الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الأبيض» لم يكن جاهزاً لمباراتي الكويت ولبنان

«الأبيض» لم يكن جاهزاً لمباراتي الكويت ولبنان
8 سبتمبر 2011 14:16
انتهت مهمة السلوفيني ستريشكو كاتانيتش على رأس الجهاز الفني لـ”الأبيض” بصورة سلبية، وخيبة أمل لم تكن في الحسبان، بعدما سقط منتخبنا للمرة الثانية في أقل من أسبوع، في التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014. وتجرع منتخبنا مرارة الخسارة الثانية أمام لبنان، وهي الهزيمة التي أطاحت برأس الجهاز الفني بقيادة المدرب السلوفيني كاتانيتش الذي راجت حوله العديد من علامات الاستفهام، منذ مشاركة “الأبيض” في كأس الأمم الآسيوية، قبل أن تكون الخسارة في مباراة أمس الأول المسمار الأخير في “نعش” المدرب الذي قرر حزم حقائبه، وترك المهمة طواعية، بعد قرار بإقالته بالتمرير بين رئيس وأعضاء مجلس الإدارة. ومهما كان الأمر، سواء إقالة أو استقالة، فلم يعد للأمر أهمية، بعدما ظهر منتخبنا بصورة متواضعة، بل ومحزنة في المباراتين السابقتين، مما أجبر مسؤولي الاتحاد برئاسة محمد خلفان الرميثي على الإسراع في اتخاذ قرار “الإقالة” الذي كان جاهزاً قبل مباراة لبنان بالتمرير عبر الهاتف، قبل أن يبادر المدرب نفسه إلى طلب اجتماع مع الرميثي في مقر إقامة رئيس الاتحاد، ليقدم له استقالته ويترك المهمة بعد 47 شهراً أمضاها مع “الأبيض”. وفي البداية تطرق كاتانيتش إلى الفترة التي أعقبت الخسارة أمام لبنان أمس الأول، وقال لقد طلبت عقد اجتماع طارئ مع رئيس الاتحاد محمد خلفان الرميثي الذي استقبلني في مقر إقامته وتباحثنا لمدة ساعة كاملة تقريباً حول كل الأمور، وتوصلنا إلى اتفاق لإنهاء التعاقد وترك المهمة إلى من يراه الاتحاد الأجدر في تولي المهمة خلفاً لي. ورفض كاتانيتش رمي المسؤولية في ملعبه، حيِث أشار إلى أن المنتخب مر بحالة من الانقطاع عن التجمع والتدريبات منذ نهاية مشاركته في كأس الأمم الآسيوية، ولم يتجمع إلا في معسكر إعدادي قبل مباراتي الهند. وقال إن “الأبيض” لم يكن جاهزاً لمواجهتي الكويت ولبنان، وقد دفعنا في المباراتين ثمناً باهظاً لسوء حالة اللاعبين البدنية، مما جعلهم غير مؤهلين لمجاراة المنافسين، وهي المشكلة التي وضحت بشكل واضح بعد مرور 25 دقيقة من مباراة لبنان، مما ساهم في تراجع المنتخب رغم التقدم بهدف محمود خميس، لنخرج بالخسارة بثلاثة أهداف مقابل هدف. شماعة المدرب وأضاف: المدرب دائماً هو الشماعة، والمسؤول عن الخسارة، واعترفت في المؤتمر الصحفي بأنني من يتحمل مسؤولية الخسارة، لكن هناك أمورا أساسية أدت إلى الخسارتين، منها خسارة جهود العديد من اللاعبين بسبب الإصابة، وعندما يفقد المنتخب جهود وخدمات إسماعيل مطر لابد أن يكون لهذا الأمر تأثير على أداء الفريق. غياب المستوى الحقيقي وقال: لم نقدم أمام الكويت ولبنان 30 % من مستوانا الحقيقي، ووضحت آثار ضعف الجانب البدني على اللاعبين، أضف إلى ذلك حالة عدم التوفيق التي عانى منها الفريق في لقاء لبنان، حيث أهدرنا أكثر من فرصة سانحة للتسجيل. ومن منطلق أن المدرب هو المسؤول الأول عن إعداد الفريق فنياً وبدنياً، قال بعصبية كيف يمكن أن أقوم بإعداد فريق خلال فترة شهر رمضان المبارك، أو إعطاء اللاعبين جرعات تدريب، وهم يمضون يومهم وهم نيام، ويسهرون حتى الصباح، لا يمكن أن يحدث ذلك، وهناك بعض اللاعبين الذين حصلوا على إجازات طويلة بسبب الإرهاق، ولم يصل عدد المباريات التي لعبها هؤلاء اللاعبون إلى 35 مباراة، لماذا يريدون إجازات طويلة، وكيف لي أن أعد فريقاً، وبعض اللاعبين يمضون الوقت في بيوتهم، بينما كان يفترض بهم التواجد مع أنديتهم أو في المنتخب، لذا أنا اعترف أنني أتحمل المسؤولية، لكن هناك العديد من الأمور التي تحدث في كرة الإمارات والتي يجب أن نسلط الضوء عليها حتى لا تبقى وراء الكواليس. ومضى يقول: أشعر بخيبة أمل، ولغضب وليس بالحزن فقط، بعد الخسارة التي مني بها الفريق أمام منتخب لبنان، واعتقد أننا لم نحقق 50 % مما كنا نتطلع إليه. وعاد كاتانيتش إلى الحديث عن اجتماعه مع الرميثي، حيث وصفه بالممتاز، وقال أشعر بالحزن الذي يشعر به رئيس الاتحاد، فهو شخص متفهم، ويعرف كل ما يحدث فقد كان دائم التواجد مع المنتخب سواء في معسكرات الإعداد أو في