الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية... مؤشرات اقتراب «الصفقة الكبرى»

كوريا الشمالية... مؤشرات اقتراب «الصفقة الكبرى»
4 يناير 2010 23:21
دونالد كيرك كاتب ومحلل سياسي أميركي يبدو أن كوريا الشمالية تحاول خلال الفترة الراهنة إطلاق عملية سلمية مجدداً مع جارتها الجنوبية، وبحيثيات يقول المحللون المتابعون للوضع في شبه الجزيرة الكورية إنها قد تفضي إلى استئناف المباحثات السداسية حول برنامج بيونج يانج النووي. فقد أطلقت كوريا الشمالية مبادرتها الدبلوماسية الحالية بالتزامن مع العام الجديد في رسالة واضحة تريد إيصالها إلى الغرب مؤداها أنها عازمة على التصالح مع الولايات المتحدة وربما فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. وهذه الخطوة تبدو أيضاً حسب المراقبين انفتاحاً على ما بدأه المبعوث الأميركي إلى كوريا الشمالية، ستيفن بوزورث، الذي زار بيونج يانج في مطلع ديسمبر الماضي. ويدعو البيان الذي أصدرته كوريا الشمالية وتضمن هذه المبادرة إلى إقامة "سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية" وجعلها "منطقة خالية من الأسلحة النووية عبر الحوار". واللافت هنا أن البيان الأخير وعلى النقيض من الخطاب المألوف لبيونج يانج خلا من الاتهامات واللغة المتشنجة التي تطغى عادة على البيانات الصادرة من كوريا الشمالية والانتقادات المعتادة التي توجهها إلى الولايات المتحدة، بل بدلا من ذلك دعا البيان إلى "إنهاء العلاقات العدائية" مع واشنطن وطالب الكوريين الشماليين بـ"الدفاع بحياتهم عن قيادة كيم يونج إيل". ومباشرة بعد صدور البيان والرسالة المعتدلة التي أوصلتها كوريا الشمالية للمجتمع الدولي خرج قرابة 100 ألف شخص في مظاهرات ببيونج يانج يوم السبت الماضي تعبيراً عن تأييدهم لسياسة النظام الجديدة والمبادرة التي أعلن عنها. ولكن السؤال الذي يطرحه العديد من المراقبين الآن هو: هل يمثل الانفتاح الأخير للنظام في بيونج يانج تغيراً حقيقياً في المواقف، أم أنه مجرد مقاربة أو تكتيك جديد؟ في هذا الإطار يقول "كيم تاو وو"، المحلل البارز في المؤسسة الكورية للتحليل الدفاعي: "إن التكتيكات الأخيرة لكوريا الشمالية هي استمرار في عملية الانتقال والتغير التدريجي" التي بدأت بوفاة رئيس كوريا الجنوبية السابق "كيم داي جونج" في شهر أغسطس الماضي، وهو أحد أكبر المدافعين عن المصالحة بين الشمال والجنوب، حينها أوفدت بيونج يانج فريقاً من المعزين شارك في جنازة الرئيس السابق والتقى مع الرئيس الحالي المحافظ "لي ميونج باك" الذي كان إلى غاية تلك اللحظة هدفاً مألوفاً لانتقادات وسائل الإعلام في كوريا الشمالية. وهذه المرحلة التي بدأت فيها "النسخة الكورية الشمالية من المباحثات الثنائية" على حد قول "كيم تاي وو"، الذي يضيف أن المقاربة الجديدة التي انتهجتها بيونج يانج تقوم على "فصل الحوار الثنائي بين الجارتين عن الملف النووي والمباحثات الجارية مع الغرب". ولكن إذا كان هذا التقارب الشمالي الجنوبي منفصلا عن البرنامج النووي الكوري الشمالي، فهل تقدم بيونج يانج على التخلي عن برنامجها النووي وتمتثل للمطالب الدولية؟ ففيما تشكل الرسالة التي حرصت بيونج يانج على إيصالها للمجتمع الدولي إشارة إلى استعدادها لاستئناف المباحثات السداسية التي عُقدت آخر مرة في بكين خلال ديسمبر من عام 2008 إلا أن هذا الاستعداد لا يحمل في ثناياه أي تعهد بالتخلي عن البرنامج النووي ما لم تحقق كوريا الشمالية أهدافها. وتلك الأهداف يمكن إجمالها في مجموعة من النقاط أهمها إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، وتلقي مساعدات كبيرة من الغرب استجابة لاحتياجات بيونج يانج الماسة من الطاقة لدفع عجلة الاقتصاد المتوقف؛ وكان رئيس كوريا الجنوبية قد طرح في وقت سابق "صفقة كبرى"، وهو ما أشارت إليه "مؤسسة التحليل الدفاعي" في كوريا الجنوبية عندما دعت إلى عقد قمة بين زعيمي الكوريتين لمناقشة مضامين الصفقة، القائمة أساساً على حصول كوريا الشمالية على كميات كبيرة من المساعدات تُخرج اقتصادها من الضعف المزمن الذي يعيشه مقابل تخلي النظام الشمالي عن البرنامج النووي وإغلاق المحطات التي أنشأها. ومع أن النظام في كوريا الشمالية لم يصدر أي تعليق على تفاصيل الصفقة الكبرى التي طرحتها المؤسسة البحثية في كوريا الجنوبية، إلا أنه سبق له أن انتقد الرئيس "لي ميونج باك" وضغطه على بيونج يانج للتخلي عن منشآتها النووية. وتأتي الإشارة الإيجابية الأخيرة التي أطلقتها كوريا الشمالية في صالح المهمة التي يقوم بها حالياً الموفد الأميركي روبرت بارك، الذي عبر الحدود إلى كوريا الشمالية قادماً من الصين عشية السنة الجديدة حاملا معه رسالة سلام إلى كيم يونج إيل ومعها أيضاً طلباً بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وفتح الحدود، بحيث من المتوقع أن يتحول "بارك" إلى وسيط بين واشنطن وبيونج يانج في وقت تضغط فيه الولايات المتحدة على كوريا الشمالية للعودة إلى المباحثات السداسية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©