القاهرة - ماجدة محيي الدين:
''العروسة'' جزء أصيل وأساسي ولبنة مهمة في بناء التراث الشعبي المصري· ويقول البعض إن العروسة معروفة في مصر منذ أيام الفراعنة واتخذت أشكالا عديدة، وصٌنعت من خامات كثيرة مثل القماش والصلصال· ويقال إن أول نموذج للعروسة صنع أيام الفراعنة تخليداً لايزيس بطلة الأسطورة المعروفة·
وبعد رحلة بحث جادة، نجح الدكتور نبيل بهجت أستاذ المسرح بجامعة حلوان في تنظيم أول مهرجان للعروسة الشعبية المصرية، عرض خلاله نحو مئة عروسة مستوحاة من التراث، وبعضها يرجع تاريخه إلي ما يزيد على الألف عام، عثر عليها في المتاحف والمراجع، ومنها متحف الجمعية الجغرافية الذي يضم نماذج نادرة·
العرائس التي نفض عنها غبار الزمن استعادت رونقها بعد عمليات ترميم خضعت لها بعض النسخ الأصلية، فيما تم استنساخ بعض النماذج لعرائس انقرضت، وضم المهرجان الذي نظمه صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة في قصر الأمير طاز بالقاهرة الفاطمية نحو مئة عروسة وموتيفة شعبية بعضها مازال رمزا للكثير من المناسبات، ومنها ما يمثل جزءا من عادات وتقاليد اندثرت، وتضمن المهرجان عروضا فنية لفرقة ''ومضة'' المسرحية التي يرأسها د· نبيل بهجت، وتضم مجموعة من طلاب الجامعة الدارسين للفن الشعبي، وشارك في تقديم عروض للأراجوز عم صابر أقدم فناني الأراجوز بمصر·
وقال د· نبيل بهجت إنه لاحظ اختفاء العروسة الشعبية من شوارع مصر، بما في ذلك فن الأراجوز الذي كاد ينقرض أمام زحف ثقافات وافدة لا تعبر عن هويتنا العربية مثل سوبرمان وسبيدرمان وباتمان، وأضاف أن السير وراء الآخر بشكل مستمر يؤدي إلى الضياع وفقد الهوية الثقافية، مشيراً إلى أن الحضارة العربية والإسلامية لها جذور وتاريخ ومليئة بالنماذج الثرية التي عبرت عنها في فنونها وعمارتها والفن الشعبي، متمثلا في العروسة كأحد رموز تلك الحضارة·
وأكد أن هدفه من إقامة المهرجان أن يقدم للشباب تجربته مع فرقة ''ومضة'' المسرحية المتخصصة في عروض الأراجوز وخيال الظل ليقول للشباب إننا نملك مفردات التراث الثري، والتي يمكن أن تتحول إلى سلع تجارية تؤكد هويتنا وتراثنا·
عدد اليوم
