الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صالحة غابش تستعيد تعب الأسفار وتطرز خرائط الدنيا

صالحة غابش تستعيد تعب الأسفار وتطرز خرائط الدنيا
8 سبتمبر 2011 01:00
نظم بيت الشعر التابع لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة مساء أمس الأول بمقره في منطقة الشارقة القديمة أمسية شعرية للشاعرة صالحة غابش المستشار الثقافي للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، بحضور عدد من الشعراء والنقاد والمهتمين. قدمت للأمسية الإعلامية عائشة العاجل التي أشارت في بداية اللقاء إلى أن الشاعرة صالحة غابش تمتلك في رصيدها الأدبي والإبداعي أربعة دواوين شعرية هي: “في انتظار الشمس” و”المرايا ليست هي” و”الآن عرفت” و” بمن تلوذين يا بثينة”، كما صدرت لها رواية بعنوان “رائحة الزنجبيل”. وعرجت العاجل على السيرة المهنية والتطوعية للشاعرة وانضمامها لعدة مؤسسات وجهات ثقافية في الدولة، كما نوهت إلى أن غابش لها مشاركات وحضور فاعل على الساحة العربية والإماراتية بشكل خاص، وقد شاركت في العديد من الأمسيات الشعرية، وحازت وسام سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي للعمل المتميز، وجائزة الشارقة للتميز الوظيفي. هذا بالإضافة لمساهماتها الإبداعية في دوريات وصحف مختلفة مثل “صوت المرأة”، و “الخليج الثقافي”، وأكدت العاجل على تميز صالحة غابش في كتابة القصيدة الموحية والشفافة، وسعت لمواجهة موجة العولمة من خلال استخدامها لمفردات تراثية أصيلة لتثبيت الهوية، وقد استدعت الشخصيات العربية والإسلامية في شعرها، وأضافت بأن قصائدها تؤكد وتعزز دور المرأة الثقافي والفكري في المجتمع. وذكرت العاجل في ورقتها الاحتفائية بالشاعرة أن “صالحة غابش، اختارت الشعر كي يكون بمثابة العتبة الأولى لانطلاقها صوب فضاء الخيال، الذي يفتح بدوره مسارات دلالية وتعبيرية للمعنى والمبنى، فشعريتها تعد نمطاً مختلفاً ينثر الشعر ويشعر النثر، ذلك لأنها تعتمد الاختزال واللجوء للمفردة التي تتشعب من خلالها الدلالات، والسباحة في المعاني المتنوعة، وامتدت الطبيعة في شعرها كي تصل إلى تشكيلات فارهة تلامس البعد الثالث المفتوح على موسيقا الأمكنة” وفي ختام قراءتها لتجربة الشاعرة نوهت العاجل إلى أن قصائد صالحة غابش تعيدنا إلى الغنائية الشعرية وتجربتها الخاصة التي تمتد على جغرافيا الزمان لأكثر من عقد اتسمت بدرجة من التجريب والانزياحات ومحاولة القبض على الشعرية الخافتة والمتوهجة في ذات الوقت. وبعد هذه المقدمة التي اتسمت بكشفها الحميمي عن تقاطعات الحس الأنثوي المشترك بين المقدمة وضيفة الأمسية قرأت غابش مجموعة من قصائدها الجديدة والأخرى القديمة التي استعادت من خلالها بعض الأحداث المحزنة التي مازالت تتكرر ولم تجد من يبرئ جرحها ويشفيها من علة التكرار والإنوجاد، حيث قرأت قصيدة حاورت ونقلت من خلالها الأجواء الكارثية والصادمة التي خلفتها المجاعة في الصومال قبل سنوات بعيدة، والتي مازالت صورها المأساوية ماثلة وحاضرة في وقتنا الراهن رغم كل العذابات والمرارات الإنسانية التي عصفت بالسكان هناك. كما قرأت الشاعرة مجموعة أخرى من القصائد المصاغة على قياس الوجد الداخلي المرهف والمنصدم بغربة الذات وسط هجرات وانشغالات الآخر، ونأيه وانفلاته في براري التيه وصحاري الغياب. والتالي مقطع من قصيدة “هو” التي تحاكي وتتقاطع مع هذه الفضاءات النازفة: يقال بأنه أسطورة مرت قريبا من مساكننا كأنه عندليب دائم السفر يفتش عن قلوب تشبه الصحراء وما زالت تخاف الليل والأحلام كأنه يشبه الإنسان وفيه يبحث الاثنان عن بعضهما وتتعب منهما الأسفار والطرقات وكل خرائط الدنيا وأن لم يلتق النبضان في نبض وإن رفضتهما أنشودة العشق ستبقى رحلة العشاق ترفض مبدأ الرفض.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©