الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«السلطة» تهدد بمقاطعة قمة «عدم الانحياز»

26 أغسطس 2012
رام الله، غزة (الاتحاد، وكالات)- هددت السلطة الوطنية الفلسطينية أمس بمقاطعة قمة حركة دول عدم الانحياز المقرر عقدها في طهران يومي الخميس والجمعة المقبلين بعدما أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية التابعة لحركة “حماس” في غزة إسماعيل هنية مساء أمس الأول أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دعاه إلى حضورها، متهمة إيران بالعمل على تكريس الانقسام السياسي والجغرافي الفلسطيني بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. وصرح وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي للإذاعة الفلسطينية بأن وزارته تجري اتصالات مع وزارة الخارجية الإيرانية والأمانة العامة لحركة دول عدم الانحياز للتأكد من صحة إعلان هنية إلى دعوته للمشاركة في القمة. وقال “ستتضح لاحقاً الصورة بشأن مشاركة فلسطين في القمة خاصة إذا ما تأكدت التطمينات إيران والأمانة العامة لحركة دول عدم الانحياز بأنه لن تكون هناك مشاركة إلا من قبل الوفد الرسمي الفلسطيني الذي يحدده الرئيس الفلسطيني محمود عباس”. وشدد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي العضو في الحركة والجهة الشرعية الوحيدة التي يتم توجيه الدعوة إليها لحضور أعمال القمة”. وأوضح المالكي، في تصريح نشرته صحيفة “الأيام” الفلسطينية أن وزارته بانتظار الحصول على بيان رسمي من وزارة الخارجية الإيرانية لنفي توجيه دعوة إلى هنية. وقال “عدم نفي الدعوة يعني تأكيدها وفي هذه الحالة لن نشارك.” وقال مسؤول فلسطيني كبير “إن منظمة التحرير الفلسطينية لن تسمح لأحد بالمساس بشرعية تمثيلها للشعب الفلسطيني في الاجتماعات الدولية وفي منظمة التعاون الإسلامي وحركة دول عدم الانحياز والجامعة العربية.” واضاف “الدعوة التي تلقتها القيادة الفلسطينية للمشاركة في هذه القمة واضحة وُجِّهت إلى الرئيس محمود عباس بصفته رئيسا لدولة فلسطينية ولم تشمل أحداً آخر”. واتهمت اللجنة التنفيذية للمنظمة التحرير الفلسطينية، في بيان أصدرته في رام الله، إيران بالعمل على “زعزعة النظام السياسي وشرعياته المنتخبة من خلال حماية الانقسام وإدامة الانقلاب (سيطرة حماس على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007) عبر تشجيع رموزه ومدهم بالاعتراف والشرعية” وقالت “إن القيادة (الفلسطينية) ستتخذ في ضوء خطوة النظام الإيراني مجموعة من الخطوات الهادفة إلى حماية مصالح شعبنا وتمثيله الوطني الواحد الموحد”. واستهجن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض دعوة هنية إلى القمة، قائلاً في بيان أصدره في رام الله، إنها تمثل “ ضربة لأحد أبرز منجزات شعبنا الفلسطيني، ألا وهو وحدانية التمثيل الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وتصعيداً خطيراً في موقف إيران المناوئ لوحدة الأرض الفلسطينية المحتلة ولدور السلطة الوطنية الفلسطينية في رعاية مصالح أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، بتكليف من منظمة التحرير”. وأضاف “من المؤسف أن هذا الموقف المعادي من قِبَل النظام الإيراني أتى مستفيداً مما بدر من البعض، وخاصة في الآونة الأخيرة، في اتجاه التعامل مع حركة حماس وكأنها عنوان الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتحت مسمى الحرص على الوقوف على مسافة واحدة من كافة الأطراف الفلسطينية، وكأن السلطة الوطنية الفلسطينية طرف من أطراف متعددة وليست بيتاً لجميع الفلسطينيين بكافة انتماءاتهم وفصائلهم في الضفة والقطاع”. وتابع “إن استجابة الأخ إسماعيل هنية لهذه الدعوة الإيرانية المغرضة، إن حصل ذلك، ومن خلال تكريسها للانقسام السياسي على الساحة الفلسطينية، لن تكون إلا طعنة في خاصرة المشروع الوطني الفلسطيني، ولن تعود لذلك إلا بالضرر الفادح على سعي شعبنا لنيل حريته واستقلاله في كنف دولة مستقلة على كامل أرضه المحتلة منذ عام 1967، وتحصيل حقوقه كافة وفق ما تقتضيه الشرعية الدولية، والتي يعتبر دور السلطة الوطنية في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وفي إطار منظمة التحرير الفلسطينية، مكوناً أساسياً لها”. وخلص فياض إلى القول “من هذا المنطلق، أناشد الأخ إسماعيل هنية أن يغلِّب فلسطينيته ووطنيته على أي اعتبارات أخرى، وأعتبرُ أن مبادرته لرفض دعوة الرئيس الإيراني ستسجل له كموقف تاريخي يضعه في موقف القائد المسؤول والغيور على المصالح العليا لشعبنا. كلي أمل في أن يستجيب الأخ إسماعيل هنية لهذه المناشدة بوحي من ضميره ووطنيته، وفي أن يجعل من هذا الموقف علامة فارقة في مسيرة الشعب الفلسطيني نحو الأفضل، إن شاء الله”. لكن هنية أكد تلبيته دعوة نجاد. وقال المتحدث باسم حكومة “حماس” طاهر النونو، في بيان مقتضب أصدره في غزة، “إن رئيس الحكومة (المقالة) إسماعيل هنية سيحضر قمة عدم الانحياز في طهران استجابة لدعوة الرئيس الإيراني”. وقال نائب رئيس تلك الحكومة محمد عوض لصحفيين في غزة “إن مشاركة هنية في أعمال القمة تؤكد حضور القضية الفلسطينية في المحافل الدولية و العربية و الإسلامية”. ودعا السلطة الفلسطينية في رام الله إلى التنسيق مع حكومة غزة ووقف التهديدات بمقاطعة القمة، من أجل توحيد الخطاب الفلسطيني في القمة. وقال المالكي لوكالة “فرانس برس”، رداً على ذلك، “إن الرئيس عباس لن يشارك في قمة عدم الانحياز إذا حضرها إسماعيل هنية، بغض النظر عن شكل حضوره أو طبيعة مشاركته”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©