الأطعمة الشعبية تفتح شهية زوار «سلطان بن زايد التراثي»

أشرف جمعة (أبوظبي) ازدهرت السوق التراثية بكثرة المطاعم الشعبية التي اتخذت مواقعها بين الدكاكين التراثية وهو ما دفع الكثير من زوار المهرجان إلى الوقوف عندها، وهو ما شكل ازدحاماً من قبل الصغار من أجل الحصول على وجبة مميزة تتسم بمذاق الماضي، وحول ما شكلته الأطعمة التراثية من حركة داخل الخيمة التراثية، تقول فاطمة التميمي رئيس قسم الأنشطة النسائية في المهرجان: «تميزت الحياة القديمة بطابعها البسيط وهو ما انعكس على كل شيء سواء في المأكل والمشرب أو في القدرة على التكيف مع الظروف، وهو ما ساهم في وجود أطعمة شعبية تراثية كانت ولا تزال زينة المائدة الإماراتية، لافتة إلى أن الأطعمة الشعبية على غزارتها وكثرة أنواعها في البيئة الإماراتية تتميز بطعمها المحبب إلى أبناء الإمارات من جميع الفئات والأعمار فضلاً عن أن المطبخ الإماراتي يتميز بأنه صحي جداً ويملك القدرة على جذب الكثير من المقيمين والزوار. تبادل الأطباق وتشير التميمي إلى أنه تولدت عادات كثيرة في الماضي ارتبطت بالأطعمة الشعبية حيث كان سائداً آنذاك تبادل الأطباق بين الجيران وهو ما ولد مودة وألفة وجعل البيوت في الفريج بيتاً واحداً تسود بينهم قيم المحبة والتآلف والتكافل في الوقت نفسه، وتبادل الأطباق عادة إماراتية أصيلة توارثتها الأجيال ولا تزال موجودة في كثير من المناطق بالدولة، وتنشط عادة في شهر رمضان، وتبين أن المهرجان احتضن الكثير من المطاعم التي شاركت بقوة هذا العام والتي كان لها دور في جذب الزوار، وقد شاهد الجميع طلاب المدارس وهم يرتادون هذه المطاعم من أجل تناول وجبات مثل الهريس، البلاليط، وخبز الرقاق، والباجلة، واللقيمات، والعصيدة وغيرها من الأطعمة ذات المذاق الشهي، ولم يكن الزحام على هذه الأطعمة مقصوراً على الصغار فقط، بل إن الشباب وكبار السن وجميع الزوار حرصوا على الفوز بوجبات مميزة من الأطعمة الشعبية التراثية، ما يؤكد أن المطبخ الإماراتي القديم يحتفظ بمكانته وأهميته في الوقت الحاضر. طهي مباشر إلى ذلك، تورد منى جاسم الملا عضو فريق السوق الشعبي، أن الأطعمة الشعبية الإماراتية تستهوي أبناء الدولة لكونهم تعودوا عليها في بيوتهم، مشيرة إلى أن المهرجان وفر أنواعاً كثيرة لهذا اللون من الأطعمة وهو ما يغري الزوار بتناولها والبحث عنها في أروقته، مما شكل طلباً على الأطعمة الشعبية في ساحة السوق الشعبي خصوصاً أن بعض هذه الأطعمة تطهى بشكل مباشر أمام الجمهور، ما يجعل تناولها أمراً ممتعا، حيث تتلقفها الأيدي وهي ساخنة شهية المذاق. وتلفت الملا إلى أن الكثيرات من الحرفيات في مجال الطبخ الشعبي سواء من الكبيرات أو الصغيرات سجلن حضوراً قوياً في المهرجان واستطعن أن يجمعن الجمهور على الأطعمة التراثية الإماراتية. وجبة هريس ومن بين المطابخ التي شاركت في المهرجان بتقديم أطعمة تراثية «قصر العين للضيافة»، الذي توقف عنده الطفل سهيل الرميثي ليحظى بوجبة هريس، ويبين أنه جاء ضمن وفد مدرسي إلى المهرجان وفي أثناء تجوله داخل خيمة السوق الشعبي وجد الكثير من المطاعم التي تقدم وجبات تراثية من المطبخ الإماراتي، وهو ما جعله يطلب الهريس تحديداً، ويبين أن المهرجان يتميز بأنه يطلع الكبار والصغار على مفردات الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل ويحافظ في الوقت نفسه على الأصالة، ويرى أن وجود عدد من المطاعم الشعبية في الخيمة التراثية يحفز على تناول مثل هذه الأطعمة، لافتاً إلى أنه يتناولها في البيت وهي من الأساسيات على المائدة وأن جميع أفراد الأسرة يفضلون هذه المأكولات على غيرها، ويرى أن هذه الأطعمة على الرغم من أن أنها كانت تطهى في الماضي إلا أنها لا تزال تحتفظ بقيمتها وطعمها المحبب لدى الجميع. مأكولات صحية ولا يخفي صالح مسعد أحد المشاركين في الخيمة التراثية بالمهرجان- إذ يعرض مجموعة من العطور والدخون الإماراتية - أنه في الوقت الذي يطيب له تناول وجبة الغذاء فإنه يفضل الذهاب إلى بعض الدكاكين الموجودة في المهرجان من أجل الحصول على وجبة تراثية شهية المذاق، ويؤكد أن الكثير من أصحاب الدكاكين التراثية يفضلون أيضاً تناول هذا اللون من الأطعمة التي احتفى بها المهرجان وبصورة تدعو إلى الزهو، خصوصاً أن المطبخ الإماراتي غني بكل الأطعمة الصحية. «المقلوبة» أمام دكان «أم سلطان» للأطعمة الشعبية توقفت إحدى السيدات التي تكنى بـ«أم هزاع»، وكانت بصحبتها إحدى قريباتها، من أجل شراء «المقلوبة»، مشيرة إلى أنها وجدت الكثير من الدكاكين التي تخصصت في طهي وعرض الأطعمة الشعبية وهو ما جعلها تبحث عن وجبتها المفضلة، وتبين أن المهرجانات التراثية تحرص على إطلالة صورة الماضي على الحاضر، وأنها تشعر بسعادة غامرة لكونها تحرص على الحضور بشكل مستمر إلى هذا المهرجان الذي يعيدها إلى الزمن القديم ويبرز أمامها وجميع الزوار مفردات الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل.