حقق منتخب كوريا الجنوبية فوزاً مهماً مساء أمس على منتخب إيران 1 - صفر في ربع نهائي كأس آسيا لكرة القدم، المقامة حالياً في الدوحة على ملعب سحيم بن حمد آل ثاني، وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، ولجأ المنتخبان إلى الشوطين الإضافيين، وفي الدقيقة 106 نجح اللاعب الكوري الجنوبي “البديل” يون بيت جارام في تسجيل هدف المباراة الوحيد من تسديدة قوية على يسار الحارس، وحاول الفريق الإيراني العودة للقاء في الشوط الإضافي الثاني ولكن دون جدوى بسبب الانضباط الدفاعي الكوري، وبهذا الفوز يلتقي الفريق الكوري الجنوبي منافسه اليابان في نصف النهائي.
جاءت البداية سريعة من الطرفين، وقبل مرور الدقيقة الأولى كان اللاعب بارك جي سونج من كوريا الجنوبية قد أهدر فرصة من كرة عرضية، وبعد دقيقة واحدة يواصل الفريق الكوري هجومه عن طريق اللاعب لي يونج هيو، إلا أن الحارس الإيراني مهدي رحمتي تدخل في الوقت المناسب وأنقذ الكرة.
ويبدو الفارق كبير بين الطرف الكوري الجنوبي والطرف الإيراني في السرعة لصالح الكوري، فيحصل بارك جي سونج على ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء يسددها اللاعب الكوري كي يونج فتصطدم بالحائط وتضيع فرصة الهدف الأول في الدقيقة السادسة من اللقاء، ويبدو من أولى ملاحظات اللقاءات أن الفريق الكوري الجنوبي يرتد كله للدفاع في حالة الهجمة العكسية للمنتخب الإيراني، حيث يحصل بارك جي سونج على مخالفة في منطقة جزاء فريقه، ثم يحصل على ضربة حرة مباشرة بعد نصف دقيقة على حدود منطقة جزاء الفريق الإيراني، ويتقدم لها جي دونج وون، ويعكسها داخل منطقة الجزاء ولكنها لا تستغل، وتحتسب ضربة حرة مباشرة للإيراني.
ويصل الفريق الإيراني لأول مرة إلى منطقة جزاء الكوري في الدقيقة الحادية عشرة عن طريق اللاعب المجتهد رضا رضائي الذي مر بالكرة، وعكس كرة خطيرة تدخل اللاعب الكوري تشادوني لإنقاذها في الوقت المناسب، قبل أن تحتسب الكرة التالية تسللا على كريم أنصاري الذي كاد ينفرد لولا انتباه الحكم رافشان إيرماتوف، وفي الدقيقة الرابعة عشرة من اللقاء يقوم اللاعب المدافع الكوري تشادوني بأولى غزواته من الجبهة اليمنى ويعكس كرة عرضية متقنة ولكن الدفاع الإيراني كان لها بالمرصاد، وأنقذها على مرتين قبل أن تصل إلى اللاعب جي دونج وون.
ثم تعود الكرة لتنحصر في وسط الملعب، ويتراجع معدل سرعة اللقاء، ويبقى الخوف من الطرفين العنوان الأبرز في اللقاء، لأن الخسارة تعني الرحيل عن البطولة، ويلتحم اللاعبان رضائي وبارك جي سونج التحاما قويا، ويسقطان، فيتوقف اللعب قليلا حتى يعالجا، ثم يستأنف وبمرور الوقت يبدأ الفريق الإيراني في السيطرة على منطقة الوسط، ويحاول الوصول بمعدل سرعته إلى مستوى سرعة الكوري، ويتقدم المدرب الإيراني قطبي ليلفت انتباه لاعبيه من الخارج إلى ضرورة الضغط على الفريق الكوري من المناطق المتقدمة، حتى لا يتيحوا له الفرصة لبناء الهجمات، فضلا عن استثمار الأخطاء بحثا عن تسجيل هدف مبكر يخلط أوراق شمشون.
