أكدت نشرة ''أخبار الساعة'' أن الأيدي الآثمة التي أقدمت على اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل هي أداة في ترس مؤامرة خبيثة تستهدف لبنان الدولة والشعب ونموذج التعايش·
وقالت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها تحت عنوان '' لبنان أمام منعطف خطير'' إن هذه الأيدي اختارت لتنفيذ جريمتها الدنيئة في الوقت الذي تعاني فيه الساحة اللبنانية احتقانا سياسيا كبيرا في ظل توقف مشاورات الحوار الوطني وانسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة والتهديدات المتبادلة بالنزول إلى الشارع والاحتكام إليه·
وأضافت إن هذه الجريمة جاءت أيضا في الوقت الذي بدأت فيه بعض الدول العربية بالتحرك من أجل المساعدة في إيجاد تسوية مرضية للأزمة الداخلية اللبنانية وهذا يؤكد أن هناك من يعمل على تأجيج الصراع في لبنان وإجهاض أي بادرة انفراج والاصطياد في المياه العكرة بهدف خلط الأوراق ودفع الكل إلى مواجهة الكل·
وشددت على أن أجواء التوتر والشحن الطائفي والسياسي هي الأجواء '' المثالية'' لهؤلاء القتلة لكي يبثوا سمومهم وينخروا كالسوس في عضد الدولة اللبنانية لأنهم '' خفافيش الظلام'' التي لا تعرف كيف تعيش في النور وتعمل على أن تأخذ لبنان كله معها إلى الهاوية·
وقالت إن لبنان استعصى خلال الفترة الماضية ومنذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري على كل محاولات الفتنة على الرغم من كل الظروف الصعبة التي واجهها وما زال وهو يواجه الآن موقفا حرجا يحتاج من كل القوى السياسية والدينية فيه إلى أقصى درجات التهدئة والمسؤولية الوطنية·
وتابعت إن من المهم أن تكون دعوة الرئيس الأسبق أمين الجميل إلى التهدئة وهو أكثر المكلومين بفقد ابنه رسالة مهمة إلى كل الأطراف وستحث الجميع على أن يكون لبنان لديهم هو الأول قبل الحزب أوالطائفة أو التيار·
وأكدت انه على الرغم من كل التعقيدات والتوترات على الساحة اللبنانية فإنه لا خيار أمام اللبنانيين إلا التوحد والتماسك الداخلي من أجل مواجهة خطر مشترك لا يستهدف طرفا دون آخر وإنما يتوجه إلى الجميع وينال من لبنان الدولة والأرض والشعب لأن الذين يقفون وراء عمليات الاغتيال يعملون على ضرب الاستقرار الداخلي والنيل من نموذج التعايش اللبناني مشددة على أن تماسك القوى اللبنانية المختلفة في مواجهتهم سيكون أكبر هزيمة لهم واندحارا لمشروعهم الدموي·
وقالت إن لبنان أكثر دول المنطقة معرفة بويلات الحروب الأهلية لأنه جربها وعانى كوارثها لسنوات طويلة ولذلك فإنه يجب أن يكون أكثر دول المنطقة تحصينا ومناعة ضدها أيضا مهما كانت الضغوط والاختبارات الصعبة التي يتعرض لها ويعانيها ويدفع من دماء أبنائه فاتورتها·
واختتمت أخبار الساعة افتتاحيتها قائلة إنه إذا كان لبنان قد نجح خلال الفترة الماضية في تجاوز كل الفخاخ التي نصبت له ولم يقع فيها فإن الفترة المقبلة تحتاج إلى كثير من اليقظة والمسؤولية الوطنية لأن قوى العنف والظلام لن تتوقف عن زرع الألغام ونصب الفخاخ حيث يتحقق لهذه القوى ما تريد من سيناريوهات بغيضة للبنان وشعبه· (وام)
عدد اليوم
