أبوظبي أول الموقعين على ميثاق التنمية المستدامة للاتحاد العالمي للنقل العام في الشرق الأوسط

انضمت دائرة النقل في أبوظبي لعضوية الاتحاد الدولي للنقل العام رسميا أمس، بعد توقيعها ميثاق التنمية المستدامة للاتحاد العالمي للنقل العام، لتكون بذلك أول دائرة نقل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا توقع على هذا الميثاق العالمي· وأعلن رئيس دائرة النقل في أبوظبي عبدالله راشد العتيبة خلال افتتاح مؤتمر ''التنمية المستدامة في النقل العام·· دور فعال في مدن المستقبل''، الذي انطلقت فعالياته في أبوظبي أمس، عن انضمام الدائرة للميثاق الذي يعد بمثابة المرجع الرئيسي لكافة الدول والمنظمات والهيئات والدوائر الأعضاء في هذا الاتحاد في مجال التنمية المستدامة والتي تقوم على 3 محاور رئيسية هي الرعاية البيئية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية· وقال العتيبة إن حكومة أبوظبي مدركة لأهمية التنمية المستدامة، وهي حرصت على تضمين هذه المحاور الثلاثة في صميم خطتها الاستراتيجية 2030 التي أعلنت عنها في شهر مايو ·2008 وأضاف العتيبة أن خطة النقل الشاملة في أبوظبي ليست بعيدة عن هذه الأهداف والمحاور وهي ملتزمة بتحقيق التنمية المستدامة بتوجيهات القيادة الحكيمة· التزام الدائرة وأكد العتيبة التزام دائرة النقل في أبوظبي بتعهدها بالعمل بجهد أكبر لحماية البيئة وتطوير المجتمع وتنمية الاقتصاد لإيجاد توازن عادل بين هذه العناصر الثلاثة والتي تشكل ركائز ميثاق التنمية المستدامة للاتحاد العالمي للنقل العام ''لأن الدائرة لا تتطلع إلى تحقيق النمو فقط، وإنما التطوير دون أدنى شك''· ورأى العتيبة أن التغير المناخي يشكل التهديد الأكبر للتنمية المستدامة في العالم اليوم، لافتاً إلى سعي الدائرة الدؤوب لتنظيم قطاع النقل بما يحد من آثار التلوث الناجمة عن النقل· ويقوم ميثاق التنمية المستدامة في مجال النقل العام بحسب العتيبة، على إيضاح الأسس التي يتوجب على جميع الدول والمنظمات والهيئات والدوائر الأعضاء في الاتحاد العالمي للنقل العام، البالغ عددهم 140 عضوا، الالتزام بها، حيث يبين التفاصيل والأحكام المتعلقة بعمليات النقل العام، والذي يعد أحد أهم ركائز النمو والتطور الذي تشهده إمارة أبوظبي في كافة النواحي· ووقع العتيبة على الميثاق بحضور الأمين العام للاتحاد الدولي للنقل العام هانز رات ورئيس مفوضية التنمية المستدامة في الاتحاد الدولي للنقل العام غلن فرومر· التنمية المستدامة وتعني التنمية المستدامة في مجال النقل العام إنجاز تطوير هذا القطاع الحيوي وتلبية احتياجات الحاضر بدون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها، وبدون تطبيق معاير التنمية المستدامة يواجه العالم خطورة التدهور البيئي والذي يعد ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن عوادم وسائل النقل المختلفة أحد أهم أسبابه· ولا تلغي التنمية المستدامة في مجال النقل العام حاجات التنمية الاقتصادية والمساواة والعدل الاجتماعي، لكنها تتطلب تحسين ظروف المعيشة لجميع الناس دون زيادة استخدام الموارد الطبيعية إلى ما يتجاوز قدرة كوكب الأرض على التحمل، وذلك من خلال التشجيع على اتباع أنماط إنتاج واستهلاك متوازنة دون الإفراط في الاعتماد على الموارد الطبيعية· وفي تصريحات للصحفيين، قال العتيبة إن الالتزامات التي تترتب على أبوظبي نتيجة لتوقيع هذه الاتفاقية هي أخلاقية، مضيفاً أن الدائرة ملتزمة في الأصل بتطبيق أفضل حلول النقل بما يتلاءم مع مفهوم التنمية المستدامة، وهي تتعامل مع جهات عالمية رائدة في هذا المجال للاستفادة من خبراتها· وكشف العتيبة أن دائرة النقل ستعلن في أبريل المقبل عن الدراسة الشاملة لقطاع النقل العام في أبوظبي· وأوضح أن الدائرة تعمل على تطوير منظومة نقل شاملة يكون قوامها شبكة طرق متكاملة وحافلات عامة ومترو وغيرها من وسائل النقل العام، بالإضافة إلى وضع تشريعات تعكس رؤيتها والتزاماتها تجاه التنمية وبشكل يراعي مصلحة السكان بالدرجة الأولى وسهولة تنقلهم· وأكد العتيبة أن الدائرة لن تعمد إلى وضع تشريعات تحد من استخدام السيارات الخاصة قبل أن توفر البديل، مشيرا إلى أن ''البديل'' لا يزال قيد التطوير ويحتاج لما لا يقل عن 8 سنوات لتكتمل معالمه· وذكر العتيبة أن تطوير تاكسي مائي يربط جزر أبوظبي المأهولة ببعضها البعض ويتولى تشغيله القطاع الخاص يشكل أحد أعمدة التكامل في وسائل النقل التي تتطلع الدائرة لاعتمادها في المسقبل، بالإضافة إلى تخصيص مسارات خاصة بالحافلات العامة، وتطوير شبكة مترو وترام حديثة، وغيرها من الوسائل التي تتوافق مع حاجة أبوظبي، والتي ترفع نسبة مستخدمي النقل العام إلى 40؟ قبل حلول عام ·2030 دعوة للانضمام من جانبه، أعرب الأمين العام للاتحاد الدولي للنقل العام هانز رات عن سعادته لانضمام دائرة النقل في أبوظبي لعضوية الاتحاد، وعن أمله بأن تحذو دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حذو أبوظبي في وضع خطط التنمية المستدامة في مجال النقل العام على الرغم من الأزمة المالية العالمية· وقال رات، إن أبوظبي تختار أفضل حلول النقل المطبقة في العالم وتقوم بتطويرها على أرضها بفضل رؤية قيادتها التي تمتلك إرادة قوية وحزما في تطبيق ما تصبو إليه وفي المدد الزمنية التي يعلنون عنها· ونوه رات بحرص أبوظبي على اعتماد وسائل نقل تراعي التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن أبوظبي هي المدينة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعمل على تطوير بنية تحتية متكاملة للنقل العام تراعي معايير التنمية المستدامة· ناقش المؤتمر الذي يشارك فيه خبراء في مجال النقل العام من مختلف دول العالم، بيومه الأول وفي 3 جلسات، تحديات المدن المستدامة، وكيفية مساهمة النقل العام في المدن المستدامة، وكيفية جعل وسائل النقل العام نظيفة وصديقة للبيئة· ويناقش المؤتمر في جلساته الأخيرة اليوم، سهولة حركة تنقل مستدامة في مدينة أبوظبي، والجديد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومستقبل النقل العام في ظل الاتجاهات العالمية الراهنة، ليختتم أعماله بانتخاب رئيس الجمعية العمومية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعرض نتائج الندوة