إعداد ـ عدنان عضيمة:
للبرازيل خطط طموحة للتحول إلى مركز عالمي ضخم لاستقطاب الاستثمارات في تكنولوجيا المعلومات قبل حلول عام ·2010 وهي عازمة تماماً على أن تحذو حذو الهند في هذا المجال بسبب قربها من سوق أميركا الجنوبية الناشئة· وإذا كانت الهند قد عجّلت في إعادة ترتيب مدينة بنجالور بحيث تتحول إلى (وادي سليكون الهند) إلا أن طموحات البرازيليين تبدو أكثر ضخامة لأن خطتهم تقضي بنشر مراكز الابتكار والإبداع في صناعة تكنولوجيا المعلومات في طول بلادهم وعرضها· ويحظى هذا التحرك المفاجئ بمباركة الحكومة الفيدرالية وبدعم كبير من رابطة (براسكوم) المتخصصة بتأليف وتصدير البرامج التطبيقية وابتداع خدمات وحلول تقنية المعلومات· وتهدف الخطط أيضاً إلى تمكين البرازيل من تثبيت أقدامها القوية في السوق العالمية لخدمات تكنولوجيا المعلومات والتي يقدر أن يبلغ حجمها الإجمالي أكثر من 600 مليار دولار سنوياً في بداية العقد المقبل· ومن المتوقع أن تبلغ العوائد الاستثمارية في السوق البرازيلية لتكنولوجيا المعلومات 4,85 مليار دولار خلال عام 2006 ارتفاعاً من 4,08 مليار دولار العام الماضي· وهذه البيانات مستقاة من تقرير موثّق صادر عن مؤسسات متخصصة في الاستشارات المالية·
وأشار أنطونيو جيل المدير التنفيذي لرابطة (براسكوم) إلى أن تقدماً كبيراً سجّل هذا العام في ميدان النشاطات التسويقية على المستوى العالمي للمنتوجات الخدمية والحلول الرقمية البرازيلية؛ وكانت كافية لأن تبرز صورة البرازيل المجسّمة بوضوح على شاشة رادار الأسواق الاستثمارية لتكنولوجيا المعلومات· إلا أن خبراء الرابطة يشيرون إلى بطْء شديد مسجّل في مجال تحضير الأرضية التنظيمية والقانونية لهذا النشاط؛ وهو الإجراء الضروري حتى يرى المستثمرون أن الملعب أصبح مناسباً لإطلاق نشاطهم· وسبق للهند أن سجلت قصوراً مشابهاً في هذا المجال بدأت تدفع ثمنه الآن·
وجاء في تقرير الرابطة الذي نشرت تفاصيله على صفحات الفاينانشيال تايمز، أن الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخراً حملت معاني معاكسة لما أوحت به الخطط الحكومية؛ فلقد كانت الشعارات الانتخابية تركز جلّ اهتماماتها على المناهج السياسية ذات الطابع الشعبي بدلاً من التركيز على الجانب التقني· وعلى الرغم من هذا فإن بعض الخبراء عبروا عن ثقتهم من أن رابطة (براسكوم) سوف تحقق أهدافها في تحويل البرازيل بسرعة إلى محطة جاذبة للشركات الاستثمارية في تكنولوجيا المعلومات التي تبحث عن بديل للهند·
وأشار الخبراء أيضاً إلى أن الاستقرار السياسي والسياسة المالية الرائدة التي تنتهجها البرازيل هي من العوامل التي تشفع لارتفاع أجور العمالة فيها عما هي في الهند؛ ويضاف إلى ذلك أن هذه الأجور هي أخفض بكثير مما هي في الولايات المتحدة· ويمكن لقرب البرازيل عن أسواق أميركا الشمالية التي تضم كندا والولايات المتحدة، أن تعوض عن هامش انخفاض أجور العمالة في الهند؛ وهذه ميزة مهمة تنضم إلى جملة الميزات التي تستأثر بها البرازيل·
ويكون علينا أن نتذكر أيضاً أن للبرازيل باعاً طويلة في مجال ميكنة الخدمات البنكية؛ بل إنها سبقت الولايات المتحدة ذاتها في ابتكار آلات الصرف الفوري للأموال منذ بداية عقد الثمانينات· كما أن قطاعها المصرفي الذي يقوده (بنكو براديسكو)، يحمل من سمات القوة والتطور ما يجعله يمثل بيئة صالحة لتسهيل النشاطات الاستثمارية· ويضاف إلى كل ما تقدم أن سكان البرازيل الذين يبلغ عددهم 182 مليوناً، يضمون أيضاً أكبر تجمع للجاليات اليابانية في العالم، ويشكل هؤلاء بحد ذاتهم نوعاً من الامتداد للنجاح التكنولوجي الذي تسجله اليابان في مجال الصناعات الدقيقة والمتقدمة·
ولم تكن كبريات الشركات العالمية الناشطة في مجال الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات غافلة عن هذه الفرصة التي تتيحها لها البرازيل؛ فلقد سارعت (هيوليت باكارد) و(اي بي إم) و(أكسنتشير) وغيرها إلى تخصيص محافظ مالية ضخمة للاستثمار في السوق البرازيلية الواعدة·
عدد اليوم