وينشط من جديد الفريق الكوري وينقذ مهدي عقيلي كرة خطيرة فيحولها إلى ركنية، يلعبها جاي وان جوانج فترتد من الدفاع الإيراني على قدم اللاعب كي يونج راي الذي يسددها من أول مرة قوية تمر بجوار القائم الإيراني، معلنة عن اقتراب الكوري من التسجيل، ثم يحصل اللاعب الإيراني تيميوريان على أول بطاقة صفراء في اللقاء، ويرد الفريق الإيراني بهجمة مرتدة خطيرة يحصل منها على ضربة حرة مباشرة، يلعبها نصرتي قوية داخل منطقة جزاء الكوري، ويحاول المهاجم الكوري جي دونج وون إنقاذها إلا أنه يخطئ، ويكاد يسجل ضد فريقه لولا براعة الحارس سونج هيونج جون، الذي يتصدى لها بأطراف أصابعه في الدقيقة 29 من اللقاء.
حصار كوري
ويشعر الكوري بالخطورة فيتقدم ويفرض حصارا على الإيراني في منطقة جزائه، ويدخل اللاعب الأنشط جي دونج وون منطقة جزاء الإيراني، ويكاد ينفرد لولا القراءة السليمة من المدافع الإيراني القوي هادي عقيل الذي يتصدى للكرة ويبعدها قبل أن يسددها وون بثانية واحدة، وتتواصل الغزوات الكورية من كافة الجهات، فمن اليمين تشادوني السريع للغاية، ومن اليسار كي يونج وبارك جي سونج، ومن العمق لي يونج راي، ودونج وون، ويحكم الفريق سيطرته على منطقة الوسط، ويبدأ الفريق الإيراني في الوقوع في أخطاء التمرير تحت الضغط الكبير في كل مناطق الملعب، وتضيع فرصة هدف من اللاعب لي تشونج يونج عندما انفرد بالمرمى الإيراني ولكنه تباطأ في اللحظات الأخيرة، وبدلا من أن يسددها قوية في المرمى، حاول أن يمررها لأحد زملائه فترتطم بأقدام المدافعين في الدقيقة 38 من اللقاء.
تنويع الهجمات
ومع مرور الوقت يضاعف الفريق الكوري الجنوبي ضغوطه، وينوع من هجماته من كل المسارات، ويرتفع ايقاع الأداء ويقترب أكثر فأكثر من المرمى الإيراني، وفي المقابل لا يعتمد المنتخب الإيراني إلا على الهجمات المرتدة عن طريق رضا رضائي في الجبهة اليمنى، وكريم أنصاري في اليسرى، ولكن كفة السرعة تميل دائما لصالح الكوري، فتنعدم الخطورة على المرمى الكوري وتتحطم على أقدام الدفاع الكوري السريع الذي يصل للكرة دائما أسرع من الآخرين.
وفي الدقيقة 45 من اللقاء يتقدم جي دونج وون بكرة من الجبهة اليمنى ويسدد بيمناه كرة قوية يخدع بها كل الدفاع الإيراني الذي وقف على أنه سيعكسها عرضية، وتمر الكرة بجوار القائم الأيمن الإيراني بسنتيمترات قليلة، لتضيع مرة أخرى فرصة الهدف الأول على الفريق الكوري الجنوبي، ولم يجد الحكم الأوزبكي رافشان إيرماتوف ما يحتسبه من الوقت الضائع سوى دقيقة واحدة، لأن الكرة لم تتوقف على مدى الشوط الأول إلا قليلا وتمر الدقيقة سريعة لينتهي هذا الشوط بالتعادل السلبي.
مع بداية الشوط الثاني يواصل الكوري الجنوبي هجومه من الأطراف، ويتقدم لي يونج هيو، ويعكس كرة خطيرة ينقذها الدفاع الإيراني، ولكنها تعود إلى كوريا، فيحصل الفريق على ضربة حرة مباشرة، يسددها شول في الحائط البشري.
وتتوالى هجمات الكوري الجنوبي، ويبقى الإيراني في موقف المشاهد، ويدفع المدرب الإيراني بالمدافع خسرو حيدري لمزيد من التأمين الدفاعي، في نفس الوقت الذي يختفي فيه الحارس الكوري الجنوبي عن الظهور تماماً، وتصل كرة إلي بارك جي سونج داخل منطقة جزاء إيران، في الدقيقة 55، ويراوغ لاعبين، ولكنه يبالغ في المراوغة بدلاً من أن يسدد في المرمى، تضيع الكرة وفرصة الهدف الأول.
