السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي تفتح أبواب ثلاث محميات طبيعية للزوار

أبوظبي تفتح أبواب ثلاث محميات طبيعية للزوار
22 سبتمبر 2014 01:37
ظلت المحميات الطبيعية في أغلب أنحاء العالم حبيسة إجراءات صارمة وغرامات فاعلة تجرم اقتراب بني البشر من تلك الأراضي، حماية لعذريتها، إلا أن هيئة البيئة في أبوظبي أطلقت مؤخراً مشروعاً لإعادة التوافق والألفة بين البشر وتلك البيئات، وفق أهداف تصبو إلى تعزيز مبدأ المشاركة والانتماء لتلك الطبيعة. البداية ستكون من محمية الوثبة ومتنزه القرم الوطني، حيث تتجه الهيئة إلى فتح أبوابها، التي ظلت مغلقة لأكثر من 3 عقود، ليتسنى للأفراد إعادة اكتشاف تلك البيئات التي ظلت تحت الوصاية خوفاً من الظلم البشري، وحماية لعدد كبير من الأشجار والطيور والحيوانات التي شارف أغلبها على الانقراض. وعلى الرغم من كل ذلك، ترى هيئة البيئة في أبوظبي أن الأوان قد آن لتحويل فكر المحافظة على البيئة ومكوناتها من مهام تابعة لمؤسسات وهيئات البيئة إلى هم مجتمعي، يرتقي فيه الجميع لتحمل مسؤولية الحفاظ على كنوز الطبيعة. انطلقت «الاتحاد» في رحلة لاستكشاف محمية الوثبة، ولتتلمس عدستها إحساس طيور الفلامنجو، وهي تتطلع لتلك الأعشاش التي بنتها على جنبات البحيرة التي تنتصف المحمية، واعدة بموسم تكاثر يضيف لتلك الطيور أملاً جديداً، ورصدت عدستها عن قرب أهم أعمال الإنشاء التي أنجزتها الهيئة في إطار مساعيها للبدء في افتتاح المحمية أمام الجمهور بداية أكتوبر المقبل. وقالت رزان المبارك، الأمين العام لهيئة أبوظبي للبيئة، خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش معرض أبوظبي للصيد والفروسية، إنه تم الإعلان عن افتتاح محمية الوثبة للأراضي الرطبة، ومتنزه القرم الوطني للجمهور للمرة الأولى، مشيرة إلى تأهيل البنية التحتية في الموقعين، عبر إنشاء مركز وممشى للزوار في كل موقع، إضافة لتوفير لوحات إرشادية وخدمات الأمن والسلامة. وقالت المبارك «نسعى لإشراك أفراد المجتمع في مسؤوليات حماية البيئة»، مؤكدة أن الهيئة رسمت خططاً متكاملة لتأمين ذلك الهدف تبدأ بتنشئة الأطفال عبر برامج تعليمية أكاديمية وعدد من البرامج الترفيهية على مفاهيم حماية البيئة والنهوض بكل مقوماتها، مضيفة أن افتتاح موقعي الوثبة والقرم يخدمان الهدف ذاته عبر توفير أجواء من الألفة والوعي بأهمية المحميات والمناطق البيئية. وأوضحت «نسعى لتغيير الانطباعات القديمة عن عمل الجهات البيئية، والتي ترسخ تصورات نمطية عن أهدافها وبرامجها»، مشيرة إلى أن الهيئة تأمل بتفعيل مفاهيم التفاعل والمشاركة بينها وبين أفراد المجتمع، مشددة على أن تغيير الأنماط السلوكية وزيادة الوعي بأهمية حماية البيئة ومكوناتها هو السبيل الوحيد نحو الوصول للإنجاز على صعيد الجهود البيئية. ثلاثة نظم رأت المبارك أن برنامج المحميات البيئية يمكن الزوار من استكشاف التراث الطبيعي لإمارة أبوظبي ضمن ثلاثة نظم بيئية مهمة للتنوع البيولوجي المحلي، مؤكدة افتتاح محمية قصر السراب للزوار كثالث محمية في وقت لاحق من العام الحالي. وقالت «نحن بحاجة للبحث عن تجارب جديدة تعيدنا للتواصل مع الطبيعة في ظل حياة مدنية بعيدة عن نظمنا البيئية»، مضيفة «يقدم برنامج الهيئة للمحميات البيئية الطبيعية فرصة للجمهور في أبوظبي لتعزيز علاقتهم مع الطبيعة، من خلال زيارة المحميات الطبيعية لمعايشة رحلة طيور «الفنتير» (الفلامنجو الكبير) المهاجرة، واستكشاف غابات القرم ومشاهدة المها العربي في بيئته الطبيعية». ويتمكن زوار محمية الوثبة للأراضي الرطبة من مشاهدة أكثر