الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محللون في لندن لـ «الاتحاد»: خاشقجي.. ستار تخفى خلفه النظام القطري

محللون في لندن لـ «الاتحاد»: خاشقجي.. ستار تخفى خلفه النظام القطري
27 ديسمبر 2018 00:05

شادي صلاح الدين (لندن)

كشف عدد من المحللين والنشطاء السياسيين في العاصمة البريطانية لندن عن أن مساهمة الكاتب السعودي الراحل جمال خاشقجي في صحيفة «واشنطن بوست» عبر مقالات رأي بصورة منتظمة، كانت بدافع تمويلي مباشر من النظام القطري بهدف مهاجمة المملكة العربية السعودية. وقالوا في تصريحات لـ «الاتحاد»، إن خاشقجي كان ستاراً يتخفى خلفه النظام القطري.
وقال الناشط والمحلل السياسي في لندن مصطفى رجب، إن علاقة جمال خاشقجي بالنظام القطري لها أكثر من بعد، أولها أنه رجل يحمل أفكاراً إخوانية، وهو ما يتفق مع النظام القطري الراعي للجماعة الإرهابية، بجانب أنه له أفكار معادية لحكومة المملكة، وهي أيضاً نقطة يتفق فيها مع النظام القطري.
وأضاف أن خاشقجي لم يكن يكتب بطريقة موضوعية يسرد فيها أدلة لما يدعيه، ولكن كتاباته كانت ترتكز في الغالب على ادعاءات لا أساس لها تستخدم كدعاية عدائية موجهة ضد المملكة العربية السعودية.
وفاجأت الصحيفة الأميركية الجميع بنشرها تقريراً حول مقالات جمال، قالت فيه، إن خاشقجي كان يرتبط بمؤسسة قطرية موجودة في الولايات المتحدة. وكشفت الصحيفة التي شكلت أساساً لمهاجمة السعودية - حين كان جمال حياً يكتب لها - من خلال رسائل نصية بين خاشقجي والرئيسة التنفيذية «لمؤسسة قطر الدولية»، واسمها ماغي ميتشل سالم، عن أن الأخيرة كانت تراجع وأحياناً تكتب المقالات التي يفترض أن يعدها جمال بنفسه ويرسلها إلى «واشنطن بوست» للنشر.
وقال مصطفى رجب، إن ما كشفته الصحيفة يعد دلالة إدانة مباشرة لكل من الصحيفة والكاتب الراحل، لافتاً إلى أن التواصل بين مؤسسة قطر الدولية يدل على أن هذه المقالات ما هي إلا مقالات مدفوعة الأجر سواء مادياً أو سياسياً، وهو ما يحط من درجة جميع الأطراف.
وأكد أن زعم رئيسة المؤسسة القطرية أنها كانت تقدم مساعدة لخاشقجي بوصفه «صديقاً ليس أكثر، خصوصاً أن قدراته في اللغة الإنجليزية محدودة» يعتبر استهزاء بالرأي العام الدولي، وإهانة للمتابعين لأن الرجل كان يعمل في الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة، وهو ما يؤكد إجادته اللغة الإنجليزية، بجانب أن ما كشفته الصحيفة أنها كانت تكتب المقالات وترسلها بدلاً عنه، يعد تكذيباً لما تدعيه.
وذكرت «واشنطن بوست» في تقرير لها بعنوان «الشهور الأخيرة لجمال خاشقجي»، أن خاشقجي كان يسعى لإيجاد مصدر تمويل لمؤسسة إعلامية يكون هدفها الأول مراقبة أداء الحكومات العربية فيما يخص الحقوق والحريات.
وقال الناشط السياسي، إن تحركات القطريين في هذا الإطار استمراراً لحلقة مفرغة تدور فيها في العواصم الغربية الكبرى فيما يتعلق بتمويل جماعات ومراكز بحثية وأفراداً هدفها الأول مهاجمة السعودية والإمارات ومصر، وهذا ما كان يحدث قبل المقاطعة العربية بسنوات، قبل أن تتيقن الدول العربية من الأجندة السياسية الشريرة التي ينتهجها النظام القطري الراعي للإرهاب، لافتاً إلى أن الأمثلة على ذلك كثيرة جداً، خاصة في العاصمة لندن.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي الدكتور أسامة مهدي، إن جمال خاشقجي لم يكن دائم الانتقاد للسعودية فحسب، ولكنه كان دائم الإشادة بقطر في نفس الوقت، وهو ما يبرز الكثير، فابتعاد أي كاتب أو مفكر عن انتقاد أي مؤسسة أو دولة معينة يثير الكثير من الشكوك حول حياده وينتقص من مصداقيته.
وأوضح أن الرسائل النصية بين خاشقجي وماغي سالم التي كشفت عن أنها اختارت الصورة العامة في بعض الأحيان لمقالات قدمها لصحيفة واشنطن بوست، واقترحت عليه أفكاراً ووضعت مسودات لمواد، وحثته على اتخاذ موقف متشدد تجاه الحكومة السعودية، تؤكد أن الكاتب الراحل لم يكن سوى ستار يتخفى وراءه نظام الحمدين، وهو ما يدل على وجود عملية ابتزاز سياسي متدنٍ.
كانت الصحيفة قد كشفت في تقريرها عن أن خاشقجي وأثناء كتابته مقالات رأي ينتقد فيها المملكة، طلب مبلغ مليوني دولار أميركي من وزارة الإعلام السعودية لتأسيس مركز للبحوث. وأشار الكاتب إلى أن استغلال قطر والصحيفة وحتى تركيا لحادث مقتل خاشقجي ليس بمستغرب، فقد تم استخدامه في حياته ضد المملكة، ويواصلون حتى اليوم استخدامه بعد موته، والدليل استمرار العواء القطري عبر قناة الجزيرة، وتخصيص ساعات طويلة ليس سوى للهجوم على المملكة والحديث عن حادث القتل، وكأن الحياة توقفت في الدوحة عند هذا الأمر.
واستغرب الكاتب الصحفي ادعاء الصحيفة الأميركية أنهم لو كانوا يعلمون أن جمال خاشقجي قد طلب تمويلاً من المملكة العربية السعودية لما استكتبوه أساساً، مشيراً إلى ازدواجية المعايير التي تطبقها صحيفة تدعي الموضوعية والمهنية، فالحصول على تمويل من قطر أمر عادي ولا يوجد فيه أي مشكلة، أما الحصول على تمويل من السعودية فهذا لا يمكن قبوله بالأساس.
واختتم مهدي تصريحاته بالتأكيد أن قضية خاشقجي كشفت نوايا العديد من الدول واستراتيجيتها القذرة في محاولة ابتزاز المملكة العربية السعودية وحلفائها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©