاً للتراث الخليجي. واستعرض المحاضر مسار تجربته التراثية بدءاً من مقابلته الشاعر راشد بن طناف في «الرملة»، حيث سجل معه ومع شعراء آخرين، وكانت تلك المرة الأولى التي يتعرف خلالها براوٍ معروف. في 1985 التحق بدورة تدريبية جرى تنظيمها في قطر صحبة د. بروين حبيب والعديد من المختصين في التراث، ودرس المسلم هناك اختصاص التراث الشعبي، ومضى في طريقه لاحقاً إلى أن تم تأسيس إدارة التراث بالدائرة، والتي «كانت همزة وصل بين الإمارات ومركز التراث الشعبي في قطر». منهج الجمع تطرق المسلم، من بعد، إلى صلته برواة مثل المرحوم راشد الشوق الذي كان باحثاً ايضا وجمعة بن حميد وبن قصمول وابراهيم محمد صالح وسواهم، وقال: استفدت منهم كثيراً وفي الواقع ان فقدنا لراوٍ شبيه بفقدنا مكتبة». وبيّن المسلم ان هناك طرائق للتعامل مع الرواة حسب أعمارهم وحساسياتهم فالتعاطي مع الراوي يستلزم منهجية محددة وهو لا يشبه مقابلة صحفية : فمن بين الرواة نجد المزاجي ونجد من بينهم من يعرف في الغوص اكثر مما يعرف في الحكايات الشعبية وثمة من يفلح في الالعاب أكثر من سواها .. إلخ». وأكد اهمية التحلي بالحس الانساني والمرونة عند التعامل مع الرواة، مشيرا إلى انه تعامل مع رواة على «امزجة مختلفة»، وأن منهجه في استسقاء المادة التراثية من الرواة، كان منهجا متغيرا حسب الراوي وحسب تطوري المعرفي، و قد كنت أعمد الى تصنيف الرواة و توصيف مراتبهم و أهميتهم بالنسبة لموضوعات التراث الشعبي... لكن عماد عملي المنهجي كان عدم اعلاء راو على آخر الا في ذات الرواية، فقد يكون شأن احدهم كبيرا في موضوع الغوص على اللؤلؤ لكنه ضعيف في موضوع مقاومة المستعمرين، و قد تكون راوية في موضوع عمل المرأة المنزلي قوية لكنها ضعيفة في موضوع الأدب الشعبي». وبحسب المسلم، فإنه ليس نادراً أن تجد راوياً نفعياً همّه الأول المال؛ وفي هذا السياق استذكر حكاية حصلت معه حين جاء لأحد الرواة ولم يحسن استقباله ولكنه سجّل منه ثلاث حكايات، وبعد حين قدم إليه مرة أخرى وأعطاه شيكاً مالياً نظير الحكايات التي سردها له. وحين رأى الراوي الشيك دعا المسلم للتسجيل معه مرة أخرى إلا أن حكاياته هذه المرة كانت هي ذاتها التي حكاها له في المرة الأولى مع بعض الزيادات بهدف التمويه والغش!. وفي ختام الندوة التي تقام، في مثل هذا الموعد، شهرياً تكلم المسلم عن جهوده في نشر التراث عبر إصدارات مختلفة «مجلات وكتب وقصص». وقال إن المشوار ما زال طويلا وأنه يحتاج إلى المزيد من التعاون والتكاتف بين الجهات المختلفة حتى يحفظ التراث لأجيال المستقبل.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©