من أربعة آلاف من طيور «الفنتير» العائدة إليها بعد هجرتها إلى كازاخستان خلال موسم الصيف، وقامت هيئة البيئة بأبوظبي، خلال موسم هجرة طيور الفنتير، بتطوير البنى التحتية وبناء مسارات للمشي ومناطق مخصصة لمشاهدة الحياة البرية ومركزاً لاستقبال الزوار. كما سيتمكن زوار المحمية، التي تبعد مسافة 45 كيلو متراً من مركز مدينة أبوظبي، من الاستمتاع بأنشطة مختلفة تشمل مشاهدة الطيور، والمشي، والقيام برحلات تعليمية، بالإضافة إلى التعرف على برنامج الهيئة لتتبع ومراقبة طيور «الفنتير»، الذي يستخدم طائرات بدون طيار وتكنولوجيا التتبع عبر الأقمار الصناعية لدراسة أعداد طيور «الفنتير» في أبوظبي، ومراقبة نمط هجرتها وإكثارها وإعادتها إلى موائلها الطبيعية. أما المحمية الطبيعية الثانية، متنزه القرم الوطني، والذي يقع على الساحل الشرقي من مدينة أبوظبي، فيمكن استكشافها على متن قوارب التجديف التابعة لمنظمي الرحلات السياحية، وتغطي غاباتها مساحة 19 كيلو متراً مربعاً وتوفر بيئة غنية لمختلف الأنواع البحرية والطيور. وبالإضافة إلى بناء منصة لقوارب التجديف والممرات الأرضية والمائية، وتوفير رحلات تعليمية، ستقوم الهيئة بمراقبة جميع الأنشطة داخل المتنزه لضمان استمتاع الزوار بالطبيعة الخلابة دون التسبب بأي إزعاج للحياة الفطرية. «قصر السراب» تعتبر «قصر السراب» المحمية الثالثة، التي ستفتح أبوابها في وقت لاحق للجمهور، موطناً لبرنامج إعادة توطين المها العربي، وحمايته من الانقراض. وسيتعرف زوار المحمية على برامج الهيئة لحماية الحياة الفطرية المحلية في أبوظبي والتي تشمل المها والغزلان والزواحف والنباتات. إلى ذلك، قالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة بأبوظبي: «تدير الهيئة عدة مناطق محمية تسهم في حماية التنوع البيولوجي في البر والبحر والجو، وتغطي أكثر من 13 بالمائة من المساحة الكلية لإمارة أبوظبي»، موضحة «في ظل استمرار الهيئة بحماية المناطق المحمية، يأتي افتتاح المحميات البيئية الثلاث بهدف تعزيز وعي المجتمع المحلي وزيادة تقديرهم لقيمة تراثنا البيئي». ومع إعلان الهيئة اعتزامها افتتاح المحميات أمام الجمهور، بدأت أعداد كبيرة من هواة الاستكشاف، والتصوير، بتقييد أسمائها في كشوفات الهيئة للحصول على إذن لدخول المحمية، وقالت الهيئة إنها لم تكن تتوقع تسجيل هذا الكم من الطلبات في غضون أيام قليلة من الإعلان، مؤكدة تلقيها عدداً من المخاطبات الرسمية من شركات الترويج السياحي التي تعتزم القيام برحلات سياحية متكاملة تتضمن محميات أبوظبي. أعمال إنشاء أكدت الهيئة أن أعمال الإنشاءات وأعمال التطوير على المحميات تسير على قدم وساق تمهيداً لبدء استقبال الزوار بداية أكتوبر المقبل، مؤكدة الانتهاء من بناء برج خاص يتيح الاقتراب من طيور الفلامنجو من دون تشكيل أي إزعاج لها، كما أنهت إنشاء محطات انتظار تطل على بحيرة المحمية الرئيسة، في حين تمضي أعمال بناء وتشييد ممشى خاص وفق معايير متوافقة مع البيئة. وتعتبر محمية الوثبة، التي تمتد على مساحة 5 كلم مربع، موئلاً للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية، وهي تعتبر أول موقع لتكاثر طيور الفنتير (الفلامنجو الكبير) في شبه الجزيرة العربية، حيث تستضيف نحو 18 ألف طائر منها أثناء فصل الشتاء. ومنذ عام 2011 تتكاثر طيور الفنتير بانتظام في محمية الوثبة. إنجازات شهدت محمية الوثبة، إحدى المحميات الطبيعية التي تشرف عليها هيئة البيئة ـ أبوظبي، أول عملية تكاثر ناجحة لطيور الفلامنجو الكبير في شبه الجزيرة العربية. وفي العام الماضي تم الاعتراف