الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كولومبيا... وشبح الاحتجاجات الواسعة

3 سبتمبر 2013 22:37
اندلع العنف في المدن الرئيسية في كولومبيا بعد أن نزل عشرات الآلاف إلى الشوارع لدعم مزارعي البلاد الذين أضربوا عن العمل لأحد عشر يوماً. وذكرت تقارير أن خمسة أشخاص قتلوا بينهم فتى في الخامسة عشرة من عمره في اشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب، مما جعل الرئيس خوان مانويل سانتوس يعلن حشد 50 ألف جندي لاستعادة الهدوء يوم الاثنين. ويقول مزارعو كولومبيا الذين يشكلون 60 في المئة من السكان ويمثلون العمود الفقري لاقتصاد البلاد إنهم لم يعودوا يستطيعون توفير لقمة العيش بعد سنوات من الإهمال من الحكومة هبطت فيها أسعار المحاصيل وارتفعت فيها أسعار الصادرات، وفتحت فيها اتفاقات التجارة الأسواق المحلية أمام الشركات الدولية الكبرى التي لا يمكنهم منافستها. وانضم عمال المناجم وسائقو الشاحنات والمعلمون، يحملون مظالمهم، إلى الإضراب الذي شهد إغلاق 72 طريقاً على الأقل على امتداد البلاد واعتقل فيه نحو 175 شخصاً. وفي الوقت نفسه تزايد تجاهل الحكومة فيما يبدو للمحتجين وهو نهج خطر مع الأخذ في الاعتبار محادثات السلام الحساسة التي تجري حالياً في كوبا بين مسؤولين كولومبيين وجماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية اليسارية المتمردة. ويتوقع أيضاً أن يرشح «سانتوس» نفسه في جولة انتخابية جديدة في مايو المقبل. وقال «كيفين هاوليت» المستشار السياسي الذي يتخذ من بوجوتا مقراً له «كولومبيا تترنح- فكيف سيضغط هذا على الذين يتفاوضون في هافانا؟... هذا يقوي المعارضة ضد سانتوس ويخلق بيئة شديدة التسييس والتوتر في الفترة السابقة على الانتخابات». ويقول محللون إن سوء تعامل «سانتوس» الواضح مع الاحتجاجات والانتهاكات التي يعتقد أن الشرطة ارتكبتها أدى إلى تفاقم الأزمة. وقال هاوليت: «لقد سمح بأن تظهر حكومته بأنها تقف قبالة الأمة». ورفض «سانتوس» أن يتحدث إلى زعماء المزارعين في بداية الأمر، وقال فيما بعد «ما يدعى إضراب المزارعين غير موجود، والاحتجاجات حرّضت عليها جماعات مسلحة يسارية». وغير الرئيس صباح الخميس الماضي نبرته وأقر أن قطاع الزراعة «هُجر»، في كلمة أذيعت في التلفزيون على امتداد البلاد. وقال «الاحتجاجات مشروعة لكن من خلال الحوار سنحل المشكلات». لكن العرض سقط بعد وقوع أعمال عنف بعد ظهيرة أمس، وألغى «سانتوس» المفاوضات، وأعلن نشر القوات العسكرية في العاصمة، وفي «أي مدينة أو منطقة أخرى حضور جنودنا فيها ضروري». وقال هاوليت: «الحكومة كانت تعلم سلفاً بشأن الإضراب، لكنها كانت بطيئة في الرد، ونسيت كل قواعد إدارة الأزمات». وساد الطابع السلمي على الغالبية الساحقة من نحو 30 ألف شخص شاركوا في مسيرة في بوجوتا يوم الخميس الماضي، لكن الفوضى اندلعت عندما بدأت جماعات من الشبان الملثمين برجم الشرطة بالحجارة والقاء المتفجرات البدائية عليها. ويقول شهود من «بوجوتا» و«ميديلين»، ثاني أكبر مدن كولومبيا، إن الشرطة كانت سبباً في العنف أيضاً في بعض الحالات، حين هاجمت جماعات مسالمة بالعصي والقنابل المسيلة للدموع. وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي على «الإنترنت» وفي نشرات الأخبار القومية الأسبوع الماضي أن الشرطة هاجمت فيما يبدو محتجين في مناطق ريفية وأخذت طعامهم. وأدت التقارير إلى إعلان إجراء تحقيق داخلي، وأصيب مئات الأشخاص بجروح بينهم عشرات من أفراد الشرطة. وأعلن حظر التجوال الليلي يوم الجمعة الماضي في بوجوتا ومدينة سواتشا القريبة منها. وقالت سيلفيا جوزمان وهي فنانة شاركت في الاحتجاجات في «ميديلين» إن الشرطة تحاول أن «تنزع مشروعية الاحتجاجات السلمية وتدعي أننا مجرمون.... ودأبت الحكومة على اتهامنا بأننا جماعات مسلحة إذا عارضنا ما يفعلونه». وتتنوع أسباب الاحتجاجات والمشاركون فيها متنوعون أيضاً، لكن يشيع بينهم فكرة، وهي أن سياسات الحكومة الاقتصادية تفقر الطبقة العاملة وسكان القرى. ويقول منتجو القهوة والأرز والبطاطا والحليب ومجموعة أخرى من السلع إن اتفاقات التجارة لا تجعلهم قادرين على المنافسة في ظل واردات رخيصة. ويقول المزارعون إن قواعد اتفاقية التجارة الحرة الأميركية أجبرتهم على شراء بذور غالية الثمن من موردين معتمدين كل عام بينما يجري إعدام ملايين الأطنان من المحاصيل التي استخدمت بذوراً «غير معتمدة». ووعد «سانتوس» في كلمته يوم الخميس الماضي أنه سيتم إلغاء تعريفة الاستيراد على 23 من المخصبات رغم أن المزارعين يقولون إن هناك حاجة لمزيد من التعديلات العميقة. وحسب هاوليت، فإن «الحكومة اتخذت خطوات كبيرة لتحديث الاقتصاد على الورق على الأقل... لكنها فشلت في أن تنقل للناس فوائد اتفاق التجارة الحرة وهناك واحد في المئة فقط من ميزانية الحكومة مخصص للإنفاق الزراعي». ويرى طالب من المحتجين يدعى «هايدر جارسيا سيردونا»:كل ما نريده أن تحترم الحكومة شعبها، وتسمح للمزارعين بزراعة وبيع محاصيلهم بشكل عادل». مريم ويلز ميديلين، كولومبيا ينشر بترتيب مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©