في عالم متغير تتزاحم فيه الأفكار والابتكارات وتتحول فيه اتجاهات الموضة من موسم لآخر بسرعات قياسية، لا شك في أن المصممة الواعدة راشيل رينهارات تعتبر واحدة من جيل المجددين في صناعة الإكسسوارات والمجوهرات المقلدة، مبتكرة نمطا مختلفا من القلائد والأساور والأقراط، مغلفة أفكارها الجميلة بحس عالٍ من الأناقة والذوق الرفيع، مضيفة على تصاميمها شيئا من روح المرح ونبض الشباب وحب الحياة.
وبدأ شغف المصممة بعالم المجوهرات منذ نعومة أظفارها، لتكتشف تعلقها الشديد بهذا المجال، حين وقع نظرها للوهلة الأولى على صندوق جدتها العتيق، والزاخر بالأحجار والخرز والأزرار والأكسسوارات، لتبزغ معه براعم الموهبة الفتية، وتنطلق عند هذه الطفلة الصغيرة سمات الإبداع، منطلقة عبر لمساتها البريئة والتي لم تتجاوز آنذاك عمر العاشرة ربيعا بقلادتها الأولى، مكونة من بعض خرزات جدتها وأزرارها القديمة تصميما جميلا مفعما بالألوان، ليكون فاتحة الخير عليها، وتبدأ معه مشوار العمل والحياة.
وبمرور السنوات تستمر راشيل بصياغة أفكارها الخلاقة وتحويلها إلى مجوهرات مميزة تدهش به القريب والبعيد، واعدة ذاتها باحتراف الصنعة وتحويلها من مجرد شغف وهواية لمهنة ومشروع يحملها معه لعالم الموضة والجمال، وبعد تخرجها مباشرة في جامعة «بوسطن» الأميركية عملت في بيوت أزياء عدة، تهتم بصناعة الإكسسوارات، متشّربة منها أصول العمل التجاري وفنون الصياغة وتركيب المجوهرات. ومنذ عام 1996 قررت راشيل التفرغ تماما لخطها الخاص في صناعة المجوهرات المقلدة، متبعة نصائح والدتها التي طالما كانت تقف وراء موهبتها وتدفعها للأمام، آخذة استشراقات تلهمها من فلسفتها في الحياة، لتصوغ أفكارها بنظرة مختلفة وجديدة، تشي بالمعاصرة والتفرد، وتحمل ملامح من جمال الطبيعة وزهوة الألوان، وطاقات كامنة من الفرح والحيوية، تعتمد فيها على عناصر مثيرة من الأحجار والكريستالات الملونة مع السلاسل والأصداف والزجاج، لتعكس قطع مجوهراتها الجذابة أنماطا لافتة، تمتزج فيها سمات البوهيمية والتمرد مع لمسات من الكلاسيكية والتكلف، راسمة من خلالها نماذج متجددة من القطع والموديلات التي سرعان ما لفتت الأنظار إليها، وأصبحت مطلبا لعشاقات الأناقة في كل مكان، لتدخل موسماً بعد آخر في اتجاهات الموضة العالمية كافة، وتعرض على منصات كبار مصممي الأزياء، فتتزين بها أجمل العارضات والفنانات العالميات.
عدد اليوم