دولياً بمحمية الوثبة للأراضي الرطبة وإعلانها كأحد مواقع قائمة «رامسار» للأراضي الرطبة لتنضم بذلك إلى أكثر من ألفي من محميات الأراضي الرطبة على نطاق العالم. طيور آلية بأجنحة معدنية وفرت هيئة أبوظبي في مايو من العام الماضي طائرات دون طيار لمراقبة طيور الفلامنجو الكبير «الفنتير» في محمية الوثبة للأراضي الرطبة، ودخلت الخدمة فعلياً طائرتان يتم التحكم بهما عن طريق أجهزة تحكم خاصة، وتعمل الطائرات الجديدة على دعم جهود الهيئة في عمليات جمع البيانات اللازمة لتحديد أسبقيات الحماية والإجراءات الواجب اتخاذها، ضمن برامج المحافظة على الطبيعة والحياة الفطرية في الإمارة. إلى ذلك، أوضحت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في الهيئة، أن الهيئة تملك خططاً لزيادة أعداد تلك الطائرات قبيل نهاية العام الجاري، مشيرة إلى أنه يمكن للطائرات التحليق لمدة نصف ساعة متواصلة قبل أن يتم إعادة شحن بطاريتها، وتتراوح سرعتها أثناء الطيران بين 10 و15 متراً في الثانية. وأضافت أن تدشين العمل بالطائرات الجديدة يأتي في إطار جهود الهيئة المتواصلة للاستفادة من أحدث التقنيات لدراسة ومراقبة التنوع البيولوجي في إمارة أبوظبي، وستقوم هذه الطائرات بالتقاط صور للمناطق التي يصعب الوصول إليها أثناء التحقق من أعداد هذه الطيور من دون الحاجة إلى الاقتراب منها. كما سيستفيد خبراء الهيئة من الصور الدقيقة التي ستوفرها هذه الطائرات عن الطيور ومواقع تكاثرها، وهي تقنية مهمة ووسيلة فعالة لجمع البيانات من حيث التكلفة والوقت. وذكرت «تعتبر الطائرات من دون طيار من التقنيات الحديثة والتي سيتم توظيفها بشكل كبير في المستقبل لفهم الأنواع نظراً لاستحالة المحافظة عليها في غياب البيانات الميدانية الدقيقة». وتابعت «يمكن اعتبار هذه الطائرات «رجالاً آليين» مجهزين بأجنحة وقادرين على الطيران والوصول إلى مناطق يصعب على خبراء الهيئة الوصول إليها». ويعتبر التعرف على مسارات الأنواع الهامة من الطيور وأنماط هجرتها جزءاً مهماً من جهود المحافظة عليها وحمايتها وحماية المواقع الرئيسية التي تتواجد فيها. ومن خلال عمليات البحث والاستثمار في أحدث التقنيات التي تدعم عمل الهيئة وجهودها، تستمر إمارة أبوظبي في اتخاذ خطوات واثقة نحو توفير حياة مستدامة، وذلك من خلال وضع المحافظة على التنوع البيئي والحيوي ضمن أولوياتها الرئيسية. وأضافت «نقوم باستخدام مجموعة واسعة من التقنيات لإجراء الدراسات والمسوحات الميدانية، ويشكل استخدام الطائرات من دون طيار لمراقبة أعداد طيور الفلامنجو إضافة جديدة إلى مجموعة الوســائل التقنية المتطورة التي نستخدمها للتعرف على التنوع البيولوجي والبيئي في إمارة أبوظبي وحمايته بشكل أفضل». وستوفر هذه الطائرات بيانات قيمة ودقيقة عن أعداد الطيور الموجودة وتعداد أعشاشها خلال موسم تكاثرها دون الحاجة إلى الاقتراب منها للحد من الإزعاج، وستساعدنا على فهم تلك الأنواع وحمايتها بشكل أفضل. وسيسهم هذا النوع من الطائرات في مساعدة الهيئة بالتحقق من أعداد الأنواع، وتوفير معلومات ذات دقة عالية وفهم أكثر شمولية للأنواع التي تجري دراستها. ولفتت الظاهري إلى حرص الهيئة على استخدام هذه الطائرات لمراقبة مراكز إدارة الحياة الفطرية في الفاية والدليكة، مضيفة أن طائر الفلامنجو يزور دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل دائم، ويمكن مشاهدته على مدار السنة في البحيرات الساحلية والمسطحات المائية وأحواض الصرف الصحي والسبخات والمناطق الرطبة على طول سواحل الدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©