فترات التجمع وخلال المباريات. وتابع لقد تحدثنا عن كل التفاصيل وعن الصعوبات وشرحت له الأسباب التي يعرفها جيداً، والتي أدت إلى ظهور المنتخب بهذه الصورة المتواضعة، سواء أمام الكويت أو لبنان. مفاجأة من العيار الثقيل وفجر كاتانيتش مفاجأة من العيار الثقيل حين قال “شعرت خلال الفترة السابقة بأن بعض الأشخاص يعملون ضدي”. ومضى يقول: لن أضيف المزيد، والمقربون من المنتخب يعرفون كلامي، وماذا أقصد، لست هنا بمعرض الدفاع عن النفس أو انتقاد الآخرين، أو تشويه الصورة، لكنها مجرد مسألة إحساس، قد أكون مخطئاً، لكن أعرف أنها أمور تحصل كثيراً في كرة القدم، ولا أريد أن أتهم أحداً، كل ما يمكنني أن أقوله، هو أنني أتمنى التوفيق لمنتخب الإمارات في المباريات المقبلة، وأن يتمكن من قلب الطاولة في المباريات الأربع المقبلة وأن يتمكن من حصد إحدى بطاقتي الترشح. ورداً على سؤال: هل تشعر بالندم على قبول مهمة تدريب المنتخب الإماراتي؟ قال، بالطبع لا، لا يمكن أن أشعر بالندم على تجربة أعتبرها مفيدة، تجربة غنية، في السابق كنت أسمع عن إقالة المدربين الدائمة في منطقة الخليج، الآن عرفت كيف تحدث الأمور، وما هي الأسباب، وكل ما يمكنني قوله أن العمل في منطقة الخليج صعب بل وصعب جداً. وأضاف أن الدوري والمنتخب الإماراتي ليسا مثل الإسباني، وفي مباراة تشيلي تأخر الإسبان بهدفين دون مقابل، لكن مع بعض التغييرات التي قام بها المدرب دل بوسكي، وبسبب وجود نوعية عالية من اللاعبين على دكة البدلاء نجح أبطال العالم في تحويل تأخرهم إلى فوز بالثلاثة في الشوط الثاني، ونذهب لمشاهدة المباريات في الدوري المحلي، فلا نشهد مشاركة لاعبين مهاجمين من المواطنين، وعند اختيار القائمة لا تجد العناصر التي يمكنها أن تدافع عن ألوان “الأبيض”، فكل مهاجمي الأندية هم من الأجانب، وهذا أمر يضر بمصلحة كرة الإمارات، حتى أحمد خليل قد لا يجد له موقعاً في تشكيلة الأهلي في الموسم المقبل بعد التدعيمات التي قام بها النادي على مستوى اللاعبين الأجانب. وقال كاتانيتش: الاحتراف ليس أن ينام اللاعب ليصحو اليوم التالي، ويوقع عقداً مع النادي براتب مرتفع، الاحتراف ثقافة وفكر وعلم، وهو يجب أن يبدأ من الصغر، بينما في الإمارات تم تطبيق الاحتراف على اللاعبين الكبار وبين ليلة وضحاها. ومضى يقول: اللاعب المحترف في أوروبا يتم إعداده كمحترف منذ الصغر، فيعرف متطلبات الاحتراف، كما يعرف كيفية الحفاظ على نفسه بدنياً وعلى جاهزيته بعيداً عن دور المدرب في النادي أو المنتخب، وقال إن كرة القدم الإماراتية تملك المواهب والإمكانات، وهذا صحيح تماماً، هناك بعض اللاعبين الموهوبين في كرة الإمارات لكنهم يحتاجون إلى الصقل، يجب عليهم الخروج من دائرة اللعب على المستوى المحلي. احتراف خليل والكمالي وتوجه كاتانيتش بنصيحة إلى المهاجم أحمد خليل الذي يعتبر أحد نجوم المستقبل في كرة الإمارات بضرورة ترك الأهلي والبحث عن تجربة احتراف خارجية حتى يعرف معنى الاحتراف الحقيقي، ويستفيد من كيفية استغلال قدراته، كما يمكن للمدافع حمدان الكمالي الاحتراف خارجياً، لكن عليهما القيام بهذه الخطوة في أقرب فرصة وليس بعد ضياعها. الخبايا معروفة وفيما يتعلق بالوصايا أو النصائح التي يمكن أن يقدمها إلى المدرب الجديد، قال كاتانيتش، «ليس من مسؤوليتي إسداء النصائح، وتدريب منتخب الإمارات بات صفحة من الماضي، وكل ما لدي من ملاحظات وأفكار تحدثت به مع الرئيس، وهو يعرف كل الخبايا». حب البقاء وأضاف: لم أندم على مهمة قبول تدريب منتخب الإمارات، ولو لم أخسر مباراة لبنان، لما كنت قد تقدمت بطلب استقالتي، من على رأس الجهاز الفني، فأنا كنت أرغب في تكملة المهمة حتى نهاية عقدي بعد عامين، لكن في كرة القدم عندما تسوء الأمور يكون المدرب هو المسؤول الأول، وهو من يتحمل عبء وثقل سوء النتائج. مرحلة الإعداد يذكر أن مرحلة الإعداد التي خضع لها “الأبيض” قبل خوض مباراتي الكويت ولبنان كانت من اختيار المدير الفني السلوفيني الذي حدد 20 أغسطس الماضي موعداً للتجمع، رغم طلب الرئيس محمد خلفان الرميثي أن تكون الفترة أطول وتحديداً من الخامس عشر من الشهر، لكن المدرب أصر على أن الفترة التي اختارها تتناسب مع ما يحتاجه لإعداد “الأبيض”!.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©