وتصبح المباراة في اتجاه واحد، هو الضغط الكوري والهجوم من كل النواحي، ودفاع إيراني صلب مع هجمات مرتدة، وما يميز الفريق الكوري الجنوبي أنه لا يمل أو يتوقف من الهجوم، على الرغم من ضياع كل الفرص، ويشكل نزول خسرو حيدري نقطة قوة للفريق الإيراني، لأنه يملك القدرة على الدفاع بشكل جيد، والتقدم في الهجوم من الناحية اليمنى كلما كانت الفرصة متاحة.
وتشهد الدقيقة 63 فرصة خطيرة للفريق الكوري الجنوبي، حيث يتقدم اللاعب تشادوني من الجبهة اليمنى، ويعكس كرة عرضية متقنة على رأس المهاجم جي دونج وون داخل منطقة الجزاء، فيسددها قوية، ولكنها تجد الحارس مهدي رحمتي في الانتظار لينقذ فرصة حقيقية لتسجيل الهدف الأول.
ومع مرور الوقت تتأكد الملاحظة الخاصة بعدم الدقة من الفريق الكوري الجنوبي في اللمسة الأخيرة للكرة، لأن الفرص كثيرة، ولا تسجيل، وفي الدقيقة 66 تتاح فرصة خطيرة للفريق الإيراني فيدخل اللاعب محمد رضا آيت أكبري منطقة الجزاء، ويتلقى كرة خطيرة فيحاول التسديد ولكنه يجد 3 لاعبين، بالإضافة إلى الحارس على قدمه ينقذون الكرة التي تتحول بالفعل إلى الحارس الكوري سونج هيونج جون، ويرد الكوري الجنوبي بهجمة أخطر بقيادة القائد بارك جي سونج الذي يحاول التسجيل ولكن الحارس مهدي رحمتي يتصدى لها في اللحظة الأخيرة.
ويتقدم إحسان حاجي ويقطع كرة خطيرة من الجبهة اليسرى، ويعدل ثم يسدد كرة قوية على يسار الحارس الكوري سونج هيونج جون بجوار القائم الأيمن، ويدفع المدرب الإيراني قطبي بمسعود شجاعي بدلاً من كريم أنصاري، وينشط الفريق الإيراني فيعكس اللاعب حيدري كرة عرضية متقنة على رأس هادي عقيلي المتقدم داخل منطقة جزاء الكوري الجنوبي، فيسددها قوية بجوار القائم الأيسر، ثم يحصل الإيراني على ضربة حرة مباشرة في الدقيقة 77 من اللقاء ويحصل اللاعب الكوري الجنوبي جونج سو لي على بطاقة صفراء، يتقدم لها جواد نيكونام فيسدد بقوة في الشباك الخارجية، ويخرج اللاعب كوجاك شول ليحل محله يون بيت جارام لمزيد من الضغط الهجومي في الدقيقة 81 ، ويتقدم غلام رضا رضائي من الجبهة اليمنى، ويمرر لمسعود شجاعي في وسط الملعب، فينطلق شجاعي ويراوغ ويعدل ثم يسدد قوية بعيدة عن المرمى.
ويتراجع نسبياً أداء الكوري الجنوبي، وندخل إلى الدقائق الأخيرة، ويبدو أن الفريقين مرتضيان بالتعادل والاحتكام إلى شوطين إضافيين.
25 مباراة بين إيران وكوريا الجنوبية
الدوحة (الاتحاد) - التقى المنتخبان الإيراني والكوري الجنوبي، قبل مواجهتهما مساء أمس بالدوحة في ربع نهائي كأس الأمم الآسيوية بالدوحة، 25 مرة، انتهت 9 مباريات منها بفوز المنتخب الإيراني، و8 لقاءات بفوز الفريق الكوري الجنوبي،
وكان التعادل سيداً للموقف في سبع مباريات بين الفريقين.
وكانت المواجهة بين المنتخبين الإيراني والكوري الجنوبي 6 مرات فقط في نهائيات في كأس آسيا، وتمثلت المباراة الأولى في أبوظبي عام 1996 عندما استضافت الإمارات النهائيات القارية الثانية عشرة، وانتهت المباراة لصالح منتخب إيران بنتيجة تاريخية، بالفوز بستة أهداف مقابل هدفين، أما أكبر فوز لكوريا الجنوبية على إيران فقد كان بخماسية نظيفة بعد ذلك.
أما اللقاء الأخير الذي جمع بين المنتخبين في ربع نهائي كأس آسيا الحالية وكانت نتيجته لصالح منتخب كوريا الجنوبية الذي أكمل مربع نصف النهائي.
عدد اليوم
