الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأمم المتحدة تعلن اتفاقاً لحل الأزمة في اليمن

الأمم المتحدة تعلن اتفاقاً لحل الأزمة في اليمن
21 سبتمبر 2014 12:30
أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن جمال بن عمر أمس إن الحكومة توصلت إلى اتفاق لإنهاء القتال مع ميليشيا الحوثيين الذين نقلوا تمردهم في شمال البلاد إلى العاصمة صنعاء، موضحاً في بيان إن الاتفاق سيشكل وثيقة وطنية تدفع بمسيرة التغيير السلمي وترسخ مبدأ الشراكة الوطنية والأمن والاستقرار في البلاد. وكشف أن التحضير جار لترتيبات توقيع الاتفاق الذي أعقب اعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن ما يجري في المنطقة خصوصا في سوريا والعراق انعكس على اليمن، في وقت أعلن حظر التجول في بعض مناطق العاصمة وسيطر المتمردون الحوثيون على مبنى التلفزيون اليمني الرسمي بعد يومين من الحصار والمعارك خلفت قتلى وجرحى. وأفاد آخر التقارير الواردة من صنعاء أن التلفزيون توقف عن البث، بينما أعلنت اللجنة الأمنية العليا حظر التجوال من الساعة الـتاسعة مساء وحتى الساعة الـتاسعة صباحا ابتداء من الليلة الماضية بتوقيت صنعاء وحتى إشعار أخر في عدد من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية وأمنية. وسط هذه الأجواء ولدى استقباله سفراء البلدان الداعمة للاتفاق السياسي الذي تنحى بموجبه عن الحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وصف هادي الهجوم الذي يشنه المتمردون «انصار الله» في العاصمة بأنه «محاولة انقلاب». وأضاف أن إطلاق النار على مقر التلفزيون اليمني الذي قطع الجمعة برامجه طوال ساعة وعلى منشآت رسمية أخرى، يؤكد هذا المسار الانقلابي. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن هادي قوله خلال لقائه اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام إن «ما يجري في ليبيا وسوريا والعراق يمثل أجندات هدامة تهدد الأمن والاستقرار في هذه الدول ونحن في اليمن، ربما هناك من لا يريد أن نستكمل مشوار النجاح لتطبيق مخرجات الحوار الوطني الذي مثل أفضل تظاهرة حديثة شهدها اليمن في تاريخه المعاصر». واعتبر «وصول مليشيات الحوثي المسلحة إلى صنعاء واحتلال وتدمير بعض المنازل والمرافق الحكومية ومحاولة محاصرة المعسكرات والمخيمات المسلحة بميليشياتهم التي يجلبونها من كل مكان من أجل محاصرة صنعاء عملا لا مبرر له وإنما هو هروب من مستحقات الخروج باليمن إلى بر الأمان». ووصف هادي ذلك بأنه «عدوان» على العاصمة «فصنعاء يقطنها سكان من جميع المحافظات من أقصى اليمن إلى أقصاه من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ولا يجوز أن تتعرض لهذا العدوان فهو عدوان على اليمن كله»مؤكدا أن «محاولات قد جرت لاحتواء الموقف مع جماعة الحوثي ومن أجل تحاشي الانفجار والصدام الذي لا يبقي ولا يذر وكان أول تلك المحاولات اللجنة الوطنية الرئاسية التي انبثقت من اللقاء الوطني الموسع بإجماع كل القوى الوطنية وأحزاب ومجالس النواب والشورى والشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني بكل أطيافها وبذلت أقصى الجهود مع الحوثيين وذهبت إلى صعدة للحوار لمدة تزيد على 3 أيام وعادت بخفي حنين إلا من الاستياء الذي أظهره رئيس وجميع أعضاء اللجنة». وشدد هادي على ضرورة الاصطفاف الوطني من أجل الدفاع عن «صنعاء والوحدة والديمقراطية والحوار الوطني». وبدت الحياة مشلولة أمس في صنعاء حيث خلت الشوارع وأغلقت الجامعات والمدارس والمتاجر وعلقت الرحلات الجوية الدولية، بسبب استمرار المعارك الدامية بين مسلحين حوثيين وآخرين سنة مدعومين من الجيش رغم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى هدنة. ولازم سكان الأحياء القريبة من مناطق القتال منازلهم امس، فيما كانت الحركة خفيفة في أنحاء المدينة وأعلنت السلطات اليمنية أمس، تعليق الدراسة في مدارس وجامعة صنعاء ابتداءً من اليوم الأحد «وحتى إشعار آخر» بعد اشتداد المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين في مناطق آهلة بالسكان في الضاحية الشمالية للعاصمة حيث استخدم الطرفان معدات وأسلحة ثقيلة خلال الاشتباكات التي تركزت خصوصا في محيط التلفزيون الرسمي، والتي تعتبر الأعنف منذ تفجر الصراع في صنعاء يوم الأربعاء الماضي. وهزت عشرات الانفجارات القوية الأحياء السكنية المتاخمة لمناطق المواجهات بجوار التلفزيون الرسمي، وفي محيط جامعة الإيمان الدينية ومعسكر قوات الفرقة الأولى مدرع، فيما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من تلك المناطق من أنحاء متفرقة في العاصمة. واندلعت اشتباكات بالرشاشات الثقيلة في حي «النهضة» السكني حيث أقام جنود ومسلحون موالون للحكومة متارس وحواجز لمنع تقدم الحوثيين باتجاه معسكر الفرقة الأولى مدرع، الذي يتربع على هضبة كبيرة شمال غرب صنعاء. ووصف أحد سكان حي «النهضة» الاشتباكات بين الجيش والحوثيين بـ«العنيفة جدا». مشيرا الى انها امتدت إلى شارع الستين الشمالي، وشارعي الثلاثين والأربعين المتفرعين من شارع الستين، ووصلت إلى حي «مذبح» السكني، ومناطق محيطة قريبة من منزل الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي. وقصف مسلحون حوثيون معسكر الفرقة الأولى مدرع بالمدافع والقذائف الصاروخية. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من فوق مبنى خاص بقيادة الدفاع الجوي في قوات الفرقة التي يقودها حاليا اللواء علي محسن الأحمر الذي كان أقيل من منصبه في أبريل 2013 وعين مستشارا رئاسيا لشؤون الدفاع والأمن. وقصفت قوات الفرقة الأولى مدرع مناطق متفرقة في شارعي الستين والثلاثين يعتقد أن مسلحين حوثيين يتمركزون فيها وهاجموا بالقذائف الصاروخية هضبة مطلة على الشارع وحي «مذبح» الذي شهد أمس لليوم الثاني على التوالي مواجهات عنيفة في مناطق عدة. وأفادت وسائل إعلام محلية بسقوط قذائف هاون على جامعة صنعاء التي تحتل مساحة واسعة بجوار معسكر الفرقة الأولى مدرع، دون أن ترد معلومات بوقوع إصابات. وقال مسؤول في وزارة الصحة اليمنية: «هناك مجموعة كبيرة من الجرحى جراء المواجهات بين الجيش والحوثيين. ما زلنا بصدد إعداد إحصاء للضحايا». ودعت وزارة الصحة في بيان إلى السماح بالطواقم الطبية وسيارات الإسعاف بالدخول إلى مناطق المواجهات، خصوصا في حي شارع الثلاثين المؤدي إلى منطقة «شملان» التي يسيطر عليها الحوثيون منذ أيام. ونشر التلفزيون الحكومي على شاشته أمس إن «المجاميع الحوثية المسلحة تواصل قصفها بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على قطاع التلفزيون» الواقع على مرتفع جبلي يطل على حي «الجراف» الخاضع لسيطرة الحوثيين. وأكد سقوط «جرحى جراء استمرار القصف العشوائي على مقر التلفزيون» الذي تسبب أيضا باحتراق أجزاء منه وتصاعد أعمدة الدخان، مشيرا إلى أن العاملين في القطاع التلفزيوني الحكومي «يناشدون المنظمات الدولية والمحلية التدخل لإيقاف تدمير مبنى التلفزيون وإسعاف المصابين». وقالت قناة اليمن الرسمية إن «استهداف قطاع التلفزيون استهداف لحرية الرأي والتعبير»، محملة الحوثيين مسؤولية سلامة موظفيها. وأضافت في بيان: «ما يحصل من قصف قطاع التلفزيون وتدمير الأجهزة والمعدات المملوكة للشعب هو خروج عن الأعراف والقوانين والتشريعات الدولية». وبثت القناة صورا ومشاهد للأضرار والدمار التي لحقت بالقطاع التلفزيوني الرسمي جراء القصف المدفعي لمليشيات الحوثيين. وطالب العاملون في وسائل الإعلام الرسمية في اليمن قوات الجيش بـ«القضاء على المليشيات المسلحة وحماية الممتلكات العامة». وقال رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين، جيم بوملحة، في بيان: «إننا ندين بشدة هذا الهجوم المروع على مؤسسة إعلام حكومية في اليمن»، مضيفا أن «هذا الاعتداء هو انتهاك واضح للقانون الدولي وجريمة ضد حرية الصحافة وحرية التعبير». و سط هذه الأجواء دعا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أمس إلى وقف إطلاق النار في العاصمة صنعاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©